ترجمات عبرية

شموئيل روزنر – كلهم كحلونيون

معاريف – مقال – 3/1/2019

بقلم: شموئيل روزنر

يكمن تناقض في جذر حملة الانتخابات في 2019: كلما كانت اسرائيل متفقة هكذا كانت منشقة. والترجمة العملية: كلما كانت خلافات اقل، كانت احزاب اكثر. هذا غش. ظاهرا، كثرة الاحزاب والاصوات يفترض أن تفيد بكثرة الاراء والفوارق. اما عمليا، فكثرة الاحزاب والاصوات تدل على قلة الاراء والفوارق. ليئير لبيد توجد اراء تشبه اراء موشيه كحلون، التي تشبه اراء موشيه يعلون، التي تشبه اراء بيني غانتس. في واقع الامر، يثبت غانتس، منذ بضعة اشهر بانه يمكن للمرء ان يكون شعبيا وفاعلا دون أن يعرب حتى ولا عن بارقة رأي. افليس له رأي؟ ينبغي التقدير بان لديه. لقد فعل غانتس ما يكفي في حياته كي نفترض بانه رجل مفكر بلور مواقف عن الموقع الاسرائيلي. وبالفعل، ما رأيك؟ ها هو الجواب: رأيه كرأي الجميع، الى هذا الحد او ذاك. ما هو خير للبيد، ما هو خير لليفي أبقسيس، لكلحون، لآفي غباي، لتسيبي لفني خير له ايضا.

يمكن أن نقدر حسب اكثر من هذا. ما هو خير لغانتس، في معظم الاحوال، خير ايضا لبنيامين نتنياهو. صحيح انه سيدعو ذاك “يساريا” وذاك يصف ذاك “بخطر على الديمقراطية” وكذا هنا وكذا هناك، ولكن الحقيقة هي انه في المواضيع المركزية على جدول الاعمال، مشكوك ان تكون هناك فوارق ايديولوجية دراماتيكية بين نتنياهو وبين غانتس. وهكذا دواليك، وليس بينه وبين نفتالي بينيت، ناهيك عن افيغدور ليبرمان.

ماذا بين بينيت وليبرمان؟ هذا علماني اكثر بقليل، ظاهرا، ولكنه سبق أن عقد حلفا أو حلفين. هذا اكثر تدينا بقليل، ظاهرا. ولكن على هذا ايضا لا تعولوا. فالمشاورات مع الحاخامين ملها، وعن حق، لجوجهم يتعبه، يمكن ان نفهم لماذا – هدفه التحرر منهم. ان يكون مثل ليبرمان، لا يتبع الا لنفسه فقط. كيف قال نتنياهو ذلك:”كونوا كحلونيين”.  وها هو بينيت الان ايضا هو كحلون. واحد من خمسة، ستة، سبعة، واليد مفتوحة. هذا هو احد الاسباب في أن معظم الاحزاب لا تحتاج انتخابات تمهيدية. بمعنى ان السبب الاساس للتخلي عن الانتخابات التمهيدية، باستثناء بضعة احزاب عنيدة، هو الرغبة في حكم فردي بلا ازعاجات. (احد ما قال غباي). ولكن يوجد ايضا سبب خفي: لا يوجد على ماذا تجرى انتخابات تمهيدية. فلا فرق بين المرشحين لان يكونوا نوابا. معظمهم استنساخ الواحد عن الاخر والواحدة عن الاخرى. ها هو كحلون، خسر منذ الان يوآف غانتس، راحيل عزريا، مايكل اورون، أيعتقد أحد ما ان هذه الخسارة ستغير ايديولوجيا الحزب؟ سيعتقد احد ما بان له على الاطلاق ايديولوجيا مدروسة؟ لقد بقيت قلة فقط من الاحزاب مع سبب. الحزب العربي يمثل وسطا، لديه بالفعل مواقف مختلفة عن مواقف الاغلبية الاسرائيلية. وكذا اغودات يسرائيل. وكذا ميرتس. وهناك احتمال بانه مع ذهاب بينيت، فان البيت اليهودي ايضا، او كيفما اسموه في الصيغة التالية سيكون اكثر تماسكا. حزب يمين اصولي ديني، ربما مع نكهة كهاناتية. هذه هي الاحزاب باختصار. هذه، معظمها على الاقل من خارج صورة تركيبة الحكم. فالحكم يركبه من يشبهون الواحد الاخر. الحكم يركبه من هم الخلاف الاساسي بينهم هو على المسألة الشخصية: من جدير اكثر، من ناجح أكثر، من دينامي أكثر، من مجرب ومتوازن اكثر.

هذا ليس سيئا بالضرورة؛ هذا مضلل فقط. السياسة تخلق لمواطنيها عرضا عابثا من الانشقاق والانقسام. وهي تجبرهم على ان يترددوا في مسألة ليست هامة على الاطلاق. فهل هذا سيكون غباي أم ربما لفني. هل هذا سيكون غانتس أم ربما بينيت. ونعم، بيبي ايضا. الفارق الاساس بينه وبينهم هو انه كان رئيس وزراء منذ سنوات كثيرة. بمعنى ان لدينا منذ الان سبيلا لنعرف بما هو جيد اكثر وبما هو جيد اقل. اذا رحل غدا، سيأتي ساعر، أو كاتس، أو هنغبي. أفتتخيلون انه سيكون فرق. ليس مؤكدا على الاطلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى