ترجمات عبرية

طال ليف رام / المشكلة الاساس : القنيطرة

معاريف – بقلم  طال ريف رام – 1/7/2018

رغم حملات المساعدة الانسانية المؤثرة التي قامت بها اسرائيل في نهاية الاسبوع من حيث العتاد، الملابس، الغذاء والادوية، وكذا العلاج الطبي، فان الرسالة الاسرائيلية واضحة للغاية: مشروع “الجيرة الطيبة” سيستمر حتى اللحظة الاخيرة كمعونة ومساعدة للمدنيين الذين يعيشون الضائقة، مثلما كان في السنوات الاخيرة، ولكن في كل الاحوال لن تسمح اسرائيل بدخول اللاجئين من سوريا.

المعارك في جنوب سوريا والمعركة التي تقترب من الحسم في محافظة درعا هي على ما يبدو الفصل الاول في صلة الاحداث في سوريا بالوضع الامني في الشمال من ناحية اسرائيل ايضا.

فالتحديات القادمة كفيلة ايضا بان تثير معاضل ذات مغزى أكبر في كل ما يتعلق بالتدخل العسكري من جانب اسرائيل، ولا سيما من الجو، اذا ما تمت اعمال جيش الاسد بخلاف اتفاق فصل القوات الذي وقع في نهاية ايار 1974 ورتب منطقة الفصل.

ان قصة المساعدة الانسانية تحتل الان مركز الاهتمام من ناحية الاعلام في اسرائيل ايضا. في هذه المواضيع يخوض الجيش الاسرائيلي حملات لوجستية من أجل تحقيقها هناك حاجة الى غلاف عملياتي، ولكن عندما تحسم المعركة في درعا قريبا، فان الفصل الثاني من اعادة احتلال جنوب سوريا سيتم في منطقة القنيطرة وفي مجال الحضر، على مسافة قريبة جدا من الحدود مع اسرائيل. ومن غير المستبعد انه كجزء من الجهد العسكري، سيحاول السوريون لان يدخلوا الى مجال فصل القوات جيشا يحظر ان يكون في هذه المنطقة، وهذه ستكون أول معضلة للجيش الاسرائيلي.

في اسرائيل يقولون انه لا توجد نية للتنازل في كل ما يتعلق بمنطقة الفصل ويعتزمون الاصرار والتشدد في موضوع اتفاق فصل القوات.

ولكن المسألة ليست فقط جيش الاسد: في اسرائيل يستعدون لاحتمال معقول بان تكون تركيبة قوات جيش الاسد، التي ستقاتل على مقربة جدا من الحدود مع اسرائيل، ستكون قوات من الميليشيات الشيعية المدعومة من الحرس الثوري الايراني وقوات من حزب الله. هذا خط احمر أعلنت عنه اسرائيل علنا.

من ناحية اسرائيل، فان المعارك الاخيرة المتوقعة في  هضبة الجولان هي أيضا  جزء لا يتجزأ من تصميم الواقع المستقبلي على طول الحدود. ليس لاسرائيل مشكلة اذا كانت هذه قوات الاسد فقط، ولكن كل ادراج لقوات ايرانية أو قوات حزب الله، حتى ضمن محاولات الانخراط في جيش الاسد، سيرفع على الفور التواتر على الحدود الشمالية. في اسرائيل يعتزمون الاصرار على ذلك حتى في اثناء المعارك المتوقعة في هضبة الجولان في الايام القريبة القادمة. وذلك الى جانب ضرورة استمرار العمل ضد أهداف ايرانية في سوريا.

في هذا السياق، فان للزيارة العاجلة التي يقوم بها رئيس الاركان غادي آيزنكوت الى الولايات المتحدة ليحل ضيفا على رئيس الاركان الامريكي، الجنرال جوزيف تانفورد، توجد أهمية في الرسالة الواضحة التي تأتي من الولايات المتحدة والموجهة ايضا الى الروس: في كل ما يتعلق بالصراع الاسرائيلي ضد تثبيت تواجد ايراني في سوريا، يوجد الامريكيون خلف اسرائيل. ولكن رئيس الاركان لم يسافر الى الولايات المتحدة فقط من أجل رسالة مشتركة، ويمكن التقدير بان المداولات العاجلة عنيت بمواضيع عملياتية وبسيناريوهات كفيلة بان تنشأ في ضوء الواقع المركب في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى