سمدار بيري – شرق أوسط جديد
يديعوت – مقال – 20/12/2018
بقلم: سمدار بيري
انسحاب القوات الامريكية من سوريا هو علامة طريق تهدد بتغيير ميزان القوى الاقليمي وخلق واقع جديد على الارض، واقع ليس بالضرورة محسن لاسرائيل.
الرابحون: ايران وروسيا
صحيح ان الرئيس السوري بشار الاسد لم يعقب أمس على بيان ترامب سحب الجنود الامريكيين من بلاده، ولكنه هو المنتصر الاساس. ليس صدفة ان اقتبست وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” بيان البيت الابيض بتوسع بل واضح الناطق بلسان النظام بان “الرئيس الاسد يعود ويطالب بخروج كل القوات الاجنبية من سوريا، باستثناء “الحلفاء” من روسيا وايران”.
بوتين هو الاخر سجل انجازا اضافيا: رغم أنه لم تسجل صدامات عنيفة بين الجيش الروسي والامريكي، في السنوات الثلاثة الاخيرة، تبقىروسيا، الى جانب ايران، القوة العسكرية المركزية في المنطقة. واذا لم يكن هذا بكاف: فانه يخطط لتوسيع نشاطه في اهداف استراتيجية، ولا سيما في الموانيء البحرية.
ايران هي الاخرى كسبت كسبا كبيرا: فتواجدها في الاراضي السورية سيتسع الان ليشمل المناطق الامريكية.
وحتى تنظيم داعش يمكنه أن يكون راضيا: ترامب يسحب قواته من سوريا دون أن يهزم الدولة الاسلامية هزيمة تامة، وهذه لا تزال تسيطر في مناطق على الحدود العراقية السورية. ورغم ابعاد مقاتلي داعش عن مدينة حجين الاسبوع الماضي، لا يزال يوجد في سوريا قرابة 15 الف من نشطاء التنظيم يعملون على اعادة تنظيم أنفسهم.
الخاسرون: اسرائيل والاكراد
من يبقى وحيدا في الميدان الان هي الميليشيات الكردية: ففي السنوات الثلاثة الاخيرة حظيت بالحماية، التأهيل والوسائل القتالية من الجيش الاسرائيلي في الجيب الذي اقامته في شمال شرق الدولة. اما الان، وبلا الحماية الامريكية، فان قوات الجيش السوري من الجنوب والجيش التركي من الشمال، تهدد باجتياح اراضيها.
اسرائيل هي الاخرى بقيت وحدها: فبلا التواجد الامريكي قرب الحدود الشمالية، فقدت اسرائيل مصدر ردع هام ومساعدة عسكرية محتملة في حالة التصعيد الاقليمي. ليس للجيش الروسي، الذي سيصبح الان رب البيت الاساس في الدولة، أي التزام تجاه اسرائيل، التي كما يذكر علقت في أزمة سياسية مع موسكو بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية.