ترجمات عبرية

سمدار بيري / العقوبات على ايران – اغلاق السموات

يديعوت – بقلم سمدار بيري  – 26/8/2018

بدأ هذا في إمارة قطر الصغيرة في الخليج الفارسي. فقد ربطت السعودية البحرين، اتحاد الامارات ومصر بمشروعها لاغلاق سموات قطر – بحيث لا تكون رحلات جوية منها واليها. فوجدت قطر مع ذلك مسارب للوصول الى العالم الكبير عبر تركيا، الاردن والشرق الاقصى. ولكن القصة القاسية حقا تجري بين سكان الخليج الذين تنقسم حياتهم: ذاك الذي من البحرين والمتزوج من قطرية وتلك التي من السعودية ولها ابناء عائلة في قطر وما شابه، ولا سبيل للخروج من الامارة الصغيرة الى المحيط القريب.

تؤثر المقاطعة التي فرضت على الرحلات الجوية على كل مجالات الحياة تقريبا. فلم يعد استيراد من الدول المجاورة – قطر تعيش فقط على الاستيراد – من السعودية او من البحرين. اللحوم، الخضار والفواكه، وحتى التوابل، يستوردونها بسعر اعلى بكثير ومن بعيد. الامريكيون أو الاوروبيون الذين لهم علاقات تجارية مع مصر أو السعودية، سيفكرون مرتين بختم قطري على جوازات سفرهم. اما قطر فقد حاولت الغاء شر القضاء، وهي لا تنجح، بل العكس، تهدد السعودية الان باقامة سور يجعل الامارة الاغنى في العالم جزيرة منعزلة، الى أن تسقط.

بعد قطر تلقت كندا هي الاخرى ضربة من السعودية. رئيس الوزراء جاستن ترودو ووزيرة الخارجية كريستيا فريلند ردا بغضب وعن حق، على اعتقال نشطاء حقوق انسان في الشهر الماضي. كما تستضيف كندا لديها انصاف حيدر، عقيلة نشيط حقوق الانسان رائف بدوي، وثلاثة ابنائهما، منذ حبس قبل ست سنوات. وهذا الشهر اعتقلت ايضا شقيقته سمر بدوي. من جهة الامير بن سلمان يعد بتحسين حقوق الانسان والسماح للنساء بالسياقة. من جهة اخرى مواطن يتحدث عن المواضيع ذاتها بالضبط في السعودية يرسل لسنوات طويلة الى السجن. الرد السعودي على التغريدات من تورنتو كان سريعا وقاطعا: كل الرحلات الجوية من السعودية الى كندا الغيت، عشرات الاف الطلاب السعوديين تلقوا الدعوة للعودة الى الديار، ومئات الطلاب الطب طلب منهم ان يختاروا على الفور: إما ان يختاروا الاختصاص في دولة اخرى أو ان يعودوا الى السعودية. المهم الا يبقوا في كندا “التي تتدخل في شؤون الاخرين”.

والان مذهل الاكتشاف كيف أن كندا تغازل السعودية. فقد أعلن ترودو في نهاية الاسبوع: “عدنا للحديث مع الاسرة الملكية”، والعقاب سيتبدد، حين تصر السعودية على الحفاظ على عنصر واحد أو اثنين آخرين من العقوبات، في حالة أن تستيقظ كندا من جديد. مشوق أيضا أن نكتشف كيف رد الرئيس ترامب، الذي كان حذرا من أن يأخذ موقفا من طرف ما. فقد أعلن الرئيس الامريكي بان “السعودية وكندا هما صديقتان. وانا واثق انهما ستتدبران امرهما”.

والان جاء دور ايران. الولايات المتحدة لا تطير الى هناك منذ سنين، ولكن توجد خطوط طيران منتظمة الى طهران من دول في اوروبا. هذا ايضا آخذ في التقلص: بريتش ايرويز، ايرفرانس، شركة الطيران الهولندية كي ال ام، وحتى اير استانة الصغيرة، أعلنت بان الرحلات الجوية الاخيرة ستنطلق الى ايران في غضون  اسبوعين، وستتوقف بعدها. من السهل أن نخمن أن اياد امريكية عملت على الغاء الرحلات. عندما لا تكون قطع غيار للطائرات الا في الولايات المتحدة، وقسم من التمويل يأتي من البنوك الامريكية، فيجب التفكير عما هو الافضل، وليس من المجدي التورط في هذا الموضوع مع ترامب.

هذه ليست نهاية العالم بالنسبة لايران. هي ايضا، مثل قطر، ستجد مسالك طيران اخرى، ستكون اغلى بكثير. ولكن ايران خططت لتنمية مجال السياحة، وهذا انتهى. قطر هي الاخرى تعول على تنمية المتاحف، المطاعم للسياح وحتى اماكن اللعب للاطفال وتواصل اقامة ملاعب كرة القدم الفاخرة – لم تكن كهذه ابدا في العالم – استعدادا للمونديال في شتاء 2022. البناء في ذروته، ولكن من يمكنه أن يضمن بان الحدث سيخرج بالفعل الى حيز التنفيذ؟ لا احد.

لقد رد نتنياهو في نهاية الاسبوع على اغلاق السموات الاوروبية لايران. فقد قال ان مزيدا من الدول يجب أن تسير في اعقاب شركات الطيران الكبرى في اوروبا التي توقف خطوط الطيران الى ايران. هو الاخر انتبه بان ليس كل شركات الطيران انضمت الى المقاطعة. في نهاية المطاف، من تضرر من القصة، مثلما في السعودية وفي قطر،هو المواطن الصغير الذي لا تأبه به سلطته ولا الطرف الاخر ايضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى