سويرجو: ما هي السيناريوهات المتاحة أمام حماس في غزة؟
ذو الفقار سويرجو ١٩-٤-٢٠١٨م
السيناريو الأول
هو استمرار المراهنة على مفاعيل مسيرة العودة الكبرى و تطويرها و دعمهما بكل الوسائل املا في احداث اختراق نوعي يضع العالم امام مسؤولياته في الانتصار لغزة ليس حبا فيها بل منعا لتطور الامور و التي قد تضع اسرائيل في حرج غير مسبوق سيدفعها في اتجاه التصعيد العسكري و اشعال المنطقة و هذا لا تقبله اوروبا على الاطلاق لانه يشكل خطر على مصالحها الاستراتيجيةفي المنطقة .
و لكن اوروبا في نفس الوقت طرف ضعيف أمام الارادة الاسرائيلية و التي رفضت التعاطي مع الحلول الاوروبية دون ثمن سياسي كبير تضمن فيه امنها لسنوات طويلة .ناهيك عن موقف السلطة الذي يعمل على خنق القطاع لاهداف اخضاع غزة لسيطرة السلطة بشكل كامل .و عليه لن تكون عاملا ضاغطا و داعما للتوجه الاوروبي .
السيناريو الثاني .
ان تذهب غزة نحو التصعيد و الاشتباك المسلح بهدف خلط الاوراق و قلب الطاولة املا في اجبار كل الاطراف على التدخل لوقف الحرب و البحث في الحلول الممكنة و الخروج من حالة الموت البطيء و هذا خيار صعب جدا و مكلف جدا في ظل الضعف الشديد الذي تعاني منه الجبهة الداخلية و حالة عدم الاكتراث التي يمارسها المحيط العربي الذي اعطى الضوء الأخضر للرئيس ابو مازن للاستمرار في اجراءاته العقابية ضد غزة و التي ستأخذ منحنى خطير جدا في الاسابيع القادمة .
و هذا بالطبع يشمل الدور المصري الذي لن يكون الا في مربع العرب و الرئيس ابو مازن خاصة بعد تصريحات مشعل في تركيا التي اكد فيها استمرار الارتباط العضوي بين حماس و حركة الاخوان المسلمين .
السيناريو الثالث .
ان تكسر حماس كل الحواجز و تذهب نحو فتح قنوات اتصال مباشرة مع اسرائيل بهدف التوصل لصفقة سياسية شاملة تتضمن الاسرى و مستقبل غزة السياسي . و بالتاكيد لن تكون مخرجات هذه الخطوة الا كارثية تعمل على فصل غزة بشكل نهائي و هذا الخيار له داعمين كثر ابتداء بالاوروبين و انتهاءا بالامريكان .و لكنها ستكون الضربة القاضية للحركة و مستقبلها السياسي و الذي سينتهي بالفناء و هذا لا تقبله حماس على الاطلاق و تعي جيدا نتاىجه الكارثية .
السيناريو الرابع .
و هو السيناريو الذي يتعاطى بايجابية مع الواقعية السياسية و التي تقول بصراحة بان سيناريو ترك الجمل بما حمل هو السيناريو الأقل خطرا على مجمل الحالة الفلسطينية و هو الذهاب نحو مصالحة بالمحددات التي وضعتها السلطة الوطنية و الرئيس ابو مازن و بضمانات عربية و دولية و طبقا لاتفاق القاهرة الذي وضع التمكين الكامل مدخلا لحل كل القضايا العالقة و القاء القطاع في حضن الرئيس محمود عباس و تاجيل بحث موضوع السلاح لعامين على ان يكون تحت اشراف منظمة التحرير و تحويل المقاتلين للجيش الوطني الفلسطيني .ضمن المعطيات الحالية و ضمن توقعات مستقبل سيء جدا في الايام القادمة بسبب المزيد من الاجراءات التي سيتخذها الرئيس .يصبح هذا الخيار هو افضل السيء و على الجميع العودة للجلوس على طاولة الحوار لوضع اللمسات الاولى في سيناريو التسليم و الذي لن يستطيع بأي شكل تجاهل الوضع الجديد الذي نشأ في قطاع غزة بعد عشرة سنوات من الانقسام .
كاتب و محلل سياسي .