شمعون شيفر – ايها الساكتون، هل استيقظتم؟

يديعوت – بقلم شمعون شيفر – 16/12/2018
1. “يا بيبي، حان الوقت لطلاق الفلسطينيين” – تحت هذا العنوان يحذر عشرات كبار المسؤولين في جهاز الامن من استمرار احتلال مناطق يهودا والسامرة، ويطالبون بالمبادرة بالانفصال عن الفلسطينيين ووقف اجراءات ضم المناطق، والتي ستؤدي بزعمهم الى مصيبة وطنية. قائمة الموقعين على هذه الدعوة مثيرة للانطباع وباعثة على العجب: اثنان من رؤساء الموساد، مسؤولين كبار في جهاز الامن العام “الشاباك”، قادة مع سيرة ذاتية فاخرة في الجيش الاسرائيلي.
ولكن بعد أن إنتهينا من التأثر بجملة الاسماء تبقينا مع تساؤلات حول المسائل المطروحة. نبدأ بالعنوان. الطلاق يتم بين زوجين. فحسب أي قانون يمكن وصف الفلسطينيين كازواجنا. هم ليسوا كذلك. هم كيان وطني، هم اعداء، هم خصوم يطلبون لانفسهم كل الارض، هم ليسوا ازواجنا.
والان الى الاساس: الظاهرة التي تعرض في القائمة التي نشرت عن المنظمة التي تسمى “قادة من أجل أمن اسرائيل”، ليست جدية. يحتمل أن تكون النوايا طيبة، ولكنها تستوجب من الموقعين على العريضة ان يجيبوا على سؤال اساسي: لماذا سكتم في السنوات التي كنتم فيها شركاء في تصميم السيادة؟ فهل قام أي منكم واستقال من الجهاز الذي عمل فيه احتجاجا على “اجراءات الضم”؟ فأنتم الذين بسبب فكركم حبس ملايين الفلسطينيين في المناطق، ومنعت عنهم الحقوق الاساس. والان، بعد أن اعتزلتم، اكتشفتم النور؟ باختصار تحبسون وتبكون. وبشكل متأخر. عليكم مسؤولية كاملة عن المصيبة التي تنذرون منها.
2. شمعون بيرس، وزير الدفاع في حكومة رابين الاولى في العام 1997، صادق للمجموعة الاولى من رجال “غوش ايمونيم” الاستيطان في منطقة هار حتسور في يهودا والسامرة. المستوطنون الذين صعدوا الى الارض، التي ستسمى لاحقا عوفرا، تلقوا عمليا إذن مكوث في المكان بحجة انهم جزءا من بعثة أثرية تحفر هناك. وقد وجه بيرس تعليماته للادارة المدنية لغض النظر. لم تكن هذه حالة منفردة. في تلك السنوات رافقت كل محاولات غوش ايمونيم لدق أوتاد في مناطق الضفة. فقد تعاونت معهم حكومة المعراخ.
وعليه، فان الصرخة التي يطلقها المستوطنون في الايام الاخيرة في ضوء عمليات الارهاب الاجرامية قرب عوفرا وجفعات اساف مبررة تماما. فالحديث يدور عن مواطنين اسرائيليين استوطنوا في المناطق بتشجيع واقرار كل حكومات اسرائيل، من اليمين ومن اليسار، ومن هنا ينبع واجب الحكومة لمنحهم الامن الكامل. حكم عوفرا كحكم تل أبيب.
من جهة ثانية، فان المطالبة التي يطلقها بعض من زعماء المستوطنين باتخاذ طرق منفصلة لليهود وللفلسطينيين هي مطالبة مرفوضة. فمن اختار السكن في المناطق ملزم بان يستوعب بان هذه صفقة رزمة، يهود الى جانب فلسطينيين، بالضبط مثلما يسكن سكان الشمال الى جانب عرب اسرائيل. في خريف العام 2000 قتل اسرائيلي كان يسافر في سيارته قرب جسر الزرقاء بحجارة القيت عليه. الطرق في الشمال، كما تجدر الاشارة ليست منفصلة اليوم ايضا.
3. عناوين الايام الاخيرة سجلت العمليات في الضفة كـ “موجة ارهاب”. غير أنه يجدر بنا ان نذكر بان رئيس الشاباك، نداف ارغمان، قال لاعضاء لجنة الخارجية والامن ان الجهاز الذي يترأسه منع في السنة التي ستنتهي بعد قليل قرابة 500 عملية ارهابية. وعليه، فلا توجد هنا كمية خاصة تبرر تعريف “موجة” بل سلسلة مواضع خلل. ولكن فضلا عن ذلك، يدور الحديث عن قصور هائل لحكومة نتنياهو التي تمتنع عن كل محاولة لتحريك مسيرة للتسوية مع الفلسطينيين.
مع كل التقدير لاعمال الاحباط للعمليات، فلا يمكن للحكومة أن تعتمد فقط على اذرع الامن. نداف ارغمان هو الاسرائيلي الوحيد في المنظومة السلطوية التي يقيم حوارا مع السلطة الفلسطينية التي تساعد من القطاع جهاز الشاباك لمنع العملية التالية.
ومثلما درج شلومو بلاتو شارون الراحل السؤال – “وماذا فعلت انت من اجل الدولة” – يجدر ان نسأل بنيامين نتنياهو السؤال ذاته: ماذا فعلت لخلق واقع آخر يمنع الانتفاضة التالية في المناطق؟”. لا يمكن “للشاباك” ان يكون بديلا للحوار مع القيادة الفلسطينية.
4. يشعل قادة حماس في غزة الضفة الان بان حكومة اسرائيل حصلت للمنظمة على تمويل من قطر. الصيغة: الهدوء مقابل المال. والان يمكن لقادة المنظمات الاسلامية في القطاع ان يتفرغوا لاسقاط ابو مازن بمساعدة نتنياهو. ماذا سيكون البديل لابو مازن، الذي يتنافس رئيس الوزراء ووزراؤه على التشهير به؟ تخميني، سيكون اسوأ بلا قياس.