شمعون شيفر : التنظيم السري اليهودي انتصر – لن يكون حل

يديعوت – بقلم شمعون شيفر – 29/5/2018
نبدأ من النهاية: حل المواجهة بيننا وبين الفلسطينيين لا تعني معظم الاسرائيليين. “كل شيء جنة عدن”، سيقول كثيرون ممن تبنوا احدى الجمل الشهيرة لافيغدور ليبرمان. هكذا ايضا الانباء عن الخطة الامريكية، التي ستعرض في اشهر الصيف، لا “تحرك ساكنا” لمعظمنا. سلام ترامب؟ تعالوا نتحدث عن المونديال.
سأخاطر واقول انه لم يعد لحل الدولتين احتمال. هذا انتهى. هذا التقدير تلقى تعزيزا، وان شئتم احساسا تقشعر له الابدان، وان شئتم احساسا بالرضى، وان شئتم مخاوف وخوف مما سيأتي – كل شيء حسب الناظر ومواقفه بالنسبة لاستمرار وجودنا هنا – في البث البكر لفيلم وثائقي عن التنظيم السري اليهودي الذي عمل في المناطق في بداية الثمانينيات.
تذكير: لائحة النشاط المخطط له من اعضاء التنظيم السري، تضمنت ضمن امور اخرى محاولة اغتيال ثلاثة رؤساء بلديات في الضفة، قتل ثلاثة طلاب واصابة 30 آخرين في الكلية الاسلامية في الخليل، خطة لهدم المساجد في الحرم وتخطيط لقتل مسافرين في خمسة باصات في شرقي القدس.
البث البكر للفيلم الفائق، الذي اخرجه وكتبه شاي غال، تم في السينماتك في تل ابيب. وكان مواطنو الشرف بعضا من رؤساء التنظيم السري، الى جانب اثنين من رؤساء المخابرات السابقين ودوريت بينيش، النائبة العامة التي وقفت امام رجال الارهاب اليهودي. برأيي كان شيء ما مريض وغير سليم في هذه الصحبة بين المحققين والمحقق معهم، بين اولئك الذين حكموا لفترات حبس طويلة وقادة جهاز انفاذ القانون في حينه. ولكن الوحيدون الذين كان لهم سبب للاحتفال في هذا الموقف كان المغتالون لرؤساء بلديات نابلس، رام الله والبيرة. نجاحهم كان عظيما.
نتان نتنزون، من المغتالين لرئيس بلدية نابلس بسام الشكعة، الذي فخخت سيارته بمادة متفجرة، وقطعت ساقاه، تجول في القاعة وعلى وجهه سيماء نصر. قبل سنة ونصف من نجاح المخابرات في العثور على آثار منفذي العمليات، قلت لنتان حين كنت مراسلا لصوت اسرائيل في تغطية المستوطنات في المناطق: لا شك عندي انكم مسؤولون عن العمليات (تذكير آخر: الى جانب الشكعة، رئيس بلدية رام الله كريم خلف اصيب بجراح خطيرة وقطعت ساقاه، وفي محاولة اغتيال رئيس بلدية البيرة اصيب بالعمى خبير المتفجرات من حرس الحدود سليمان حرباوي). فابتسم نتان ولم يقل كلمة. لا حاجة لان يكون المرء موظفا في الدائرة اليهودية في المخابرات كي يصل الى منفذي العمليات الارهابية ومرسليهم.
ومع ذلك، تجدر الاشارة الى أنه في تلك الفترة كان المستوطنون يعيشون في احساس بان الحكومة وأذرع انفاذ القانون في المناطق لا يوفرون لهم حماية كافية، وان برأيهم يستحقونها لانهم استوطنوا في المناطق بتشجيع من الحكومة. من هنا وحتى أخذ القانون في ايديم بعد عملية اطلاق نار ضد مجموعة تلاميذ المدرسة الدينية في الخليل، والتي قتل في اثنائها أهرون غروس، فان الطريق كانت قصيرة.
احدى اللحظات في الفيلم الذي جسد انتصار اصحاب الفكرة التي تقول انهم “ارباب البيت الوحيدون في المناطق”، وقعت في اجتماع في قاعة مليئة حتى آخرها في المدرج الكبير في الكنيست. ضيوف الشرف كانوا الرئيس ادلشتاين ووزير الامن الداخلي اردان. بحضورهما، اعلن يهودا عصيون، مهندس تخطيط العملية في الحرم، ونتان نتنزون عن استمرار المشروع الذي هدفه بناء الهيكل الثالث في الحرم.
اكثر من 400 الف اسرائيلي يسكنون اليوم خلف الخط الاخضر. وانخرط رؤساء التنظم السري اليهودي في المنظومة السلطوية ويرسمون اتجاه سياسة الاستيطان في المناطق. وحسب فكرهم فان الفلسطينيين في المناطق هم ضيوف مع حقوق محدودة. يحتمل ان تكون المباحثات عن حل دائم للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ستستمر، ولكن ليس لهذا معنى بالنسبة لما يجري في المناطق. فالتنظيم السري اليهودي انتصر.
– 29/5/2018
نبدأ من النهاية: حل المواجهة بيننا وبين الفلسطينيين لا تعني معظم الاسرائيليين. “كل شيء جنة عدن”، سيقول كثيرون ممن تبنوا احدى الجمل الشهيرة لافيغدور ليبرمان. هكذا ايضا الانباء عن الخطة الامريكية، التي ستعرض في اشهر الصيف، لا “تحرك ساكنا” لمعظمنا. سلام ترامب؟ تعالوا نتحدث عن المونديال.
سأخاطر واقول انه لم يعد لحل الدولتين احتمال. هذا انتهى. هذا التقدير تلقى تعزيزا، وان شئتم احساسا تقشعر له الابدان، وان شئتم احساسا بالرضى، وان شئتم مخاوف وخوف مما سيأتي – كل شيء حسب الناظر ومواقفه بالنسبة لاستمرار وجودنا هنا – في البث البكر لفيلم وثائقي عن التنظيم السري اليهودي الذي عمل في المناطق في بداية الثمانينيات.
تذكير: لائحة النشاط المخطط له من اعضاء التنظيم السري، تضمنت ضمن امور اخرى محاولة اغتيال ثلاثة رؤساء بلديات في الضفة، قتل ثلاثة طلاب واصابة 30 آخرين في الكلية الاسلامية في الخليل، خطة لهدم المساجد في الحرم وتخطيط لقتل مسافرين في خمسة باصات في شرقي القدس.
البث البكر للفيلم الفائق، الذي اخرجه وكتبه شاي غال، تم في السينماتك في تل ابيب. وكان مواطنو الشرف بعضا من رؤساء التنظيم السري، الى جانب اثنين من رؤساء المخابرات السابقين ودوريت بينيش، النائبة العامة التي وقفت امام رجال الارهاب اليهودي. برأيي كان شيء ما مريض وغير سليم في هذه الصحبة بين المحققين والمحقق معهم، بين اولئك الذين حكموا لفترات حبس طويلة وقادة جهاز انفاذ القانون في حينه. ولكن الوحيدون الذين كان لهم سبب للاحتفال في هذا الموقف كان المغتالون لرؤساء بلديات نابلس، رام الله والبيرة. نجاحهم كان عظيما.
نتان نتنزون، من المغتالين لرئيس بلدية نابلس بسام الشكعة، الذي فخخت سيارته بمادة متفجرة، وقطعت ساقاه، تجول في القاعة وعلى وجهه سيماء نصر. قبل سنة ونصف من نجاح المخابرات في العثور على آثار منفذي العمليات، قلت لنتان حين كنت مراسلا لصوت اسرائيل في تغطية المستوطنات في المناطق: لا شك عندي انكم مسؤولون عن العمليات (تذكير آخر: الى جانب الشكعة، رئيس بلدية رام الله كريم خلف اصيب بجراح خطيرة وقطعت ساقاه، وفي محاولة اغتيال رئيس بلدية البيرة اصيب بالعمى خبير المتفجرات من حرس الحدود سليمان حرباوي). فابتسم نتان ولم يقل كلمة. لا حاجة لان يكون المرء موظفا في الدائرة اليهودية في المخابرات كي يصل الى منفذي العمليات الارهابية ومرسليهم.
ومع ذلك، تجدر الاشارة الى أنه في تلك الفترة كان المستوطنون يعيشون في احساس بان الحكومة وأذرع انفاذ القانون في المناطق لا يوفرون لهم حماية كافية، وان برأيهم يستحقونها لانهم استوطنوا في المناطق بتشجيع من الحكومة. من هنا وحتى أخذ القانون في ايديم بعد عملية اطلاق نار ضد مجموعة تلاميذ المدرسة الدينية في الخليل، والتي قتل في اثنائها أهرون غروس، فان الطريق كانت قصيرة.
احدى اللحظات في الفيلم الذي جسد انتصار اصحاب الفكرة التي تقول انهم “ارباب البيت الوحيدون في المناطق”، وقعت في اجتماع في قاعة مليئة حتى آخرها في المدرج الكبير في الكنيست. ضيوف الشرف كانوا الرئيس ادلشتاين ووزير الامن الداخلي اردان. بحضورهما، اعلن يهودا عصيون، مهندس تخطيط العملية في الحرم، ونتان نتنزون عن استمرار المشروع الذي هدفه بناء الهيكل الثالث في الحرم.
اكثر من 400 الف اسرائيلي يسكنون اليوم خلف الخط الاخضر. وانخرط رؤساء التنظم السري اليهودي في المنظومة السلطوية ويرسمون اتجاه سياسة الاستيطان في المناطق. وحسب فكرهم فان الفلسطينيين في المناطق هم ضيوف مع حقوق محدودة. يحتمل ان تكون المباحثات عن حل دائم للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ستستمر، ولكن ليس لهذا معنى بالنسبة لما يجري في المناطق. فالتنظيم السري اليهودي انتصر.