ترجمات عبرية

سلمان مصالحة / لا يوجد يسار غير صهيوني في اسرائيل

هآرتس – بقلم  سلمان مصالحة – 28/8/2018

لا يمكن ان يكون هناك يسار غير صهيوني في اوساط الجمهور اليهودي في اسرائيل. معنى وجود يسار هو رفض مبدئي لحق تقرير المصير للجمهور اليهودي في البلاد. حيث أن هجرة اليهود الى البلاد واستيطانهم هنا هو الاساس الذي عليه قامت دولة اسرائيل. ان انكار هذا الحق لم يسمع في يوم ما من قبل من يسمون “يسار غير صهيوني”. هذا اليسار عاد واكد خلال سنوات الوطنية الاسرائيلية له. يجدر التذكير بأنه على وثيقة الاستقلال وقع ايضا مئير فلنر، رئيس الحزب الشيوعي الاسرائيلي “ماكي”. اكثر من مرة اشاد فلنر بمساهمة الشيوعيين، يهود وعرب، في استقلال اسرائيل وذلك لكونهم شاركوا في الحرب ضد عصابات القاوقجي، حسب تعبيره. زعماء “ماكي” احتفلوا بيوم الاستقلال في السنوات الاولى من قيام الدولة. وكذلك خلال عشرات السنين كان نشيد “هتكفاه” يختتم مؤتمرات “ماكي“. اذا كان الامر هكذا فما هو جوهر الدولة اليهودية؟.

الاجابة نجدها في محاضرة للبروفيسور اهارون براك، رئيس المحكمة العليا المتقاعد، في العام 2012 في الاكاديمية الاسرائيلية للعلوم (“قيم دولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”). “دولة يهودية”، قال، “هي دولة تاريخها مندمج ومضفور بتاريخ الشعب اليهودي، ولغتها الاساسية هي العبرية، واعيادها الاساسية تعكس النهضة القومية… دولة استيطان اليهود في حقولها ومدنها وفي مستوطناتها هو اول اهتماماتها. الدولة تطور الثقافة اليهودية والتعليم اليهودي ومحبة الشعب اليهودي… دولة قيمها يستوفونها في المقام الاول من تراثها الديني. والتوراة هي الكتاب الاساسي في كتبها، وانبياء اسرائيل هم الاساس لتراثها”. البروفيسور براك يربط بصورة وثيقة بين القومية اليهودية، أي الصهيونية، وبين اليهودية كدين يرتكز على تراث اسرائيل: “هناك علاقة وطيدة بين الجانب الصهيوني وجانبها التراثي، وغالبا هناك تطابق بينهما”.

يبدو ان قانون القومية كما نسخ من محاضرة البروفيسور براك، وان كان بطرح مبدأ المساواة منها، الذي اكد عليه في اقواله: “عندما يكون شخص داخل وطنه القومي فهو يستحق المساواة، مهما كان دينه أو قوميته”.

الحقيقة هي أنه حتى الاحزاب التي تسمى “عربية” والتي تشملها القائمة المشتركة، ليست مناهضة للصهيونية، حيث أن مشاركتها في الانتخابات للكنيست هي في الاساس اعتراف بالصهيونية التي انشأت الدولة وأسست الكنيست. في كتاب قوانين اسرائيل هناك قوانين اخرى مرتبطة بهذا الموضوع. قانون الاساس: الكنيست وقانون الاحزاب. هذه القوانين تضع قيود وشروط على تسجيل الاحزاب المسموح لها المنافسة في الانتخابات. في قانون الاحزاب ورد: “لا يتم تسجيل حزب اذا كان في احد اهدافه أو افعاله بصورة صريحة أو بصورة غير مباشرة، واحد من الآتي: نفي وجود دولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية… هذا الامر يدل على امر بسيط في جوهره: كل الاحزاب المسماة “عربية” التي توجد في الكنيست لا يوجد أي هدف من اهدافها او افعالها لا بصورة صريحة أو بصورة ضمنية نفي وجود اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية والا كان سيتم منعها من التنافس في الانتخابات”.

هذه المسألة طرحت اكثر من مرة على المحكمة العليا. التماسات ضد شطب قوائم عربية مثل بلد وراعم وتاعل من التنافس في الانتخابات بحثت في المحكمة العليا. ممثلو هذه الاحزاب عادوا وادعوا امام القضاة انه لا يوجد في برامجهم الانتخابية أي نفي لحق وجود اسرائيل كدولة يهودية. كما هو معروف فان المحكمة العليا قبلت ادعاءات الملتمسين، هذه الاحزاب انتخبت للكنيست واعضاؤها اقسموا يمين الولاء.

اذا كان الامر كذلك أين هو اليسار المناهض للصهيونية في اسرائيل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى