أقلام وأراء

صورة رسالة الطمأنينة الملكية

حمادة فراعنة – 13/4/2021

لم يكن حدثاً طارئًاً أو غير مقصود، ظهور رأس الدولة مع ولي العهد بحضور الأمير حسن والامراء الآخرين ومعهم الأمير حمزة، كان  ذلك مقصوداً، ورسالة تستهدف تحقيق مجموعة أهداف بإجراء واحد، حتى لا نقول بضربة واحدة:

أولاً إن قرار المصالحة والتصويب الذي تولاه الأمير حسن برغبة عائلية ملكية جماعية، حققت مرادها بإزالة التوتر والاحتقان والفجوة التي احدثها التباين الذي وقع، وغياب التفاهم على الاولويات والمصلحة العليا للدولة، والصورة تعكس وحدة العائلة الملكية كما يحب الأردنيون ويتمنون تماسك العائلة ووحدتها.

ثانياً لطمأنة الأردنيين أن مؤسسة الحكم، مؤسسة الدولة، مستقرة دستورياً وفق التراتبية المعهودة، مهما بدا من تباين أو تعارض، فالاولوية هي أمن الأردن واستقراره، وأن الاجتهادات واختلاف درجة الرؤية لن تُفسد طهارة العائلة والحكم، ولم تصل ولن تصل إلى عمل خبيث مقصود، أو تسميم العلاقات أو الاجواء بين الأخوة والاشقاء.

ثالثاً تؤكد الاستجابة للتضامن الدولي مع الأردن، ومثلما عبر زعماء العالم عن حُسن تقديرهم وانحيازهم للدولة واحترامهم لراس الدولة الأردنية، ها هي العائلة الملكية تستجيب للتضامن الدولي بوقفتها الجماعية يوم الاحتفال بالذكرى المئوية لولادة الدولة الأردنية، وبهذا عبرت عن ردها بهذه الوقفة الجماعية للأمراء مع رأس الدولة جلالة الملك وولي العهد.

نعيق البعض، واستزلام البعض الاخر، ونفاقهم لن يتركوا إلا الأثر المؤذي لهم ولمن يتجاوب معهم، ولن يسيئوا إلا لأنفسهم، وإذا قدموا خدمة للأردنيين فهي تعرية سقوطهم السياسي وانكشاف حالهم، وإن مفردات مقالاتهم وإدارة أي موقع يشغلونه لم يصلوا إليه إلا بسبب النفاق وتدبيج المفردات والادعاء بالولاء.

العائلة الكريمة والدولة والتماسك والوحدة ويقظة المؤسسات ووعي الأجهزة أقوى من المكياج ومفردات التسلق وادعاء الانحياز، فالاسرة الملكية موحدة وستبقى كذلك، وتجربة نُبل الأمير الحسن وقبوله بخيار الراحل الحسين في التعديل الدستوري، يفرض بالضرورة احترام خيار الملك عبدالله الدستوري، وأن تبقى مؤسسة العرش مستقرة ثابتة لا تتلوى بالمستجدات والطوارئ.

فَرِحَ الأردنيون بالجَمعة الملكية، لأن اول احساسهم بالأمن، هو استقرار مؤسسات الدولة، والذي عشناه وخبرناه ووجعنا ما صاب أهل العراق وسوريا واليمن وليبيا وقبلهم الصومال، علمنا أهمية اليقظة والوحدة والارتقاء، فالدمار والخراب الذي أصاب شعوبنا الشقيقة هو الحافز الأول الذي يدفعنا نحو الحرص على أمن الأردن واستقراره وتعدديته، وإن تطلعاتنا نحو التقدم والديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع وتوفر فرص الحياة والعيش الكريم لا يتم إلا باستقرار الدولة ومؤسساتها.

وقعنا بالقلق خلال الأيام القليلة التي مررنا بها، وكانت رسالة الملك عبدالله للأردنيين هي التي وفرت الأرضية للطمأنينة، فجاء اللقاء وصورة الجماعة الملكية لتؤكد ما قاله وبعثه وطمأننا به رأس الدولة: جلالة الملك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى