أقلام وأراء
شجاع الصفدي: صيدنايا نموذج مستنسخ

شجاع الصفدي 15-12-2024: صيدنايا نموذج مستنسخ
الشعوب العربية على الأغلب طريفة السلوك و ردات الفعل تجاه أي شيء ، إنهم يحبون الاندهاش، ينظرون لأي حدث إيجابي بملامح أيقونة”waw” ،بينما يندهشون من أي حدث سيء ومحزن بملامح أيقونة:” oh my god ” ، وكأنهم من كوكب موازٍ، وأن بلادهم ليس فيها نسخا لما يرونه .
كم صيدنايا في العالم العربي؟
كل بلد عربي فيه “صيدناياته” البشعة التي يتفنن فيها كل نظام بإخفاء معارضيه وأعدائه .
حتى أوروبا الشرقية والغربية، وأمريكا المتحضرة ، فيها نسخ متطورة من صيدنايا، هناك الصناعة الأصلية لهذه المعتقلات ، هناك مدارس التعذيب التخصصية التي تعلم فيها ضباط التحقيق والتعذيب العرب فنون البشاعة واللا إنسانية.
التاريخ البشري حافل بالإجرام ضد الإنسانية، وكانت الشعوب دائما حلقة ضعيفة أمام الأنظمة، سكتت طويلا كأنها في انتظار معجزة ، وكانت المعجزات غالبا في الوطن العربي ينجم عنها “سجانٌ يتبع سجان” .
حتى الأديان استُغلت لتبرير التعذيب للمعارضين باتهامات مختلفة ، وكما ورد في كتب عديدة عن تاريخ الكنيسة في التعذيب والتفنن بوسائله، هناك تاريخ عريض عن التعذيب في الإسلام ، تناولته كتب ودراسات ، لعل من أبرزها تاريخ التعذيب في الإسلام لهادي العلوي.
كم من المسميات الرهيبة لسجون وأجهزة أمنية دمو.ية زالت مع مجرميها، وتغيرت الواجهة والطريقة لتبدو أكثر عدالة ،بينما الحقيقة غير ذلك،حتى في أكثر الدول زعما للعدالة والحريات .
في أمريكا،في ألمانيا ،في روسيا ،في إيران في فرنسا وغيرها من الدول العربية والغربية ، تعددت المسميات لمدارس التعذيب، من الجستابو الألماني، للسافاك الإير.اني ،ل غولاغ السوفياتي، لغوا.نتانامو الأوروأمريكي، للمعتقلات التي أنشأها الاحتلا.ل خصيصا للفلسطينيين.
البشرية ككل هي نموذج صيدنايا متعدد باختلاف المسمى والموقع.
كل بلد عربي فيه صيدنايا، حتى أولئك الذين لا يحتاجونه، يتهيأ لهم أن عدوا داخليا يتربص بهم ،وأن عليهم الجاهزية ،فيدشّنون سجونا ويشغّلون وحوشا متخصصة لتشيع سمعتها الرعب في قلب كل صوت يعترض على الظلم أو الاضطهاد أو ينادي بالحرية.
لا تندهشوا بشكل مبالغ فيه ، فبلادكم جمعاء تملك صيدنايا بشعة، يسكنكم الخوف منها منذ الأزل.