شلومو شمير / على ارض قفراء
معاريف – بقلم شلومو شمير – 9/10/2018
من ينتظرون نشر خطة السلام للرئيس ترامب وينشغلون بالتقديرات والتخمينات ما الذي ستتضمنه الخطة – يمكنهم أن يهدأوا. ولا سيما اولئك الذين يخشون ألا تكون الخطة جيدة لاسرائيل، أو يتساءلون بأي قدر سيشكل مضمونها سببا لاسرائيل لرفضها وللدخول في مواجهة مع البيت الابيض. حتى لو حقق الرئيس ترامب ما قاله في أن الخطة ستنشر بعد نحو اربعة اشهر، فليس ثمة ما يبعث على القلق.
ليس مهما ماذا سيكون مضمون خطة السلام، ليس مهما أي بنود سيرفضها معسكر اليمين في اسرائيل رفضا باتا، ولا يهم ماذا سيكون رد الفعل الشرطي للقيادة الفلسطينية. فالخطة، اذا ما نشرت رسميا بالفعل، فستقع على ما يبدو على ارض قفراء، ستذوي وتموت بعد بضعة ايام.
خلاصة الاحداث والتصريحات التي نشرت مؤخرا في سياق النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، والسائدة في اوساط الدبلوماسيين الكبار في الامم المتحدة، واحدة: الاحتمالات للحل السياسي للنزاع لم تكن في أي مرة سبقت هزيلة أكثر مما هي اليوم.
إن سلوك ادارة الرئيس ترامب في الاسابيع الاخيرة في مجال المساعي لاحياء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين تضمن جانبا واحدا تم بالشكل الاكثر تسيبا: سلسلة من العقوبات ضد الفلسطينيين. وفي استعراض “رؤيا الرئيس ترامب في مجال السياسة الخارجية”، مثلما وجد تعبيره في خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة، ادعت “نيويورك تايمز” استنادا الى اقتباسات عن الخبراء بأن سياسة العقوبات ضد الفلسطينيين “زادت غيظهم فقط”؛ وهذه ليست بالذات النتيجة التي تبعث على الأمل.
وأكد خطابا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن امام الجمعية العمومية التقدير بأن الاحاديث عن خطة السلام هي احاديث عابثة. لقد اثبت نتنياهو هذا التقدير في المكان الهامشي الذي احتله موضوع السلام في خطابه وبالذكر المصادف لكلمة الفلسطينيين في خطابه الطويل. أما أبو مازن من جهته فأثبت عدمية احتمالات السلام بتركيزه العدواني والاستفزازي على الشروط التي يطرحها الفلسطينيون لاستئناف المفاوضات. لم تكن لديه كلمة واحدة من المصالحة أو النية الطيبة.
بعد هذين الخطابين، فان الحديث عن خطة السلام أو التخمين بما ستتضمن، يبدو كفعل ليس مرتبط بالواقع. لقد قال رئيس الوزراء نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة انغيلا ميركل: “أنا لا أرى في الطرف الفلسطيني رغبة في السلام”. وهو محق. ولكن الطبيب الجيد لا يكتفي بتشخيص حالة المريض، بل يقترح دواء لتحسين حالته. غير أن رئيس الوزراء يبدو أنه يفهم عدم جدوى خطة السلام. وهذا ليس مشجعا على الاطلاق، ولكن هذا هو الموجود.