ترجمات عبرية

سمدار بيري / القمة الثلاثية – قبل لحظة من الهجوم الاكبر على ادلب

يديعوت – بقلم  سمدار بيري – 2/9/2018

انظروا أي قمة: فلاديمير بوتين، طيب اردوغان وحسن روحاني سيلتقون يوم الجمعة القادم في ايران. حتى يوم أمس تسلوا بفكرة الابتعاد حتى تبريز، التي تعتبر الان المدينة السياحية رقم 1 في ايران، ولكن روسيا أعلنت ان في نهاية المطاف سيعقد اللقاء في طهران. لقد سبق لثلاثتهم أن التقوا في سوتشي في روسيا، وفي أنقرة في تركيا، للبحث في الموضوع السوري. هذه المرة ادلب على الطاولة: ماذا سيكون، ماذا سيفعلون، ماذا سيحصل في اليوم التالي. لقد حذرت وسائل الاعلام في ايران منذ الان من أن اللقاء الثلاثي سيكون مغلقا ولن تخرج منه عناوين، وربما صورة فقط.

بوتين، الذي ضرب رقما قياسيا في اللقاءات مع نتنياهو – تسعة لقاءات بينهما في السنوات الثلاثة الاخيرة، الى جانب عشرات لقاءات المبعوثين من موسكو والقدس – على علم جيد بالموقف الاسرائيلي. فقد اوضح في هذه اللقاءات بان اسرائيل لن تحتمل تواجدا ايرانيا في سوريا، وبالتأكيد ليس في منطقة هضبة الجولان. وحسب المحافل الاسرائيلية، ففي اللقاء الاخير، قبل شهرين، ادعى الروس بانهم سيتمكنون من ابعاد الايرانيين الى وسط سوريا. ولكن حتى لو ابعدت ايران، فبوسع صواريخها أن تضرب اهدافا في اراضي اسرائيل من داخل سوريا. من الجانب الروسي، من المهم التشديد، لم نسمع تصريحات ملزمة عن ابعاد القوات الايرانية عن اهداف اسرائيلية.

ينبغي الانتباه الى التقسيم الواضح بين الاماكن التي يوجد فيها الجيش الروسي في سوريا وبين تلك التي يوجد فيها الجيش الايراني. فالطرفان حذران من أن يدوس أي منهما على قدم الاخر. وبينهما يعلق الاسد، الذي يشرح بانه لا يعتزم اخراج الايرانيين، ويعرف بان الروس ايضا لن يذهبوا الى أي مكان. اما اسرائيل  من جهتها، فتحظر جدا الا تصطدم بالجيش الروسي، ولكنها ستفعل الكثير جدا كي تضرب الحرس الثوري الايراني داخل سوريا: في قواعد الجيش، في المصانع وفي الاماكن التي تثبت الملاحقة السرية تواجدهم فيها. اسرائيل لم تعلن أبدا بانها ستوقف اعمالها ضد الايرانيين في الاراضي السورية.

بوتين، اردوغان وروحاني سيبحثون في الهجوم على ادلب. الهدف واضح، الاساليب مختلفة. الجيش السوري دفع الى ادلب بكل معارضي الحكم، جمعهم، واعد المعركة. ولكن ليس لتركيا مصلحة في تصفية المعقل الاخير للثوار. يجب التمييز بين ما ينشر باسم الاتراك وما يقال في الغرف المغلقة. وهذا ليس الامر ذاته. اردوغان، من جهته، يفضل الابقاء على الوضع القائم. واضح له بانه ما أن يبدأ الهجوم الكبير على المحافظة الشمالية، المحاذية للحدود التركية حتى تدق موجة كبيرة من اللاجئين بوابات بلاده. وقد حرص على الايضاح بانه لم يعد لديه مكان، واغلق الحدود.

في هذه الاثناء تدخل الولايات المتحدة الى الصورة. فالرئيس ترامب يهدد في الايام الاخيرة بهجوم عسكري، اذا استخدم الجيش السوري سلاحا كيماويا ضد اكثر من مليونين من سكان ادلب، مثلما فعل في الماضي ايضا. وافادت السي.ان.ان امس بان الاستخبارات الامريكية اعدت بنك اهداف للهجوم على مخازن السلاح في سوريا. ولكن في الادارة يخشون من أنه حتى الهجوم التقليدي سيوقع عشرات الاف القتلى ويفاقم الازمة الانسانية في المنطقة. أما روسيا من جهتها فقد كثفت قواتها قبيل “المناورة الكبرى” في شمال سوريا: عشر سفن حربية وغواصتان ترسوان على الشواطيء هناك وسفن اخرى تبحر في البحر المتوسط. هذا سيكون التدخل الروسي الاكبر في سوريا منذ دخلت الى هناك في ايلول 2015.

عندما لا يكون رب بيت واحد في سوريا، يوجد لبوتين وروحاني هدف مزدوج. من جهة الحفاظ على مكانة الاسد في سوريا، ومن جهة اخرى الحفاظ على تواجد ومكانة روسيا وايران. بشكل طبيعي تتابع اسرائيل وتواجدها ملموس. القدس تستغل شبكة العلاقات الحذرة مع موسكو كي تمرر رسائل واضحة جدا لايرانت. يمكن القول ان الايرانيين يسمعون، يستخلصون الاستنتاجات، وتجاه الخارج يفعلون ما يروق لهم.ولكن يمكن التقدير بانهم يأخذونها بالحسبان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى