ترجمات عبرية

شمعون شيفر يكتب – استطلاع صدمة

يديعوت – بقلم  شمعون شيفر – 31/1/2019

مناحم بيغن الراحل لم يؤمن بالاستطلاعات. فهو لم يؤمن إلا بالبطاقة، بطاقة الانتخابات. أو كما درج على القول في كل مهرجان سياسي، حين كان يجيد في إثارة حماسة مؤيديه: “بطاقة وبعدها بطاقة، بحر من البطاقات ونحن سننتصر”.

ولكن اذا رغبنا في أن نتعلم شيئا من التاريخ، فهو أننا ملزمون باخذ جانب الحذر بالنسبة للاستطلاعات، ولا سيما تلك التي تنشر فور انضمام مرشحين جدد لطاحونة الانتخابات. بني غانتس كنموذج: زعيم حزب مناعة لاسرائيل، الذي ولد مساء أول أمس فقط بشكل رسمي، سيسجل لنفسه هذا الاسبوع انجازات لم يتوقع مثلها لدى اكثر الخبراء تجربة في التوقعات السياسية، وذلك رغم انه لم يعرض حتى الان كل أعضاء قائمته او يكشف عن مواقفه المحددة في المسائل الاكثر اهتماما لدى جمهور الناخبين. فالمفاجأة التي تمكن من ايقاعها علينا – وعلى ما يبدو تشرح جزئيا على الاقل ارتفاعه في الاستطلاعات – كانت بفضل قوة ظهوره. فقد كان مقتنعا وقدم زعامة طبيعية، مختلفة وجديدة. بتعابير أخرى: عرض بديلا لنتنياهو.

الردود السريعة – بل واحيانا العنيفة – لمندوبي اليمين الذين امتشقوا صفحة الرسائل، والتي لا بد انها اعدت مسبقا حتى قبل خطابه، تشهد اكثر من اي شيء آخر على أن غانتس نجح في أن يثير فزعا في اوساط خصومه، سواء في الوسط أم في اليمين.

لقد حاول المرشح الذي وصف بانه “الخاسر” في السياسة الاسرائيلية، الراحل شمعون بيرس، اقناعنا بان لا قيمة للاستطلاعات. وينسب الى بيرس القول ان الاستطلاعات تشبه العطر: يمكن أن نشم النصر ولكننا لا يمكننا ان نتذوقه. في حالته كان هذا صحيحا: فقد تنبأت الاستطلاعات في اخفاقاته جيدا.

بالمقابل، مثلما رأينا في الانتخابات الاخيرة في الولايات المتحدة وفي البركزيت في بريطانيا، فان الاستطلاعات كفيلة بان تخطيء – وبقوة. وعندنا أيضا، لمن نسي، كان زعماء وصلوا الى يوم الناخب مع استطلاعات مثنية، ولكن في لحظة الحقيقة لم يوفر الناخبون البضاعة. ويخيل أن لبيد وغباي يسيران في هذا الاتجاه.

ولكن هذه المرة قد يكون الحال مختلفا. فاستطلاعات أمس لا تشير فقط الى احساس الجمهور تجاه غانتس بل وايضا الى تعب المادة من نتنياهو الذي يتنافس على ولاية خامسة. اذا كانت استطلاعات كل قنوات الاخبار امس تشهد بالفعل على ظاهرة موحدة، يحتمل أن تكون هناك كتلة جماهيرية بدأت تؤشر الى نتنياهو وتقول له: حتى هنا. وعليه، ليس مؤكدا ان الردود الحادة في اليمين على الخطاب، ومحاولات الصاق اللقب المنكر “يسروي” لغانتس ستحقق هدفها في صالح نتنياهو.

التاريخ لا يكذب: يجدر بالذكر بان المرات الوحيدة التي انتصر فيها مرشح اليسار – الوسط على مرشح اليمين في الانتخابات العامة وقعت، حين كانت تعلو كتفيه قبل ذلك رتب رئيس الاركان او اللقاء: رابين، باراك وشارون وصلوا حتى مكتب رئيس الوزراء غير قليل بفضل السجل العسكري المثير للانطباع. فهل غانتس سيسير في اعقابهم؟ من السابق لاوانه ان نعرف. هل تتنبأ الاستطلاعات بالتحول الذي على الطريق؟ لا أزال لا أراهن على ذلك بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى