ترجمات عبرية

سيفر بلوتسكر : حملة أردوغان لاخفاء الحقيقة

سيفر بلوتسكر ، يديعوت/مامون 19/8/2018

لا حاجة لان يكون المرء خبيرا في الاقتصاد السياسي كي يفهم كم تغرقتركيا في المشاكل. هناك حاجة فقط لان نقرأ صحفها، ولا سيما البارزة منها(ويوجد فيها مواقع الكترونية بلغات كثيرة). مجموعة الاعلام صبح، مثلا، تصدر صحفا يومية، اسبوعية، شهرية. بملكيتهامحطات تلفزيون واذاعة، ومصالح اتصالات واسعة النطاق على المستوىالعالمي. في الماضي البعيد كانت، الى جانب مجموعة حريات المنافسة، احدالمراسي للصحافة المستقلة. اما الان فلم تعد كذلك إذ ان مقربي اردوغانسيطروا عليها مثلما سيطروا على مجموعات حريات.

ها هي بعض العناوين الرئيسة من الايام الاخيرة: “الاقتصاد التركي يقفموحدا ضد حرب ترامب التجارية،الاجراءات الامريكية تمس بسمعتهانفسها،الولايات المتحدة اخطأت بممارسة الضغط على تركيا،الصينتعتقد بان مصاعب تركيا ستمر قريبا،الدولار الامريكي يفقد مصداقيته“.

وهناك المزيد: “جمارك ترامب غير قانونية،قطر ستواصل دعم تركيا بلاتردد،البنك المركزي التركي يتخلص من احتياطي العملة الصعبةالامريكية،شركات صينية ستشتري الزبيب من تركيا وليس من الولاياتالمتحدة،الاقتصاد التركي أقوى مما لم يكن أبدا، وبالطبع: “الصحفالتي تطلق الشائعات تزرع الفزع وتخدم الجهات المعادية بانهيار الاقتصاد“.

وفي الصفحات الاولى للصحيفة اليومية، بالطبع صور الرئيس اردوغان، وحدهاو الى جانب سياسيين أجانب، وصور صهره، وزير المالية والاقتصاد بيراتالبيرق.

كل هذا بتوسع، ولا كلمة عن المصاعب الحقيقية للاقتصاد التركي. لا عناوينرئيسة عن تخفيض اضافي للتصنيف الائتماني لتركيا من قبل كل وكالاتالتصنيف الائتماني الثلاثة، الى مستوى القمامة. ولا عنوان عن مردود بمعدل25 في المئة على شهادات الدين الحكومية التركية، المردود الذي يعكسانعدام ثقة الاسواق. ولا عنوان عن الديون الهائلة بالعملة الصعبة (نحو 470 مليار دولار، اكثر من 70 في المئة من الناتج التركي قبل انخفاض قيمةالعملة) والتي مولت المشاريع الاستعراضية لاردوغان. ولا أي عنوان ايضا عنالتوقع الاخير لوكالة التصنيف S&P وبموجبه التضخم المالي في تركياسيصل الى معدل سنوي 22 في المئة، والاقتصاد سيتدهور الى الركود. ولاكلمة عن العجز المتواصل والمتعمق في ميزان المدفوعات الدولي والحظرالسياسي على البنك المركزي لرفع الفائدة من أجل وقف هرب المال وتوقفالتضخم المالي.

كما أنه لا توجد أي كلمة عن الاستثمارات الكبرى في الامن الخارجيوالداخلي، على حساب الاستثمارات في الموانيء والمطارات، في النفط وفيالغاز. ولا كلمة عن انخفاض احتياطات العملة الصعبة الى دون 100 ملياردولار. ولا كلمة عن قمع القطاع التجاري بواسطة البيروقراطية السياسية. ولاكلمة عن تسليم وزارتي المالية والاقتصاد الى ايدي قريب عائلة عديمالكفاءات. باختصار، ولا كلمة عن الوضع الداخلي في الدولة التركية. عندهافي الداخل كل شيء على ما يرام. فقط المضاربون وترامب هم المذنبون.

ان تعاون الاعلام التركي مع حكم غريب الاطوار في حملة اخفاء الحقيقةودحرجة الذنب نحو الاعداء من الخارج: ترامب، شركات التصنيف الائتمانيوبالطبع البنوك اليهوديةيعمق فقط عصبنة الاسواق والمواطنين مع التوجهنحو التقارير غير الحكومية. فتخفيض العملة الكاسح الذي يمر على الليرةالتركية ليس مرضا بحد ذاته، بل التعبير الخارجي عن الامراض البنيويةللاقتصاد التركي في عصر اردوغان.

لقد حذر صندوق النقد الدولي من الشرخ المقترب منذ بداية السنة ولكناردوغان تجاهل وأدار اقتصاد انتخابات مجنون. بفضله، وبفضل التزويرات،التهديدا وخطابات التحريض، فاز في الانتخابات وخرب الاقتصاد. قيمةالسوق للشركات في البورصة التركية انخفضت الى مستوى 2009، سنةالازمة المالية العالمية.

تركيا غير واجبة الانهيار. فهي الاقتصاد الـ 19 في حجمها في العالم، معأملاك كثيرة. ولكنها توجه وتقاد على نحو سيء جدا من حاكم عديم الكوابحوالمعرفة الذي يسير يقع اسيرا لاوهامه. وحملة الانقاذ المزعومة لاردوغان منقبل الاوروبيين تحركها مخاوف ذاتية: معظم الدين التركي يوجد في البنوكالاوروبية. والى ذلك يضاف خوف سياسيين اوروبا من انسحاب تركيا منالاتفاق لوقف الهجرة من الشرق الاوسط.

ان الاسناد اللفظي لفرنسا، المانيا واسبانيا لن يوقف الاقتصاد التركي علىأقدامه، ولا المليارات التي وعدت بها قطر؛ في غزة لا يزالون ينتظرونالمليارات التي وعد بها لهم القطريون. هذه ادوية تخدير وليس اشفاء. تغييرالسياسة هو العلاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى