شجاع الصفدي: لقد قررت حماس أن تحارب (17)
شجاع الصفدي 10-9-2024: لقد قررت حماس أن تحارب (17)
سلسلة من المجازر يرتكبها الاحتلال دون رادع و دون اكتراث دولي لحجم الجرائم ، الجميع في هذا العالم يؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما الشعب المحتل عليه أن يموت بصمت.
وأمام تلك الحقيقة لا بد من وقفة مع الذات، ما هي خطوتنا القادمة كفلسطينيين؟
نحن أمام آلة قتل لا تتوقف، ومن الضروري تجاوز فكرة أنك أعطبت جانبا من الآلة، فالقتل يستشري ويستمريء الد.م الفلسطيني ، والكل على ما يبدو شريك في هذه المقتلة.
مرتزقة من كثير من دول العالم يرتكبون أبشع الجرائم ويتجاوزون كل الخطوط الحمراء التي لم يقدم جيش الاحتلال على تجاوزها من قبل،وكل ذلك يحدث تحت غطاء أمريكي و دولي بشع وإجرامي !.
فما الذي يجب فعله الآن؟
لا يمكن الاكتفاء بالتنظير ، ولا كيل الاتهامات حول ما حدث في السابع من أكتوبر، لقد دخلنا مطحنة تطحن الجسد الفلسطيني بشراهة، والاتهامات وتحميل المسؤولية لن يغير شيئا ولن يصحح مسارا ، فالأجدر الآن هو البحث عن حلول توقف آلة القتل.
هل نقول استسلموا ولبوا ما يمليه الاحتلال و كفى الله المؤمنين شر القتال؟
من يرى ذلك ربما يتهم بالخيانة وأكثر، ولكني لا ألومه ، وإنما لا أراه على صواب أمام المأزق القائم على أرض الواقع.
أعتقد أن على حماس في هذه المرحلة اللجوء لحلول التجزئة، وذلك لاستحالة الحل الشامل، قد تكون رؤية حماس أن الثمن كان كبيرا والمنتظر والمرجو هو نتائج بحجم التضحيات، لكن الواقع لا يشير نحو تحقيق ذلك في هذه المرحلة،إذن التحلي بالواقعية أمر هام وضروري في الأوقات التي تتطلب قرارات صعبة ومصيرية .
ماذا يمكن لحماس أن تفعل ؟.
على حماس أن تتدارك الوضع الداخلي، كونها قصّرت في دراسة هذا الجانب وضرورة التركيز عليه قبل الإقدام على خطوة خطرة بهذا الحجم ، وقد تناول الكثيرون حجم التقصير والخلل فيما يخص الجبهة الداخلية وشؤون المواطن واحتياجاته.
وبما أن العدو لن يسمح بأن تقوم عناصر حكومية تابعة لحماس بإدارة أي شؤون مدنية، لأن أحد الأهداف المعلنة هو تقويض وإنهاء حكم حماس، فإن على حماس أن تقرر وتختار مصلحة الشعب، وهذا يلزمها بالتنازل عن الحكم في خطوة تحتسب لها من منطلق الحرص على المصلحة العامة، وعدم إهدار المزيد من الوقت في مهاترات المصالحة التي يريدها أي طرف على مقاسه.
على حماس أن تستدعي عناصر من الشرطة الفلسطينية المدنية التابعة للسلطة في رام الله ، ولديهم الخبرة في ضبط الشارع في الجوانب المفتقدة في هذه المرحلة، وأيضا استدعاء موظفين مدنيين من الصحة والتعليم والوزارات الرئيسية الهامة لتيسير حياة المواطن، وتتولى إدارة توزيع المساعدات، استباقا لأي خطوة من الاحتلال في هذا الاتجاه ، وتعلن أن هذا التنازل خطوة أو بادرة حسن نية ، تأتي ضمن إطار التصريح المستمر بالتزامها بحماية الشعب، ولا أظن السلطة ستمتنع عن السماح لهؤلاء الموظفين بأداء واجبهم و دورهم .
هذه خطوة باعتقادي كفيلة بتعزيز واقع الصمود على الأرض، وأيضا سوف تحقن دماء الكثيرين ممن يتم استهدافهم عند محاولة أداء مهامهم الوظيفية ولو بشكل محدود.
بعد هذه الخطوة ، يمكن لحماس أن تتفاوض بأرضية صلبة حول صفقة أسرى كتنظيم فلسطيني مقاوم تختلف التزاماته وضوابطه عن كونه سلطة حاكمة ، مما يمهد الطريق دوليا لحلول منطقية حول اليوم التالي الذي نريده جميعا أن يكون فلسطينيا ، وكما يقال: ” كثرة الشد ترخي”، وإعمال الحكمة والمنطق ضروري جدا لتجنيب شعبنا المزيد من الدمار، وعدم تحول نتائج السابع من أكتوبر لخسائر استراتيجية نفقد فيها معظم مساحة قطاع غزة.
وربما لن تقتصر الخسارة على الأراضي المسلوبة، وتتطور لخسائر مصيرية ، ولذلك أعتقد أن عامل الوقت على الوضع القائم حاليا ليس في صالحنا كفلسطينيين، والواقع يجب تعزيزه بخطوات وطنية على الأرض، تستدعي تقديم تنازلات ، دون التمترس خلف المواقف التي كانت ما قبل الحر.ب، فالمسؤولية جسيمة، والخطر يحدق بالمستقبل الفلسطيني كاملا ، ولا بد من تدارك ذلك قبل فوات الأوان.