شؤون إسرائيلية

صفقة السلاح الاكبر في تاريخ الدولة: 11 مليار دولار

اسرائيل اليوم ٢٦-٧-٢٠١٨، من يوآف ليمور:

اسرائيل تقف أمام قرار للعودة الى شراء طائرات قتالية من طراز اف 15 من شركة بوينغ لسلاح الجو، في اطار صفقة السلاح الاكبر في تاريخ الدولة والتي يجري اعدادها هذه الايام.

الصفقة بقيمة متراكمة من 11 مليار دولار، ستتضمن ثلاثة عناصر اساسية: سرب من الطائرات القتالية، سرب من مروحيات النقل وكذا طائرات الشحن بالوقود. العنصران الاخيران هما حرجان على نحو خاص، وهما عمليا القاطرة التي تجر كل الصفقة، لان طائرات الشحن بالوقود ومنظومة المروحيات القائمة في الجيش الاسرائيلي قديمة جدا وتحتاج الى تغيير فوري.

ومثل كل صفقات الشراء العمومية الجوية في العقود الاخيرة، فان هذه الصفقة ايضا ستتم من أموال المساعدات الامنية الامريكية. وهي ستنتشر على نحو عقد من الزمان، من لحظة التوقيع وحتى نقل آخر الطائرات والمروحيات الى اسرائيل.

وتجري الاتصالات للصفقة في وزارة الدفاع وفي الجش الاسرائيلي منذ فترة طويلة. وكان التردد الاساس يدور حول تقسيم الصفقة، بمعنى شراء كل عنصر فيها على انفراد من شركة اخرى، أو توحيدها وشراء العناصر الثلاثة فيها من الشركة ذاتها – وبالتالي الحصول بالطريقة هذه على الشروط الافضل في الصفقة في كل ما يتعلق بالتمويل، التوريد والصيانة.

في اثنين من عناصر الصفقة كان منذ البداية تفوض واضح لشركة بوينغ. فطائرة الشحن بالوقود لديها (والقائمة على اساس طائرة المسافرين بوينغ 767) تطير منذ سنوات طويلة وهي ذات قدرات مؤكدة، ويمكن توريدها في غضون وقت قصير نسبيا. كما أنه في كل ما يتعلق بمنظومة المروحيات فان لبوينغ تفوق، وان كان الميل هو عدم شراء مروحية واحدة بل سرب يكون فيه خليط من مروحيات سي اتش 47 “تشينوك” والطائرة المروحية “في 22”. عدد المروحيات التي ستشترى من كل نوع لم يتقرر بعد، والامر سيتم وفقا لتوصية سلاح الجو الذي سيخرج بالتدريج من الخدمة مروحيات يسعور (سي اتس 53) التي يستخدمها اليوم.

وترتبط المعضلة الاساس في الصفقة بالطائرات القتالية. فصفقة الطائرات الاخيرة التي نفذتها اسرائيل مع شركة بوينغ كانت قبل نحو 20 سنة، عندما اشترت سربا من طائرات اف 15 (“راعم”). اما الصفقات التالية فقد جرت مع منافستها، شركة لوكهايد مارتن، بداية لشراء اكثر من 100 طائرة اف 15 آي (“سوفا”)، وفي السنوات الاخيرة لشراء 50 طائرة اف 35 (“ادير”) – الطائرة المتملصة الاولى التي يستخدمها سلاح الجو.

ليس فقط اف 35

قدر الجيش منذ وقت غير بعيد بان اف 35 ستكون الطائرة القتالية المأهولة الاخيرة التي تشتريها اسرائيل، وذلك ايضا للابقاء على تفوقها النوعي امام الدول الاخيرة في المنطقة وكذا لتقليص نوع الطائرات التي يستخدمها سلاح الجو، وبالتالي توفير نفقات التشغيل. اما الان فقد طرأ تغيير في السياسة، وتتجه النية الى شراء سرب آخر من طائرات اف 35 حديثة، كجزء من الصفقة الشاملة مع شركة بوينغ. يدور الحديث عن طائرة اف 15 الاصلية ولكن ستكون جديدة تماما وستسمى اف 15 آي ايه.

وتتعهد بوينع ان تكون لها مزايا محسنة، بما في ذلك قدرة تملص معينة. ومع ذلك، وللابقاء على العلاقة المتواصلة مع لوكهايد مارتن ومع ومشروع اف 35، يحتمل أن يتقرر مواصلة شراء عدد محدود من طائرة اف 35 اخرى، سيوزع توريدها على مدى بضع سنوات.

رسميا ينتظر الان للتوصية المهنية لسلاح الجو، والتي سترفع الى رئيس الاركان لتحديد موقف الجيش في الموضوع، ولاحقا لمدير عام وزارة الدفاع ووزير الدفاع اللذين سيحددان موقف جهاز الامن، ولرفعه الى الكابينت ليحسم الامر. ولكن من أحاديث مع مسؤولين كبار في جهاز الامن يتبين أن الصفقة مع شركة بوينغ يوجد لها تأييد جارف في قيادة وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي والتقدير هو أن الكابينت ايضا سيقرها. هذا وسيتخذ القرار حتى نهاية السنة. ومع ذلك، في خلفية الصفقات الامنية ذات الحجوم الكبيرة نكون دوما مجموعات ضغط شديدة القوة للتأثير على اصحاب القرار في واشنطن وفي القدس، ومعقول أن هذه المرة ايضا ستكون محافل غير قليلة تحاول التأثير عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى