ترجمات عبرية

سيفر بلوتسكر / لارا القاسم كمثال : عندما تضر الدولة مصالحها نفسها

يديعوت – بقلم  سيفر بلوتسكر  – 14/10/2018

لقد فشلت الحركة التي تدعو الشركات الاقتصادية متعددة الجنسيات لمقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها – الـ بي.دي.اس. ففي كل سنوات نشاطها لم تستجب ولا حتى شركة تجارية هامة واحدة لنداء المقاطعة. لم تعلن أي شركة اجنبية في البلاد عن مغادرتها. والصناديق التي تحوز أسهما اسرائيلية واصلت حيازتها. في السنوات الاربعة الماضية بلغ اجمالي الاستثمارات الاجنبية الجديدة الحقيقية في اسرائيل 60 مليار دولار.

وفي الجامعات في ارجاء العالم لم تضرب هذه الحركة لها مرسى عميقا. في وسائل الاعلام تنشر تقارير عن مظاهرات طلابية مناهضة للصهيونية هزيلة المشاركين في أي مؤسسة للتعليم العالي في الولايات المتحدة أو في بريطانيا وعن قرارات مؤيدة للفلسطينيين في هيئات طلابية وأكاديمية، ولكن آثارها الحقيقية هامشية. فالاصداء محدودة بالشبكات الاجتماعية، وتخبو بعد وقت قصير. كنتيجة للاخفاقات المتواصلة، فان نشاط الحركة، أو هذه المنظمة، أحيل من الاعمال التجارية الحقيقية الى اعمال الترفيه. من الدعوة الى المقاطعة الاقتصادية الى التوجهات الانفعالية لفرق البوب ألا تعرض في اسرائيل. أما هذه النداءات فقد ردت في معظمها. وفي اختبار تحقيق الاهداف، تكاد تكون نجاحات الـ بي.دي.اس صفرية.

ومع ذلك، فلا تزال حركة الـ بي.دي.اس حية ترزق. بفضل من؟ حكومة اسرائيل. حكومة اسرائيل هي الناشرة الاساسية، إن لم تكن الحصرية، لهذه الحركة الوهمية. فهي تضخم تأثيرها، توفر لها مواد الدعاية، تتعاطى معها كجهة هامة جدا في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وهي تجعل، بقصوراتها وافعالها، ظل الجبال وكأنها جبال. غير أن الظل يمر، والجبال تبقى.

لارا القاسم، طالبة امريكية إبنة 22، من أصل فلسطيني، طلبت الدراسة للماجستير في القانون في الجامعة العبرية في القدس. فقبلتها الجامعة. واصدرت سفارة اسرائيل تأشيرة لها. شركة الطيران أقلتها. في مطار بن غوريون اعتقلوها – “أوقفوها”. لأنه حسب التحقيقات المتعمقة التي اجرتها السلطات (من بالضبط؟) على الغوغل و/ أو الفيس بوك، تبين أنها كانت في سن 19 عاطفة نشطة لحركة الـ بي.دي.اس. بمعنى أنها خطرة على وجود اسرائيل على الاقل مثل البرنامج النووي السري الايراني.

قولي أيتها “السلطات”، هل أنت عن حق وحقيق تريدين جعل هذه المرأة الشابة والهشة بطلة الـ بي.دي.اس؟ أن تثبتي للعالم كله، بمن فيهم افضل اصدقائنا، بأن طالبة واحدة قادرة على أن تدخل القوة العظمى الاكبر في الشرق الاوسط في حالة فزع تام؟ بعد قليل سنخرج في حملة السور الواقي 2 ضد لارا القاسم.

ولكن، سيدعي رجال القانون لدى السلطات، مثلما فعلوا يوم الجمعة في النقاش في المحكمة المركزية في تل ابيب، بأن لا مفر: القانون الجديد لمنع دخول نماذج كهذه الى البلاد ساري المفعول، واجب احترامه وفرضه. القاضي المركزي، ايرز يكوئيل، اقتنع وكتب في القرار الذي يمدد اعتقال القاسم ويبرر ابعادها بأنه “كل دولة سليمة مسؤولة عن الحفاظ على مصالحها المتنوعة”. حضرة القاضي لو يوضح ما العمل حين تجتهد الدولة نفسها بالمس بمصالحها هي نفسها.

احيانا أشك بأنه يوجد في اوساط “السلطات” في القدس محافل مناهضة لاسرائيل تآمرية، تصر على أن تسود، تشوه وتدمر صورة اسرائيل في العالم من خلال خطوات تدعي الوطنية، مثل ابعاد القاسم المغطى اعلاميا أو التحرش بالصحافي ومصمم الرأي الامريكي بيتر باينرت. غدا ايضا سيخضع توم فريدمان، من “نيويورك تايمز” للتحقيق لدى مندوبي الدولة في المطار وسيسأل ما معنى الختم السعودي على جوازه الامريكي، وهل كتب في صحيفته مقالا ضد رئيس وزرائنا نتنياهو، عظم شأنه. واذا كان كذلك، فليتفضل في أن ينتظر في منشأة المرفوضين الى أن يحظر دخوله لاسرائيل أو يُقر.

ولعل التفسير المعاكس هو الصحيح. كبار في المخابرات يتنكرون للتنكيلات السياسية في المطار: هذا يمس فقط بالمساعي لاعتقال المحافل الخطرة في طريقهم الى اسرائيل، كما يقولون، ولكنهم يضيفون بأننا مسؤولون عن فرض القوانين، بما في ذلك القانون الذي بقوته تجرى التحقيقيات، التوقيفات، حالات الرفض والاعتقال آنفة الذكر. كيف العمل على تغيير القانون اذا؟ يحتمل أن يكون هذا من خلال تفعيله بكل القوة بالذات ضد شخصيات معروفة، ويفضل من أمريكا. مثل هذا العمل يسخف القانون ويثير الحفيظة ضده حتى بين السياسيين من اليمين الوطني.

عند اقراره في الكنيست شرح بأن هدف القانون لمنع المس بدولة اسرائيل بواسطة المقاطعة هو لمكافحة الـ بي.دي.اس. فهل للمكافحة أم لتوفير السلاح، الذخيرة، الهدف والاسناد لها؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى