ترجمات عبرية

سمدار بيري : اللاجئون السوريون في الجولان – المساعدة نعم، التدخل لا

بقلم: سمدار بيري، يديعوت – مقال – 1/7/2018

بسبب الوضع المعقد في جنوب سوريا، في الجانب الاردني وفي الجانب الاسرائيلي، اصدر وزير الدفاع ليبرمان تعليمات قاطعة: ما يفعله الاردنيون ليس شأننا، ولكننا نحن – مثل الاردنيين – لن نسمح للاجئين من سوريا بالانتقال الى الاراضي الاسرائيلية. ما سنفعله، بالفعل، نحن القلب الاسرائيلي الرحيم، وبخلاف الاردنيين، سنوفر لهم مساعدة انسانية. هكذا نقلت اسرائيل في نهاية الاسبوع مساعدة منقذة للحياة للاجئين الذين يندفعون الى هضبة الجولان السورية: 300 خيمة، 13 طن من الغذاء، 15 طن من غذاء الاطفال، 30 طن من الملابس والكثير من الادوية والعتاد الطبي. أما الاردن، من جهته، فاعلن بالقطع: لا يمكننا ولسنا معنيين بالمساعدة.
لقد طرح موضوع سوريا في محادثات رئيس الوزراء نتنياهو والملك عبدالله في الاردن في الاسبوع الماضي. يمكن التخمين بان هذا ايضا كان الحل الذي اتفق عليه: الاردن يغلق الابواب في حدوده في المنطقة القريبة لدرعا، واسرائيل ترفض استيعاب اللاجئين في اراضيها في هضبة الجولان – مسافة 60 كيلو متر فقط عن درعا. انتبهوا كيف تلوح خطوة منسقة، جديدة، بين عمان والقدس: كل دولة تفعل الحد الادنى، على افضل ما تستطيع.
الاردن غير ملزم للسوريين بشيء. فقد استوعب حتى الان نحو 1.5 مليون لاجيء في سنوات الحرب الاهلية. اسرائيل توجد في وضع مختلف: صحيح أنه يوجد سوريون يأتون الى البلاد لتلقي العلاج الطبي – قلة فقط نالت العمل والبقاء – ولكن الفارين من منطقة درعا، ممن يتغذون الان من الشائعة المنتشرة بان الاسرائيليين ليسوا جد سيئين، يسعون الى اجتياز الحدود الينا. في هذه الاثناء، وصل الى المخيمات في هضبة الجولان السوري بضعة الاف فقط، ولكن كلما شدد جيش الاسد الضغط واحتل مزيدا من القرى في جنوب سوريا – من شأن اعدادهم ان ترتفع لتصل الى عشرات الالاف. الضغط عندنا مفهوم، ولكن لا توجد نية لان نتحول الى دولة راعية للاجئين.
750 الف نسمة يعيشون اليوم في جنوب سوريا، فيما يحوم فوق رؤوسهم خطر حقيقي على حياة كل واحد وواحدة منهم: الشبان، والكبار، الشيوخ والاطفال. كلما اخذ الجيش السوري في السيطرة على معاقل الثوار، فان الوضع يتعتقد. لا توجد أي مصلحة حقيقية في وضعهم لدى أي دولة اجنبية. لا الولايات المتحدة، لا روسيا، لا لبنان وبالطبع لا ايران. ماذا سيكون مصيرهم؟ في هذه اللحظة لا احد يعرف. الى الاردن، كما أسلفنا، لا يمكنهم ان ينتقلوا، وبالمقابل فان اسرائيل ستصر، وعن حق، الا يدخلوا الى اراضيها – إذ من لان يتدخل وأن يرغب في أن ينحشر في هذا النزاع الذي لا ينتهي في داخل سوريا؟ منذ الان يتحرك 160 الف لاجيء بائس في المنطقة التي بين الاردن واسرائيل، وهم لا يمكنهم أن يجتازوا الحدود الى أي دولة. وفي اقصى الاحوال سيتوجهون الى الخيام التي تنتظرهم في سوريا – قرب الحدود الاردنية في دعا او قرب اسرائيل في هضبة الجولان. ولكن في الجولان تنتظرهم مشاكل: السكان هناك لا يشبهون سكان درعا، حيث بدأت الثورة ضد الاسد.
في نهاية الاسبوع، اجرت روسيا محادثات مع الثوار، باسم سوريا، وعرضت عليهم اقتراحات متشددة، اساسها الاستسلام التام للاسد. وغدا ستعقد جولة اخرى من المحادثات، ولكن ليس واضحا ماذا سيكون ردهم على الاتفاق الذي وضعته روسيا على الطاولة. صحيح حتى يوم أمس مساء أعلن الثوار بانهم لا ينوون قبول الاتفاق. في كل حال، فان سكان جنوب سوريا، معظمهم ان لم يكن كلهم سنة، يدعون بان كل اتفاق سيستوجب مرافقة اجنبية. وهم يفضلون بالطبع الامم المتحدة او قوة حيادية اخرى، كون جيش الاسد قد ينتقم منهم بوحشية.
وماذا سيفعل اولئك الذين فروا منذ الان الى المخيمات في هضبة الجولان السورية؟ كما قلنا الوضع غير بسيط: لاسرائيل توجد هنا خلايا مساعدة محلية، ودروز ولاؤهم مزدوج، وهذا كفيل بان يتعقد. ليبرمان، كما أسلفنا، اوضح بان اسرائيل ستقدم للاجئين المساعدة الانسانية فقط. مساعدتهم ضد جيش بلادهم هذا هو أمر غير مقبول ولن يتم في مدرستنا. الحقيقة؟ هو محق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى