طل ليف – رام / حماس تحرص على الكفاح العسكري
معاريف – بقلم طل ليف – رام – 28/5/2018
زرع عبوة ناسفة على جدار الفصل، هذه المرة في جنوب القطاع، نار الدبابة نحو موقع منظمات الارهاب ومخربان قتيلان على الاقل في رد الجيش الاسرائيلي – هذه أحداث باتت شبه عادية على حدود القطاع الآخذة في السخونة مؤخرا. مركز الاهتمام لما يجري في قطاع غزة وجه في الشهرين الاخيرين الى المواجهات العنيفة على الجدار كل يوم جمعة. ولكن فضلا عن هذه الاحداث، فان ارهاب الطائرات الورقية والاحراقات، وعشرات عديدة من عبوات الانابيب التي تلقى نحو قوات الجيش الاسرائيلي في نهاية الاسبوع، في الشهرين الاخيرين، يلوح ميل آخر – ارتفاع حاد في زرع العبوات الناسفة على طول الجدار في محاولة للمس بقوات الجيش الاسرائيلي.
اكثر من 20 عبوة زرعت في الشهرين الاخيرين، مقابل متوسط واحدة او اثنتين في الشهر في اثناء السنوات التي انقضت منذ حملة الجرف الصامد. بل كانت حتى اشهر بلا احداث على الجدار وعبوات ناسفة على الاطلاق.
الى جانب الارتفاع الحاد في زرع العبوات الناسفة، في الشهرين الاخيرين لم يطلق حتى ولا صاروخ واحد نحو اسرائيل، وهي حقيقة تفيد بالسيطرة المطلقة لحماس في القطاع وبقدرتها على فرض ارادتها بشكل شبه تام على منظمات الارهاب الاخرى في القطاع بما فيها الجهاد الاسلامي الذي يعتبر التنظيم الارهابي رقم 2 في قوته وقدرته العسكرية بعد حماس.
من تحليل هذه المعطيات يمكن لنا أن نتعرف على انه في هذا الوقت تسمح قيادة حماس لرجالها ولمخربين من منظمات اخرى بالعمل وبالمس بقوات الجيش الاسرائيلي، ولكن في هذه الاثناء لا تسمح باطلاق الصواريخ نحو اسرائيل في محاولة لحصر الصراع ظاهرا ضد اهداف عسكرية.
هذا الانفاذ من جانب حماس، الذي تحركه مصالح داخلية فقط، سيخضع في الايام القريبة القادمة للاختبار. بشكل عام حين كان يقتل مخربون من الجهاد الاسلامي كان التنظيم يرد باطلاق الصواريخ او قذائف الهاون نحو اسرائيل. هذا النمط، على اي حال، سيرفع في الايام القريبة القادمة حالة التأهب في اسرائيل استعدادا لاطلاق الصواريخ أو قذائف الهاون من القطاع.
في حدث وقع صباح امس ثمة مع ذلك عدة جوانب مختلفة: اولا، موقع الرقابة على الحدود كان يعود للجهاد الاسلامي. في الماضي لم تسمح حماس بهذا واحتفظت بشكل حصري بالمواقع على طول الجدار. هذه الحقيقة، الى جانب نفق ارهابي للجهاد الاسلامي انكشف قبل اقل من نصف سنة، يدلان على حرية عمل أكبر يتلقاها التنظيم من حماس ولا سيما على خلفية الدعم المشترك من ايران. كما أن رد الجيش الاسرائيلي كان مختلفا هذه المرة، ومقارنة باحداث سابقة كان موقع الرقابة الذي تعرض للهجوم مأهولا في وقت اطلاق قذيفة الدبابة، وهذه الحقيقة تسبب بقتل المخربين، بينما في معظم هجمات الجيش الاسرائيلي في الاشهر الاخيرة لم يكن مخربون قتلى.
في ظل احداث مسيرة العودة، حاول أمس ايضا المخربون الذين زرعوا العبوة الناسفة تضليل قوات الجيش الاسرائيلي من خلال اخفاء العبوة الناسفة في مقص كبير وكأن الحديث يدور عن وسيلة تسلل الى الجدار وليس عبوة ناسفة. هذه المرة، مقابل حادثة العبوة الناسفة التي وضعت في الطيارة الورقية على الجدار، في الجيش الاسرائيلي استخلصوا الدروس واستخدم خبراء المتفجرات روبوت عطل العبوة وتضرر نتيجة الانفجار.
الى جانب احداث المسيرات التي من المتوقع أن تستمر في الاسابيع القادمة ايضا، في جهاز الامن يقدرون بان محاولات تنفيذ العمليات على الجدار ستتعاظم.