ترجمات عبرية

شمعون شيفر / هذا ملح – حل لغزة الان

يديعوت – بقلم  شمعون شيفر – 5/6/2018

قبل لحظة من سفر رئيس الوزراء الى اوروبا امس للبحث مع زعماء المانيا، فرنسا وبريطانيا في استمرار الضغط على ايران، وجه مكتبه لجباية “شارة ثمن” من السلطة الفلسطينية على اضرار الحرائق في غلاف غزة. الاموال، التي مصدرها الجمارك التي تفرض على البضائع التي تشق طريقها من موانيء اسرائيل الى المناطق، يفترض أن تغطي الاضرار التي سببتها الطائرات الورقية الحارقة لسكان الجنوب.

حتى اليوم، انتهت محاولات اسرائيل فرض عقوبات اقتصادية على السلطة من خلال الاقتطاع، المصادرة او التجميد لاموال الضرائب التي تجبيها نيابة عن الفلسطينيين، في أنه بعد بضعة اشهر في اقصى الاحوال يصار الى تحويل الاموال الى مقاصدها. هكذا، مثلا، حصل في 2015 حين صادق نتنياهو في اعقاب توصية وزير الدفاع موشيه يعلون، الجيش والمخابرات الاسرائيلية على تحويل تلك الاموال التي تقرر تجميدها في الاشهر السابقة الى السلطة مجددا. وشرح نتنياهو قراره ضمن امور اخرى باعتبارات انسانية وبنظرة شاملة لمصالح اسرائيل. باختصار، كلمات فارغة، في حينه واليوم، كلمات ترمي الى ارضاء قاعدته السياسية.

في هذه الاثناء، تشتعل حقول الجنوب. حتى اليوم احترقت الاف الدونمات من الاحراش والحقول بـ 600 طائرة ورقية مشتعلة اطلقت من القطاع نحو بلدات غلاف غزة. وحتى المحاولات للتسلل الى اسرائيل مستمرة، وكذا ايضا نار قذائف الهاون والصواريخ. وهذا ليس كل شيء: اليوم ستجرى قرب الحدود مظاهرات يوم “النكسة”، في ذكرى هزيمة جيوش الدول العربية في 1967، ولا يمكن التوقع كم من الناس سيشاركون فيها وكيف ستنتهي. يخيل أن حماس والمنظمات الاخرى في القطاع لا تتأثر بالتهديدات التي اطلقها امس وزير الدفاع ليبرمان، الذي وعد “بتصفية الحساب”.

نحن ملزمون بالاعتراف بانه بعد سنوات من جولات القتال والتبجحات من جانب رئيس الوزراء ووزرائه فان الواقع على الارض بسيط على نحو مخيف: نحن نواصل تلقي الضربات، وهم يواصلون توجيهها. كل طرف وفقا للوسائل التي تحت تصرفه. نحن نستخدم سلاح الجو، وهم يطلقون الينا طائرات ورقة مشتعلة. وعلى هذه الخلفية مسموح لعشرات الاف الاسرائيليين الذين يعيشون في منطقة الجنوب ان يطالبوا الحكومة بحل او رد على الواقع المتعذر الذي يعيشون فيه. لا التهديد على حياة زعماء حماس ولا التصريحات باسقاط حكم حماس، بل اقتراحات عملية تمنح أملا للطرفين.

لا توجد حاليا أي صيغة و افق يمكنه أن يشير الى نقطة خروج من هذا الواقع المتوحش. لقد درج ارئيل شارون على ان يقترح على زملائه وعلى اصحاب القرار سواء في المسائل الشخصية ام في المسائل الوطنية نصيحة “الحالم”، الحاخام كارلتس، من عظماء المفتين  في الفقه في القرن الماضي. وحسب “الحالم”، اذا كان يلزم حل مشكلتين في آن واحد، فلتختر أولا حل المسألة الملحة التي تستوجب موقفا فوريا – وبعد ذلك فقط توجه الى المشكلة الاقل الحاحا.

ليت نتنياهو يطبق هذه النصيحة، وبدلا من السفر الى اوروبا بقي في البلاد وشمر عن اكمامه في محاولة لمعالجة جذور المشكلة التي يطرحها قطاع غزة على كل اسرائيلي. اما الاحاديث عن اسقاط حماس وعن الاحباط المركز لرؤساء القيادة في غزة (“دماؤهم في رقابهم”) فليست جدية. ذروة العبث في الرسائل الاخيرة للناطقين بلسان الحكومة هي أن الساحة تفضل الجبهة الشمالية على ايجاد حل للتهديدات من الجمهور.

على ذلك ينبغي القول لرئيس الوزراء وللكابنت: كفوا عن الانشغال بايران. اتركوا شيئا ما للامريكيين ولزعماء العالم. ليست ايران هي التي تقف خلف غضب ملايين الفلسطينيين في القطاع، والمواجهة الاسرائيلية – الفلسطينية تستوجب تسوية بهذه الطريقة أو تلك. ولكن نتنياهو صرح بان في محادثاته في اوروبا سيتحدث عن ثلاثة مواضيع: ايران، ايران ومرة اخرى ايران. يبدو انه استعار هذه الجملة من دعاية مكاتب وسطاء شقق تقول ان قيمة الشقة تقاس وفقا لثلاثة معايير: الموقع، الموقع ومرة اخرى الموقع. هذا جيد للدعايات، ولكنه عمليا اقل حين ننظر الى الحقول المشتعلة في غلاف غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى