شمريت مئير تكتب – حماس لم تكسب : حقائب المال

يديعوت – مقال – 11/11/2018
بقلم: شمريت مئير
1. اذا اعتقدتم ان مشهد حقائب الدولارات، وبعدها احتفالات الاموال النقدية في غزة تحرج نتنياهو (وهي قاسية له بالتأكيد)، فلعلكم تجدون المواساة في انها الحقت ضررا كبيرا بصورة حماس. فالتوثيق المصور لاكوام المال والطوابير للحصول على المنحة هو خطأ جسيم لمن يخيل انهم تخلوا تماما عن ادعاء تمثيل كل الفلسطينيين، وعلى الاقل سكان غزة، ويتصرفون كقادة حزب، ميليشيا، طائفة مقربين.
2. حاولت حماس توسيع دائرة المستفيدين من صدقات قطر، بما في ذلك توزيع 100 دولار لخمسين الف عائلة. ويعمل هذا على النحو التالي: أنت تدخل رقم الهوية وتاريخ ميلادك الى موقع اقيم خصيصا، والمنظومة تروي اذا كنت تستحق الهدية أم لا. كل غزة تفحص، ولكن 50 الف فقط سيفوزون بالقرعة، وبالغالب من لهم هذه العلاقة او تلك بحماس. اما كل الباقين، نحو مليون ونصف شخص، فخائبو الامل ومستاءون.
3. في حماس أصروا على الاموال النقدية ويمكن التخمين لماذا: من المال النقدي، مهما كان مراقبا يمكن الاقتطاع بسهولة اكبر. ولكن كلما كان المال ملموسا اكثر، يكون من الصعب الاخفاء الى اين ذهب – والرقابة هائلة. والعلاقة بين العنف والرشوة لم تكن مرئية اكثر. حياة الشباب الذين ماتوا في اشهر المظاهرات على الجدار استبدلت بالدولارات، بكل معنى الكلمة، وهذا يثير الاشمئزاز والنفور في أوساط العديد من الفلسطينيين. ويضاف الى ذلك الحملة التي يديرها السعوديون، وتصف حماس كجريرة ايرانية باعت الكفاح ضد اسرائيل واجساد شباب غزة مقابل حفنة دولارات تضمن بقائها.
4. كحجم الادعاء، حجم الاهانة: من بدأ بـ “مسيرات العودة” وبعث بتلاميذ المدارس مع المفاتيح الكرتونية على الرقبة للسير نحو فلسطين 1948، ينهي بوقف نار بعيد المدى مقابل إذن اسرائيلي للحصول على مساعدة دولية، نموذج لا يختلف في جوهره عن النموذج الذي نقيمه مع السلطة الفلسطينية تحت ابو مازن.
5. هنا يأتي الجواب على سؤال كيف نفكر بالتسوية مع حماس، على فرض (متفائل) تصمد اكثر من بضعة اسابيع او اشهر: اذا لم يكن في هذا الوقت احتمال لخطوة تاريخية مع الفلسطينيين، فان الوضع الذي تقيم فيه اسرائيل “هدنتين” مع كيانين فلسطينيين متنازعين في ما بينهما ليس وضعا سيئا. مع ابو مازن ايضا ومع السلطة لا يوجد سلام، بل تفاهم حول النسب في الحكم الذي فضائله الاقتصادية وغيرها من عدم العنف تفوق نواقصه. طالما يوجد ما يكفي مما يمكن خسارته، فالعنف تحت السيطرة. هذا الوضع لا يستدعي من الفلسطينيين ان يحسموا في مسألة تقسيم فلسطين ولكنه ايضا لا يلزمهم بان يجوعوا.
6. وماذا اذا انفجر هذا؟ سنعلم اننا علنا كل شيء بما في ذلك خرق قوانين تمويل الارهاب التي نعمل عليها في كل العالم، كي نمنع الحرب. قد يكون الجيش الاسرائيلي سحق مصداقيته ومكانته في الجمهور الاسرائيلي في الاشهر الاخيرة، في المحاولات شبه اليائسة للامتناع عن التصعيد، ولكن الجولات السابقة علمتنا بانه في اللحظة التي تتم فيها التحويلة الاسرائيلية فان حماس في الغالب تندم على اللحظة التي شدت فيها الحبل. في الجيش يفهمون بان تعادلا غامضا آخر على نمط “الجرف الصامد” لن ينجح ويفكرون بتعابير الحسم الساحق. السؤال هو بالطبع ما هي الخطة لليوم التالي.