ترجمات عبرية

سمدار بيري / قانون عدم المساواة – 20 في المئة بقوا في الخارج

يديعوت – بقلم  سمدار بيري  – 29/7/2018

الحقيقة؟ لم اتوقع أن ينضم المحامي الن درشوفيتس بمثل هذه الحماسة الى الاصوات ضد قانون القومية. على أي حال، هو محافظ، لا “يموت” على العرب. لديه كل انواع المخططات للانضمام الى ادارة ترامب، وهو مرتبط بقوة بنتنياهو واليمين عندنا. وها هو، حتى هو، يتحدث بحده ضد القانون ويشرح بانه “سيكون صعبا جدا الدفاع عن اسرائيل بعده”.

لن أتناول هنا مواقف احزاب الوسط واليسار تجاه القانون. هذه ليست حكمة. فأنا استمع لوزراء مثل كحلون وبينيت ممن صوتوا الى جانب القانون، وذعروا من أنفسهم. فجأة يشرح كحلون بان القانون سن بتهور ويجب تعديله، وبينيت يدعي: “انا افهم بان القانون يمس باخوانا الدروز، ونحن ملزمون برأب الصدع”. مشوق ماذا سيكون لديه ما يقوله عن “استقالة زهير بهلول من الكنيست أمس على احتجاج قانون القومية. فقد قال بهلول: “هذه لحظة اليمة، واذا كنت أرفع يدي فهذا يعني انه نفدت كل الوسائل”.

احساس مشابه عبر عنه رياض علي، المراسل الدروزي المتواضع (والناجح) لقناة كان 11، الذي تجاهل جدا، وعن حق، الوزير ايوب قارا الذي مثلما يفعل دوما يكرر ما يفكر بان من واجبه أن يكرره. ابنه يخدم في القدس، يرونه بالتوازي على الشاشه، ورياض، والدموع في عينيه، يقول كلمات قاسية: “قانون القومية هو تأكيد قتل لحلمي الاسرائيلي”.

في الاسبوع الماضي، اجريت زيارة مواساة لدى ابناء عائلة صديقتي العربية التي توفيت – ليست درزية – ماري توتري. حصل هذا في الكنيسة في حيفا، وبدا لي من الطبيعي أن اسافر واصافح ابناء العائلة واتحدث مع الجمهور الذي تجمع هناك. توتري جاءت من عائلة دكاترة: أحصيت ما لا يقل عن 12 امرأة ورجل يحملون لقب الدكتوراة. هي نفسها كانت رئيسة دائرة في كلية اورانيم، وكانت تحاضر في الجامعات في حيفا وتل أبيب. وبالصدفة اكتشفت اني اليهودي الوحيدة في القاعة الكبرى. هذا لم يزعج مضيفي ولم يقلقهم. شعرت باني مرغوب في. ليس مؤكدا انهم كانوا سيشعرون ذات الشيء عندنا.

كما يبدو هذا، فان قانون القومية اقر بالذات الان، ليس صدفة، قبيل تقديم موعد الانتخابات. هذا هو الطريق للحديث الى اليمين عندنا، لكسب المزيد من الاصوات، لاثارة الاضطرابات في الوسط العربي. ولا ننسى ان الفكرة نضجت على نار هادئة لسنين، الى أن اخذه آفي ديختر (هو بالذات) الى الامام. رغم العاصفة الجماهيرية التي لا يزال يثيرها – وليس فقط بسبب الدروز، على حد قول نتنياهو فان القانون لا يوشك على التغير.

ماذا سيحصل؟ الدروز سيحسنون اوضاعهم، بهذا الشكل او ذاك، إذ ان من الواجب أن يفهم حتى نتنياهو. العرب المسيحيون لا يأبهون بهم، إذ هم اقلية. ومع الجمهور الاسلامي، يوجد بالتأكيد مشكلة. غير انه هنا المكان للتشديد على أنه بخلاف نواب القائمة العربية، الذين ينتهجون سياسة انعزالية ومناهضة لاسرائيل، فان معظم عرب اسرائيل المسلمين والاخرين يريدون بالذات الاندماج اكثر في المجتمع الاسرائيلي. اذا كان بعضهم – ولا سيما كبار السن – قد بحثوا عن اطار سياسي اكثر اعتدالا، فهو القانون سيبعدهم فقط.

لقد جعل قانون القومية العبرية اللغة الرسمية الوحيدة في الدولة. اما العربية – لغة اكثر من 20 في المئة من مواطنيها – فستحظى بـ “مكانة خاصة”، ليس واضحا ما معنى هذا التعريف الغامض. نحن محوطون بدول تتحدث العربية. صحيح ان معظمها – ليس كلها – لا تريد علاقات معنا. ولكن كل واحد منا تقريبا التقى عربا، في البلاد وفي الخارج. ودوما توجد حالة حديث بين عربي ويهودي. لماذا نتوقع أن يكونوا هم فقط من يتقنون لغتنا؟

اخترت أن أتعلم العربية، وانا لا اندم للحظة. عندما لا يريدوننا او عندما لا يمكنهم ان يصلوا الينا، فان اقرأ مقالاتهم، وبالاساس كتبهم. هذا عالم باكمله، مشوق ومنير. ليس الجميع ملزمين بتعلم العربية، ليس الجميع ملزمين بزيارة البلدات العربية. ليس الجميع ملزمين باقامة علاقات ودية مع العرب. ولكنهم ليسوا ملزمين ايضا بان يشرعوا قانونا يستهدف الاقصاء، الاخجال وتخريب ما هو موجود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى