ترجمات عبرية

طال ليف رام : حماس توجد في مفترق طرق؟ نحن ايضا

معاريف – بقلم  طال ليف رام  – 4/6/2018

لقد اصبحت كلمة الردع  في الايام الاخيرة الكلمة الاكثر انتشارا بالنسبة لمنطقة الجنوب. فعن المبادرة باتوا يتحدثون أقل بكثير. وفي كلمة الردع وفي القدرة على تقديرها يوجد اخفاق بنيوي. هكذا ايضا في الجنوب. فهي تقوم على اساس تحليل ذهني للعدو الذي يوجد امامك. في فترات طويلة من الهدوء،  يعرض الردع المزعوم المتحقق كورقة مظفرة. وعندما يتبدد الهدوء، عندها ايضا يشرحون لدينا بانه رغم الردع، ليس لحماس بديل آخر، بسبب ازمة الحكم والوضع الاقتصادي الصعب في القطاع. هذه بالضبط هي الفترات التي تملأ فيها التعابير العليلة “منظمات عاقة”، “ليس لحماس مصلحة في التصعيد” و “حماس لا تزال مردوعة” جدول الاعمال الاعلامي عندنا. عمليا، في القيادة السياسية والعسكرية يسارعون الى توفير التفسيرات للوضع عبر تحليل اعتبارات حماس وحالتها الذهنية.

دولة اسرائيل والجيش الاسرائيلي، ولنقل برقة، لم يتميزا في السنوات الاخيرة في تحليل سياسة  ونوايا العدو من غزة. “حماس ستكون مطالبة باعادة احتساب المسار”، هذه نقلت كرسالة في كل وسائل الاعلام في اعقاب احداث النكبة الاخيرة على الجدار. حماس ومنظمات ارهابية اخرى، كما يتبين، عملت ذلك بالفعل: ارتفاع كبير في العمليات على طول الجدار – وسريعا جدا ايضا اطلاق الصواريخ مرة اخرى على الناس في غلاف غزة.

بالمقابل، بقيت السياسة الاسرائيلية غير واضحة، وفي الوضع الحالي تنجر اسرائيل الى الملعب بقوانين ومعادلات لم تضعها هي. والكثير من سكان غلاف غزة لا يطالبون الحكومة بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، فهم يفهمون جيدا اثمانها ايضا. ولكنهم يطالبون بسياسة واضحة وباتجاهات واضحة لاحقا. “حركة حماس توجد في مفترق طرق”، قال مؤخرا ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي. يحتمل أن يكون هذا هو الوضع، ولكن اسرائيل هي الاخرى توجد في ذات النقطة، دون خيار حقيقي لطريقة عمل واضحة.

على مدى أربع سنوات، تمتعت اسرائيل بهدوء شبه تام من قطاع غزة. لقد كانت هذه فرصة للمبادرة واتخاذ خطوات سياسية لتحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة انطلاقا من مصلحة اسرائيلية. الجيش اراد، الوزراء اقترحوا اقتراحات، ولكن هذا لم يؤدي الى تغيير، بل وبات هذا يعود الى التاريخ. اما الان فقد بات من الصعب اكثر التنازل عندما يتم هذا في اطار حوار من الارهاب المباشر كاداة للابتزاز السياسي. رئيس الوزراء نتنياهو يقول ويبث بانه بداية قبل كل شيء يجب النظر شمالا. هذا قول منطقي وبراغماتي، ولكنه لا يعفي من الحاجة الى اتباع سياسة واضحة تجاه الجنوب ايضا – عسكريا او سياسيا.

الى جانب استئناف نار الصواريخ، فان ما بدأ في الربيع بارهاب الطائرات الورقية، والذي اعتبر في البداية كتهديد غير ذي بال، يصبح في بداية الصيف مصيبة وطنية: اضرار شديد في المزروعات وفي الاقتصاد، افساد الاف الدونمات من المحميات الطبيعية، اغلاق طرق بل وامس توقف القطار من عسقلان الى نتيفوت. هذا بالضبط معنى الارهاب. كلما مر الوقت احتدمت المشكلة، ورغم الاستخدام للحوامات، فلن يتوفر لهذه المشكلة حل. وحتى قبل مسيرات العودة، قالوا في الجيش الاسرائيلي انهم يغيرون السياسة وسيضربون حماس حتى اذا ضربت البنى التحتية للجدار، او في حالة التسللات الى اراضي اسرائيل وارهاب الحرائق. اما ما حصل في الايام الاخيرة في غلاف غزة فهو بقدر كبير لا يقل اهمية عن ارهاب الصواريخ. والضرر المتراكم، على الاقل في الممتلكات وفي مقدرات الطبيعة وفي المس بنسيج الحياة في غلاف غزة، هو بالتأكيد ليس أقل.

يوم الثلاثاء القريب القادم سيكون كل هذا موضع اختبار مرة اخرى في المواجهة المتوقعة على الجدار في يوم النكسة. فهل ردا على القتلى سيتم مرة اخرى اطلاق الصواريخ؟ يبدو أن هذا سيسمح بصورة اوضح للواقع الامني القريب في غلاف غزة والاتجاهات اللاحقة. الى أن تختار اسرائيل السياسة نوصي على الاقل بتخفيض مستوى التصريحات والتهديدات والشرح لسكان الجنوب الامور كما هي. بمعنى، ماذا تريد اسرائيل، ماذا تعتزم المبادرة اليه لاحقا وليس كيف تشعر حماس وباي قدر هي مردوعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى