ترجمات عبرية

طال ليف – رام : طائرات ورقية بدلا من مواجهات

معاريف – بقلم  طال ليف – رام  – 6/6/2018

في يوم النكسة، ركزوا في حماس أمس على اطلاق الطائرات الورقية الحارقة، وقليل جدا من الفلسطينيين وصلوا الى الجدار الفاصل للصدام مع قوات الجيش الاسرائيلي. وكادت لا تكون على طول الجدار احداث شاذة، ولكن في اثناء اليوم وقع ما لا يقل عن 15 حريق في بؤر مختلفة في غلاف غزة كنتيجة للطائرات الورقية الحارقة التي اطلقت من قطاع غزة.

مصدر في الصندوق القومي “الكيرن كييمت” التقيناه عند كيبوتس نير عام وهو يراقب بالناظور منطقة بيت حانون، روى بان الطائرة الورقية تكون احيانا في الهواء نحو ثلاث ساعات الى أن تجتاز نحو الاراضي الاسرائيلية. وعلى حد قوله فان معالجة الطائرات الورقية لا تبدأ بشكل عام الا بعد أن تسقط في الاراضي الاسرائيلية وتتسبب بالحرائق.

في اثناء جولة على طول الجدار الفاصل في قطاع غزة من كيبوتس نير عام وحتى كيبوتس كيسوفيم في ساعتين فقط لاحظنا عشر بؤر مختلفة من الحرائق، في معظم الحالات تمت السيطرة على النار بسرعة نسبية.

في هذه اللحظة، لا يوجد حل تكنولوجي للمشكلة. رغم المعطيات التي عرضها امس وزير الدفاع افيغدور ليبرمان الذي قال في جلسة كتلته انه حتى الان اطلقت 600 طائرة ورقية من غزة وتم اعتراض ثلثين منها، يبدو أن في الميدان على الاقل لا توجد متابعة لعدد الطائرات الورقية الدقيق التي اطلقت نحو اسرائيل وحتى معطى 400 احباط، كما يدعي ليبرمان، لا ينجح في اختبار الواقع في ضوء عدد الحرائق التي وقعت امس.

التقينا عمري بونا، مدير منطقة الشمال في الصندوق القومي الذي جاء لمساعدة القوات في الجنوب في أثناء حريق نشب في غابة كيسوفيم: “عندي تجربة 35 سنة وجئنا لتعزيز رفاقنا في الجنوب، مثلما ساعدونا في حرب لبنان الثانية. في الساعة – الساعتين الاخيرتين نحن نعالج 15 حريق. نحن نعمل في غرفة طواريء مشتركة مع الاطفائية. نحن مع سبع اطفائيات من الجنوب واطفائيتان من الشمال ومن الوسط، بينما نقفز في كل لحظة من نقطة الى نقطة. سنواصل  تواجدنا في المنطقة في الفترة القريبة القادمة، وفقا للاحداث”.

رغم استمرار ارهاب الطائرات الورقية، في هذه المرحلة يواصلون في الجيش الاسرائيلي سياسة ضبط النفس في قطاع غزة بموجب تعليمات سياسية لاحتواء الاحداث في محاولة لمنع مزيد من التصعيد. واستمرارا لهذه السياسة، لم يهاجم الجيش الاسرائيلي ردا على الحرائق في اسرائيل.

في الجيش الاسرائيلي يستعدون ليوم الجمعة القريب القادم ويقدرون بان الكثير من الفلسطينيين سيصلون الى عدة بؤر كثيرة على طول الجدار في قطاع غزة. وحسب هذا التقدير ولامكانية معقولة تقول انه سيكون للفلسطينيين قتلى في هذه المواجهات، يستعد الجيش الاسرائيلي دفاعيا لامكانية استئناف النار نحو اسرائيل وينفذ انتشارا واسعا جدا للقبة الحديدية وليس فقط في غلاف غزة.

بالتوازي مع الحرائق، فان فلسطينيا غير مسلح اجتاز الحدود في جنوب القطاع، فاعتقلته قوة من الجيش الاسرائيلي قرب الجدار ونقل الى التحقيق.

“حماس تحرق ونحن نزرع”

والى ذلك، اعلن الصندوق القومي لاسرائيل بانه سيرفع دعوى ضد حماس في المحاكم الدولية، على الاضرار البيئية الجسيمة في غابات باري، كيسوفيم والمحيط الذي احترق فيه مئات الدونمات فيه الشهر الماضي. وذلك ايضا كنتيجة لسقوط الصواريخ وقذائف الهاون ونتيجة للطائرات الورقية الحارقة.

لهذا الغرض، يعتزم الصندوق القومي الاستعانة بخدمات رجال في القانون الدولي، مختصين بدعاوى من هذا النوع. 9 الاف دونم من الحقول الزراعية، غابات ومناطق محمية طبيعية احترقت بالنار من الطائرات الورقية الحارقة حتى الان منها 2.820 دونم غابات في 265 حريق.

رئيس الصندوق القومي داني عطر، الذي تجول امس مع ادارة الصندوق القومي في بلدات غلاف غزة قال انه “لا يحتمل ان تسمح الاسرة الدولية لحماس بعدم تقديم الحساب ودفع الثمن على افعالها الاجرامية، ليس فقد مواطني دولة اسرائيل بل وايضا ضد الطبيعة والبيئة اللتين تضررتا بشدة من الارهاب المحيطي الاجرامي هذا. لقد اثبتت حماس بان لا طابع انساني لها ليس فقط تجاه البشر والطبيعة”. واشار عطر الى ان في الايام القريبة سينطلق الصندوق في حملة غرس مع اطفال غلاف غزة تحت شعار “حماس تحرق، ونحن نزرع. سنثبت باننا نعيش هنا بقوة وبنمو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى