سيما كدمون – وزير الحرب

يديعوت – مقال افتتاحي – 19/11/2018
بقلم: سيما كدمون
للحظة نقصت نبضة على القلب: فبداية خطاب نتنياهو أمس في المؤتمر الصحفي في الكريا (وزارة الدفاع) بدت وكأن رئيس الوزراء يوشك على الاعلان عن استقالته. فما كان في صوته من حسم وانفعال المح باننا بانتظار بيان هام.
فالاستعراض العاطفي لكيفية تكريس حياته من أجل أمن اسرائيل، مع التركيز على محطات حياته – من سييرت متكال، عبر اخوة السلاح، شقيقه يوني، الجراحات والعمليات التي عرضت حياته الى الخطر – كل هذا بدا كتوطئة لاعلان دراماتيكي اكثر بكثير من الاعلان شبه الهزيل عن أن رئيس الوزراء اخذ على عاتقه منصب وزير الدفاع.
ولكن هلو، نحن نتحدث عن نتنياهو. فأي استقالة واي حذاء. ان يستقيل هو؟ بالفعل، بسرعة شديدة تبين ان الاستعراض التاريخي هذا هو مجرد بناء للحقيبة الجديدة.
لا داع. أحد لا يشكك في حق رئيس الوزراء في أن يكون ايضا وزير دفاع. فهو ليس أول رئيس وزراء يفعل هذا، واذا كان ينوي نقل حقيبة الخارجية التي يمسك بها الى وزير آخر، فلا داع الا يتولى منصب وزير الدفاع. ينبغي القول ان هناك غير قليل من الاشخاص ممن تنفسوا امس الصعداء حين تبين لهم ان بينيت، الذي وعد أول أمس فقط بانه كوزير للدفاع سيقود السفينة وان تحت قيادته سيعود الجيش الاسرائيلي لينتصر – لن يحصل على الحقيبة التي طرحها كانذار على مواصلة مشاركته في الحكومة.
ولكن يتبين ان هذا ليس فقط السبب الذي جعل نتنياهو يأتي الى المؤتمر الصحفي. فما سمعناه من هذه اللحظة فما بعد هو ليس اقل من خطاب انتخابات، مع كل اللازمات المعروفة لنا لدى رئيس الوزراء. قبل كل شيء، تعظيم ذاته، وهذه المرة عن المناصب التي اداها بنجاح كبير كوزير للمالية وكوزير للخارجية. وحسب نتنياهو، فان كل الانجازات التي توجد للدولة هي بفضله، ولا يهم كم سنة مرت منذ أن كان وزيرا للمالية، وما الذي بالضبط فعله كوزير خارجية.
من هناك انتقلنا الى التخويف – لازمة سائدة لدى نتنياهو، فما لمح لنا به في الاسبوع الاخير قاله امس رئيس الوزراء بشكل لا يقبل التأويل: نحو نسير نحو الحرب. وهذا سيحصل قريبا. قال ان الامر سينطوي على التضحية، واننا سنتغلب على اعدائنا – ولكن دون ان يقلل من التحدي الذي نقف امامه. وليس هذا فقط: لديه، لدى نتنياهو، خطة واضحة وهو يعرف ما يعمله ومتى يعمله. بعد لحظة سيطلب منا أن نخرج دفتر يومياتنا وان نسجل اليوم والساعة.
وكيف يمكن دون ان يدحرج التهمة الى شركائه الائتلافيين ليبرمان، كحلون، وبينيت وشكيد – الذين قبل زمن قصير من ذلك اعلنوا عن مؤتمر صحفي يلمح باستقالة اخرى من الحكومة – كل من في فترة امنية مركبة بهذا القدر يعنى بالسياسة، بالاعتبارات الشخصية. بينما هو، نتنياهو، يتخذ القرارات بشكل موضوعي، انطلاقا من حرص عميق علينا. للحظة طاب لي ان اصرخ بان يطفيء احد ما الكهرباء عن هذا الخطاب الانتخابي، مثلما فعلوا في حينه لشارون. بينيت وشكيد يعتزمان اغلب الظن أن يعلنا اليوم عن استقالتهما. وبيانهما سينهي حكومة نتنياهو الرابعة. اذا كانت هذه نيتهما بالفعل، فسيكون هذا خطأ كبيرا سيكلفها اكثر بكثير من المسؤولية عن حل حكومة اليمين. للبيت اليهودي، بخلاف الاحزاب الاخرى، ليس هناك مكان آخر يذهب اليه. فليس لهم ائتلاف آخر. بينيت يعمل من البطن. ليس واضحا مم تضرر اكثر: من حقيقة أن نتنياهو لم يعينه وزيرا للدفاع أم من انه نجح في ان يخدع بينيت حين قال ان ليس لديه مشكلة في تعيينه. بينيت، يشعر على أي حال كطفل ضحكوا عليه. لا بأس. فهو ليس الوحيد.
ما فعله نتنياهو أمس هو مناورة لامعة اخرى قام بها من لا يأخذ اسرى. فقد اثبت مرة اخرى انه في كل ما يتعلق بالاحابيل والمناورات السياسية – فليس له من منافس.
هذه هي احدى الفترات الاكثر تركيبا التي نشهدها، قال امس، وفي مثل هذه الفترة لا يسير الناس الى الانتخابات. في منتصف المعركة لا تتم المغادرة. ولا اللعب بالسياسة. أمن الدولة يتجاوز الاعتبارات الشخصية. قلت لكل رؤساء الائتلاف: لا تسقطوا الحكومة ولا سيما في هذا الوقت. شيء واحد فقط لم يقله نتنياهو: لماذا حتى قبل اسبوعين كان هو من بحث عن موعد للانتخابات.