ترجمات عبرية

سمدار بيري / العقوبات الامريكية تحطم قوتين عظميين اسلاميتين

يديعوت – بقلم  سمدار بيري – 14/8/2018

ايران وتركيا، القوتان العظميان الاسلاميتان، توجدان في انهيار اقتصادي. وخرج زعيما الدولتين أمس – اردوغان تركيا وخامينئي ايران – في خطاب لسكان بلديهما تناولا فيهما المذنبين في الازمة.

رغم أن الزعيمين اتهما في خطابيهما الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالازمة الاقتصادية في دولتيهما، فان الفرق في النبرة ومضمون الامور كان واضحا جدا.

خامينئي، في خطابه، استخدم لغة حذرة وموزونة اكثر بكثير وقال ضمن امور اخرى: “ايران لا تعتزم اعلان الحرب على الولايات المتحدة، ولكنها لن تخوض معها المفاوضات ايضا. لقد أعاد ترامب العقوبات وجر وراءه دولا اخرى لم ترغب في مقاطعة ايران بل العكس، في اقامة علاقات معها”.

يبدو أن خامينئي كان حذرا في اقواله بسبب حقيقة أنه لا يزال يترك فتحة لاقامة علاقات مع دول في الغرب، فيما أن العلاقة الاقتصادية الاهم لايران اليوم هي مع الصين.

لقد اتهم خامينئي ترامب بأزمة العملة التركية وادعى بان الليرة لم تنهار الا بسببه، ومع ذلك بالنسبة للريال الايراني اعترف قائلا: “عملتنا سقطت بسبب مشاكل ادارية لا ترتبط بالعقوبات الامريكية”.

ورغم ذلك، فقد اوضح الزعيم الايراني الاعلى: “المفاوضات مع الولايات المتحدة – ترامب لا بد ستضر بنا وهي محظورة. يثبت الامريكيون المرة تلو الاخرى بانه محظور تصديقهم”.

في طهران لم يعرفوا امس كيف يحلوا لغز تصريحات روحاني الذي من جهة وان كان أشار الى المشاكل الاقتصادية الصعبة، الا انه بالمقابل لم يعط حلولا لابناء بلاده.

الى جانب خطاب خامينئي في التلفزيون، اعلن امس وزير الدفاع الايراني، امير خاتمي، عن تطوير صاروخ جديد بانه “محسن جدا”. وبث خطاب وزير الدفاع هو ايضا في التلفزيون الايراني، وحسب الخبراء فان ايران درجت على ربط البيانات عن تطوير السلاح العسكري بخطابات متشددة كذاك الذي  القاه خامينئي امس.

بخلاف الزعيم الايراني، يصعد الرئيس التركي اردوغان من تصريحاته ضد الولايات المتحدة ورئيسها وكان متشددا جدا في خطابه يوم أمس إذ اعلن قائلا: “ان سقوط العملة التركية هي طعنة في الظهر من جانب الامريكيين. فقد استخدموا اساليب متطورة لاسقاط الليرة التركية”. واتهم اردوغان الرئيس ترامب مباشرة واعلن بانه ينتظر مزيدا من الهجمات على العملة من جانب الامريكيين وحلفائهم. “سقوط الليرة هي نتيجة مؤامرة وليس ادارة اقتصادية سيئة”.

لقد تطورت الازمة بين تركيا والولايات المتحدة على خلفية رفض أنقرة اطلاق سراح القس الامريكي آندرو برنسون الذي اعتقل قبل نحو سنتين في تركيا على تهمة المساعدة للانقلاب الذي نظمه رجل الدين فتح الله غولان.

ولكن رغم اقوال اردوغان القاطعة في خطابه أمس، فانه حتى سكان دولته يجدون صعوبة في تصديقها. “من الصعب التصديق بان هناك مؤامرة امريكية للمس باقتصاد ايران بل واكثر من ذلك باقتصاد تركيا”، كتب أمس متصفح تركي في موقع الانترنت “مشاكل في الاقتصاد التركي”. ويخشى الكثير من مواطني تركيا من الوضع الاقتصاد ويريدون سحب توفيراتهم واستبدالها بالعملة الاجنبية.

صحيح أن تركيا نفسها أرسلت مبعوثين الى دول الخليج بهدف الحصول على مساعدة اقتصادية، ولكن اردوغان وحكومته يكافحان ضد المتصفحين في الشبكات الاجتماعية ممن يناقشون  الوضع. وأعلنت وزارة الداخلية التركية أمس بانها ستتخذ اجراءات قانونية ضد من يرفعون بوستات في الشبكات الاجتماعية في موضوع استبدال العملة. لانه بزعمهم يخلق الامر فهما سلبيا للاقتصاد. في تصريح الوزارة جاء أنه منذ 7 آب شخص 346 حسابا في الشبكات رفعت بوستات عن ضعف الليرة وكتبت فيها “امور استفزازية”. وأعلن النائب العام في اسطنبول أمس عن فتح تحقيق خاص على تصريحات تهدد الامن الاقتصادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى