سعيد عريقات : اهتمام إعلامي أميركي بمقابلة السنوار التي نشرت في “يديعوت”الإسرائيلية
سعيد عريقات 5/10/2018
غطت وسائل الإعلام الأميركية باهتمام المقابلة التي رتبتها صحيفة “لاريوبوبليكا” الإيطالية عن طريق مراسلتها “فرانشيسكا بوري” والتي نشرت في صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية حيث نشرت تقارير عن المقابلة في عدد من الصحف الأميركية بما فيها صحيفة “نيويورك”تايمز التي نشرت تقريرا مفصلا عن المقابلة تحت عنوان “مع تصاعد التوترات مع إسرائيل، حماس تدعو إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
وتقول إيزابيل كيرشنر التي أعدت التقرير أن رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار ، “دعا خلال مقابلته النادرة مع صحيفة إسرائيلية إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل، واصفاً ذلك بأنه “فرصة تاريخية للتغيير”.
وبحسب الصحيفة فإن مقابلة السنوار هي “عبارة محاولة (من حماس) للتحدث مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي، ليخبرهم إنه لا يريد الحرب مع إسرائيل حتى بينما يستعد الجانبان للتصعيد على طول حدود إسرائيل المضطربة مع غزة”.
وبحسب الصحيفة فإن السنوار قال في المقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت إن “نشوب حرب جديدة ليس في مصلحة أحد، وبالتأكيد ليس في مصلحتنا… الحرب لا تحقق أي شيء”.
وفي الوقت نفسه، “حذر السنوار في مقابلته التي تأتي في وقت تتزايد فيه التوترات بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، من أنه في ظل الظروف الحالية، فإن انفجار الأزمة هو أمر لا مفر منه”.
وتدعي الصحيفة “لقد نظمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تظاهرات أسبوعية على طول الحدود الإسرائيلية خلال الأشهر الستة الماضية احتجاجاً على الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية الفقيرة، وللمطالبة بالعودة إلى أراض واقعة داخل ما يعرف الآن بإسرائيل، ولكنه ومع تضاؤل عدد المشاركين والاهتمام الدولي خلال الأسابيع الأخيرة، قامت حماس بتصعيد أنشطتها من خلال تشكيل وحدات خاصة لتوسيع الاحتجاجات”.
وتلفت الصحيفة إلى أنه خلال يوم الجمعة الماضي، (28/9/2018) كان اليوم الأكثر دموية في الاحتجاجات منذ شهور، “حيث أطلقت القوات الإسرائيلية النار على سبعة فلسطينيين وقتلتهم، وفقاً لوزارة الصحة بغزة، من بينهم صبيان يبلغان من العمر 12 عاماً و14 عاماً، في حين قال الجيش الإسرائيلي إن مثيري الشغب قاموا بتخريب البنية التحتية الأمنية، وحاولوا التسلل إلى إسرائيل وألقوا أكثر من 100 قنبلة يدوية وعبوة ناسفة باتجاه السياج الحدودي والجنود الإسرائيليين”.
يشار إلى لأن حيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر غزة صرح الخميس/ 4/10/18 إنه سيرسل تعزيزات “واسعة النطاق” للمنطقة في الأيام القادمة لمواصلة ما أسماه بـ”سياسة حازمة لإحباط النشاط الإرهابي ومنع عمليات التسلل” إلى إسرائيل، فيما حذر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو حركة حماس من أن أي هجوم على إسرائيل سيكون “خطًأ فادحاً للغاية”، قائلا في مؤتمر صحافي في القدس مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “سيكون ردنا قاسياً للغاية”.
ويرى محللون في واشنطن أن مقابلة السنوار كمحاولة أخيرة “لمناشدة الشعب والحكومة الإسرائيليين بتخفيف الحصار على القطاع الساحلي الفلسطيني، الذي يُفرض بمساعدة مصر، والعمل نحو إعلان هدنة يشوبها الاستقرار من أجل تفادي خطر التصعيد الحاد لأعمال العنف” بحسب مركز ويلسون للأبحاث.
يشار إلى السنوار قال في مقابلته إن مسؤولية المصاعب الشديدة التي يعاني منها المواطنين الفلسطينيين في غزة البالغ عددهم مليوني نسمة “تقع على عاتق أولئك الذين أغلقوا الحدود، وليس أولئك الذين حاولوا إعادة فتحها”.
بدوره أصدر مكتب يحيى السنوار ، رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة ، توضيحا حول الحوار الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وأوضح مكتب السنوار، الخميس ( 4/10) ، أن الصحفية تقدمت بطلب رسمي للقاء رئيس حركة “حماس” في غزة لصالح صحيفتي “لاريبوبليكا” الإيطالية و”الغارديان” البريطانية.
وذكر أن تحريات الإعلام الغربي في الحركة أثبتت أن الصحفية ليست إسرائيلية.
وأكد المكتب أنه لم تكن هناك مقابلة مباشرة مع الصحفية المذكورة، بل أرسلت الأسئلة وتم الإجابة عنها، فيما التقطت صورة لصالح اللقاء فقط، معربا عن أسفه لعدم احترام الصحفية مهنتها.
وأضاف “على ما يبدو فقد باعت الصحفية اللقاء لصحيفة يديعوت أحرونوت”، مشيرا إلى أنها حرفت بعض المضامين ليبدو اللقاء وكأنه تم لصالح صحيفة إسرائيلية.
ولفت مكتب السنوار إلى أنه يحتفظ بحقه في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.