شيمريت مئير تكتب كلمة السحر لدى ترامب : اسرائيل

بقلم: شمريت مئير، يديعوت 29/11/2018
يبدو أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب تعلم كلمة سحر جديدة، “اسرائيل”، وهو يمتشقها كلما وجد صعوبة في شرح خطوة غير شعبية له في الشرق الاوسط. هكذا فعل قبل نحو اسبوع، عندما شد عليه الصحافيون، مر اخرى في اسئلة عن وقفته (الجديرة بالاشارة) الى جانب ولي العهد السعودي، رغم قضية قتل خاشقجي. “اسرائيل ستكون في ضائقة كبرى بدون السعودية”، قال ترامب. كان هذا تصريحا غريبا للغاية، على أقل تقدير.
وفي المقابلة التي اجرتها معه أمس “واشنطن بوست” شرح ترامب قراره ابقاء تواجد عسكري امريكي في سوريا بالقلق على أمن اسرائيل. في الحالتين اسرائيل هي بالفعل جزء من منظومة الاعتبارات الامريكية، ولكن ليست الاعتبار الوحيد او حتى الاساس. فترامب وابناء عائلته مرتبطون ومتصلون ببن سلمان، والولايات المتحدة تستمتع بالمبالغ الطائلة التي تشتيري بها السعودية السلام الامريكي. والتقارب (الحقيقي) بين السعودية واسرائيل هو مجرد الكرزة التي على القشدة، وليس الوجبة الرئيسة. ومع ذلك، مريح لترامب ان يصد النقد ولا سيما في داخل الحزب الجمهوري على موقفه المتسامح من تصفية الصحافي، من خلال استخدام “مبيض الغسيل” الاسرائيلي.
صحيح أن ترامب يتصدى للازدواجية الاخلاقية الكبيرة لمعظم وسائل الاعلام الغربية، التي تتصرف وكأن خاشقجي هو المعارض الاول الذي صفي في الشرق الاوسط، ولا شك أن الرابح الاكبر من سقوط بن سلمان ستكون ايران – ولكن اسرائيل لا ينبغي أن تكون طرفا في الموضوع، وبالتأكيد ليس بشكل علني. لدينا ما يكفي من مشاكل في صورتنا في الولايات المتحدة وفي اوروبا، ولا يوجد أي سبب يدعونا لان نحمل اكتافنا الضيقة عبء قتل صحافيين وتقطيعهم بالمناشير في خدمة الاسرة المالكة السعودية.
وفي موضوع التواجد الامريكي العسكري في سوريا ايضا، والذي لاسرائيل بالفعل مصلحة اولى في سموها في أن يبقى، فان المصلحة الامريكية اوسع بكثير. رسميا، توجد الولايات المتحدة في سوريا من أجل القضاء على داعش. رغم تصريحات النصر لترامب، فان التنظيم المضروب والمرضوض لم يصف نهائيا، مثلما تشهد هجماته الاخيرة على القوات الامريكية. في هذه الاثناء صممت واشنطن سياسة مناهضة لايران طموحة تتضمن الخروج من الاتفاق النووي واستئناف العقوبات. اما الانسحاب فسيكون هدية باهظة الثمن وعديمة المنطق لبوتين والايرانيين، والتنازل عن ذخر استراتيجي ذي مغزى.
نتائج انتخابات منتصف الولاية هي انجاز كبير للديمقراطيين الذين يسيطرون الان على مجلس النواب، ومؤشر غير مشجع لترامب قبيل الانتخابات للرئاسة في 2020. لقد اصبحت اسرائيل نتنياهو متماثلة جدا مع الادارة الامريكية الحالية، بحيث يصعب التمييز أين ينتهي وأين يبدأ. ثمة لهذا فضائل عديدة، ولكن لكل ترامب يوجد مخرج ترامب – وفي اليوم التالي، من شأننا ان نجد أنفسنا ندفع الثمن على التماثل المطلق معه.