أقلام وأراء

شجاع الصفدي: لقد قررت حماس أن تحارب 11: تشخيص المرض نصف العلاج

شجاع الصفدي 10-6-2024: لقد قررت حماس أن تحارب 11: تشخيص المرض نصف العلاج

عندما تتحدث عن إخفاق عدوك، عليك ألا تتنكر لإخفاقك، حتى يبدو الحكم معتدلا ومقبولا للعقول، لأن التصرف بطريقة أخرى يجعلك تراكم الإخفاقات التي تبرز نجاحات عدوك.
هناك عرف تجاري يقول : ” بِع واندم،خير من أن تُبقي وتندم” ، في حال لديك بضاعة رائجة عليك أن تستفيد منها في وقتها، وأن تدرك أن بقاءها لديك سيتحول إلى عبء ثقيل على كاهلك، وآجلا أم عاجلا تتربص بك الخسارة.
ما حدث بالأمس لا يجب تجاهله، ولا تداول ما يردده الثوار الكتبة عن اعتبار ذلك إخفاقا بعد هذه المدة الزمنية، ترديد ذلك بدلا من إجراء محاسبة ذاتية هو تسليم للغرور ونرجسية المختال الذي لا يريد رؤية الحقيقة .ما حدث هو إخفاق أمني وعسكري كبير، وينذر بإمكانية تكراره في مناطق أخرى،وسقوط أعداد أكبر من الضحايا الأبرياء، قد يبدو سقوط الضحايا أمرا عاديا لا يغير من حسابات أولي الأمر شيئا ، لكن إلى متى؟
لعلنا نطالبكم بالنظر للأمر من ناحية تجارية بحتة، وبحسابات موازين الربح والخسارة،نقول لكم اذهبوا لصفقة الآن وليس غدا، غزة ليست كالسابق ،وليست في الوضع الذي يتغنى فيه المضلّلون عن بقاء أسرى سابقين لسنوات ، الوضع الآن مختلف،ومن لا يرى من الغربال أعمى.
أنقذوا ما تبقى من غزة وأهلها ، تغليب إنقاذ الأرواح لن يسيء لكم، و دعكم ممن يرى ذلك استسلاما وانهزاما، إن لم تتوقفوا الآن عن المكابرة، سيأتي الوقت الذي تتجردون فيه من أي شيء تحسبونه إنجازا، ومن كل شيء يمكن أن يمنحكم صورة نصر .
وكما قلت: كلما طال احتكار السلع زادت نسبة بوارها ، اعتبروا الأمر تجارة، وعجلوا بقبول صفقة ولو لم تتناول وقف الحرب في المرحلة الأولى، الصياغات كلها خلقت للتلاعب، ومن الحماقة مجرد الحديث عن ضمانات، أي ضمانات تطلبون من أمريكا!!، هل ذاكرتكم مثقوبة؟، كم مرة خلال سنوات حكمكم لغزة حدثت حروب و هدن ، وكل الضمانات لم تمنع صيد ما يسمى بالأهداف الساخنة ، لذلك الحديث عن ضمانات أمريكية بلا معنى، أما الحديث عن ضمانات عربية فهو محض نكتة سمجة .
أعلم ويعلم كثيرون أن رأي الشارع لا يهمكم ، وأنكم بكل الأحوال تفعلون ما ترونه صوابا ، وتستندون على أن هناك من يبصم بالعشرة على ما تقولون دون أن يقرأ أو يفهم ، لكن انظروا حولكم مرة واحدة من أجل هذا الوطن، انظروا لمكوناته الأخرى، انظروا لعامة الناس الذين لا ترونهم ، وانظروا لحياتهم،استمعوا مرة لما يقولون ، وافعلوا الصواب مرة وللأبد.
لن أتحدث عن وحدة وطنية، ولا عن سلطة واحدة، أعلم أن ذلك ترف فادح أمام مأساتنا، لكننا نصرخ جميعا: اذهبوا لصفقة عاجلة،تجاوزوا بعض العثرات، الإصرار على مصطلح وقف الحرب محض هراء، لأن عامل الوقت يجعل نتنياهو يكسب وشعبنا ينزف، وحتى لو حدث ووافقوا على صياغتكم، أي ضمانات يدور الحديث عنها هي مجرد أفخاخ لصيدكم آجلا أم عاجلا ، فلم تعد هنالك أي ضوابط تحكم الصراع، ولم تعد هنالك محرّمات ، وحتى الفزاعة البسيطة التي كانت غزة تلوّح بها عندما يصرخون في الضفة: “منشان الله يا غزة يلا”، لم تعد ذات قيمة أو معنى ، وكل المقدسات مستباحة وسوف تستباح أكثر إن لم تتوقفوا الآن ، وتفوّتوا فرصة الإجهاز التام على غزة، أنقذوا الموقف ، وتجاوزوا عن بعض الصياغات، لأنها فعليا دون قيمة أمام عالم ظالم ،ولا تنخدعوا بأوهام اعترافات بعض الدول بالدولة الفلسطينية، لقد اشترى غيركم من تلك البضاعة كثيرا ولم يتقدم خطوة واحدة ، واشتريتم الحرب طوال حكمكم، ولم يكسب شعبنا شيئا سوى الدمار.
إنها الفرصة الأخيرة ، أو ستصبح المفاوضات حول الصفقة مضيعة للوقت، بينما تتقطع أوصال غزة،ويصبح عدم عودة النازحين بحد ذاته نكبة مرعبة لا يمكن تخيل أبعادها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى