سمدار بيري – المستقبل حسب دحلان
يديعوت – بقلم سمدار بيري – 12/12/2018
محمد دحلان، الذي يعتبر أحد المرشحين لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن، لم يعد يؤمن بحل الدولتين. والحل الذي يقترحه هو اقامة دولة مشتركة للاسرائيليين والفلسطينيين – “اسرائيل الكبرى” – والتي عاصمتها القدس “تكون للشعبين”.
“بالطبع حلمنا جميعنا هو أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة”، شرح دحلان في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، “ولكن الولايات المتحدة لن توافق واسرائيل تعارض. وبدلا من تنمية الاوهام التي لم تتحقق، يجب البدء بتبني فكرة دولة واحدة للشعبين والمطالبة بان يكون للفلسطينيين حقوق كاملة”.
“صفقة القرن التي يتحدث عنها الامريكيون كحل للمشكلة الفلسطينية هي مصيبة”، واصل دحلان يقول. “وحل الدولتين أيضا، الاسرائيلية والفلسطينية، لا يبدو أنه سيتحقق. وبالتالي فاني آتي بالاقتراح الجديد: اقامة دولة واحدة، يدير فيها الفلسطينيون حياتهم دون أن يكونوا متعلقين باسرائيل”.
دحلان (60 سنة) ولد في مخيم خانيونس للاجئين، شاع صيته كنشيط في الانتفاضة الاولى وأصبح زعيم شبيبة فتح في القطاع. بعد اتفاقات اوسلو عين رئيسا لجهاز الامن الوقائي الفلسطيني في غزة، وهو يعتبر على علاقات وثيقة مع محافل الامن في اسرائيل. وبسبب نشاطه وشخصيته البارزة اعتقل دحلان في اسرائيل 11 مرة. وفي اثناء تواجده في السجن تعلم العبرية ولاحقا أنهى اللقب الجامعي الاول في ادارة الاعمال. في 2011 ترك المناطق بعد شقاق مغطى اعلاميا مع ابو مازن، رافقه تراشق لاتهامات شديدة.
في المقابلة امتنع دحلان عن الحديث عن مكان سكناه في السنوات الاخيرة، في امارة ابو ظبي، وعن منصبه كمستشار خفي للحاكم محمد بن زايد. ولكنه عاد وشدد: “دوما سأكون فتح ولا يمكن اخراج فتح مني”. ومع ذلك لم يمتنع عن انتقاد ابو مازن بشدة. “مع وفاة ياسر عرفات انتهى عصر الزعماء في السلطة الفلسطينية”، قال، “ابو مازن يؤدي بالاجمال دور مدير سلطة مدنية في رام الله، ليس أكثر من هذا. وأنا اقترع عليه أن يزور غزة كي يهديء روع السكان، يشجعهم، لان سكان غزة يدفعون ثمنا باهظا جدا”.
اما من أجرى المقابلة، سلام مسافر، فوصف دحلان كالمرشح الابرز، الى جانب جبريل الرجوب، لخلافة ابو مازن. وفي هذه الاثناء يحظى دحلان بتأييد مصر، السعودية واتحاد الامارات، وفي اليوم التالي لابو مازن كفيل بان يعود الى المناطق، حيث يوجد له مؤيدون غير قليلين يبقون في الظل، وذلك كي يمسك بزمام القيادة.