ترجمات عبرية

سمدار بيري تكتب – غزة، السيناريو المتوقع، الحرب، ليس الان

بقلم: سمدار بيري، يديعوت 22/7/2018

ها هما الشخصان اللذان أديا في الايام الاخيرة الدور الاهم في الوساطة بين اسرائيل وحماس: نيكولاي ملدنوف، مبعوث الامم المتحدة، وعباس كامل، رئيس المخابرات المصرية، الذي لا يعرف اسمه غير اسرائيليين قلائل، ولكنه يحقق الكثير جدا من النفوذ والقوة في قيادة الحكم المصري. وقد تقاسم الرجلان العمل بينهما: كامل تحدث مع حماس، ملدنوف مع ليبرمان.

كامل، المعروف ايضا بلقب “ظل الرئيس”،  يرافق السيسي منذ منصبيهما السابقين في المخابرات المصرية. فهو معروف كمن يحفظ السر وكمن هو خبير وفاهم جدا لصورة الوضع في القطاع، في الضفة، وعندنا ايضا. فبعد كل شيء ليس هناك منيعرف غزة افضل من مصر التي لم ترغب في أي مرة ولم ترغب الان ايضا، باي حال من الاحوال، في ضمه الى اراضيها.

هذان الاثنان يعملان في مسألة غزة، بينما السيسي وكامل يمكنهما أن يرفعا الهاتف في كل لحظة الى غزة، الى الاردن، الى الكريا في تل أبيب والى مكتب رئيس الوزراء في القدس. من لمهم الانتباه الى أن المصريين هم الذين حققوا وقف النار بيننا وبين حماس، وليس قطر مثلما ادعى بعض. فقد دفعت اسرائيل بقوة شديدة المصريين، للقطريين توجد علاقات اقتصادية في القطاع. احد لا يهمه ان تجلب قطر البضائع وتدفع لقاء المنتجات في غزة، وان تقدم النصائح والتوصيات، ولكن ليس اكثر من هذا.

وبعد، حسب السيناريو المصري، فان مندوبين كبار من فتح وحماس، التقوا على انفراد مؤخرا في مقر المخابرات المصرية، سيلتقون قريبا، في غضون ايام تماما. ستحاول مصر مرة اخرى، وليس مؤكدا أن تنجح في تحقيق اتفاق تعاون في غزة اقامة حكومة وحدة بين السلطة الفلسطينية وقيادة حماس وتوابعها. فهل قلنا انه ليس مؤكدا ان تنجح مصر يتبين أن من الاسهل لحماس التوصل الى اتفاق مع اسرائيل. فالمشكلة عالقة بين ابو مازن ويحيى السنوار اللذين ليس بينهما حتى ولا ذرة توافق او علامة احترام.

في يوم الجمعة الماضي كان يبدو أن اسرائيل وحماس على شفا الحرب. وقد سبق لاسرائيل أن دخلت في نوع من الحرب، حين اطلقت طائرات سلاح الجو لعشرات حالات القصف الدقيق في غزة، ولعبت حما بالطائرات الورقية الحارقة، التي اطلقتها، أو اطلقها آخرون عنها، وتعهد ليبرمان بان يوجه لحماس “ام كل الضربات”. واضاف سقوط جندي من الجيش الاسرائيلي الى التهديدات الاسرائيلية. واستجدى اسماعيل هنية في ليل الجمعة وقف النار لدى كامل المصر. ومن الضروري الانتباه بان حتى مندوب الامم المتحدة ملدنوف، دعا حماس وليس اسرائيل الى وقف النار، ليس بعد اسبوع ولا غدا بل الان وفورا.

بدا كامل متفائلا أمس، وهكذا بالضبط ينبغي أن يبدو، حين ادعى بانه يمكن التوصل الى توثيق العلاقات بين حماس وفتح. في وزارة الدفاع عندنا ايضا يؤيدون عودة فتح الى القطاع، حتى مع ابو مازن، رغم أنه لا يحلم في المجيء. ولكن الحقيقة هي أن مصر، مثل الاسرائيليين، ومثل كبار رجالات السلطة الفلسطينية، لا يؤمنون حقا بان المفاوضات يمكنها أن تنضج وتتحقق. فالكثير من المياه العكرة والشكوك تتدفق بين فتح وحماس، وعليه فان كل الاحاديث عن اقامة حكومة وحدة فارغة المحتوى. إما ان تسيطر السلطة على غزة وتلقي بحماس (بمباركة اسرائيل)، او ان يجري الطرفان محادثات في مصر الى أن تخرج لهم الروح حين لا يكون واضحا على الاطلاق اذا كانا سيتوصلان الى نتائج حقيقية.

ما هو واضح الان ليحيى السنوار انه يوجد حقا على بؤرة الاستهداف. فاذا ما اثار سلوكه اسرائيل وهي التي تعرف ما يفعله في الخفاء ومن يستخدم، فانها ستتخلص منه. لقد أوضحت اسرائيل له من خلال رسالة لافيحاي أدرعي، رئيس مجال الاعلام العربي في وحدة الناطق العسكري، الذي يقتبس على طول وعرض الاعلام العربي، بان هذا ما سيحصل. اما السنوار فلا يستخف. وهو سيحذر. ولكن شيئا ما موجه من الجو، مثلا، يمكنه أن ينال السنوار اياه اذا ما واصل شد الحبل. لقد سبق للسنوار أن تعلم بانه وحيد. للسكان في غزة وفي القطاع، وكذا لابو مازن وعصبته، يوجد حساب طويل جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى