ترجمات أجنبية

ستراتفور –  هكذا تتفاعل دول العالم مع عدم اليقين حول نتائج الانتخابات الأمريكية

ستراتفور –  5/11/2020

بدا رد الفعل العالمي على الفروق الأولية في انتخابات الرئاسة الأمريكية صامتا إلى حد ما؛ حيث تنتظر الحكومات النتائج النهائية. لكن من المتوقع أن تبدأ بيانات الدعم أو التحذير في الظهور في نهاية الأسبوع عندما يمكن للدول تقييم احتمالية نشوب معارك قانونية مطولة بشأن النتائج المتنازع عليها. 

في غضون ذلك، حللت  موقع “ستراتفور” الامريكي ،   الردود حتى الآن من كل منطقة، جنبا إلى جنب مع ردود الفعل المتوقعة من البلدان على النتيجة النهائية، بناءً على مراجعة لوسائل الإعلام المنشورة.

أوروبا

تفاعلت حكومات ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة بحذر شديد مع النتائج الأولية للانتخابات الأمريكية، وتعهدت بأن تواصل بلدانهم التعاون مع الولايات المتحدة بغض النظر عن الفائز.

إذ قال متحدث باسم الحكومة الفرنسية، الأربعاء، إن “فرنسا ستعمل مع الرئيس الأمريكي الذي يتم انتخابه”. وغرد وزير الخارجية البريطاني إن “علاقات المملكة المتحدة والولايات المتحدة في حالة جيدة، ونحن على ثقة من أنها ستنتقل من قوة إلى قوة أيًا كان المرشح الذي يفوز في الانتخابات”. وقال وزير المالية الألماني، “أولاف شولتز”، إن الولايات المتحدة “ستكون شريكا مهما لنا بغض النظر عن كيفية سير الانتخابات”. كما أثار رئيس الوزراء السلوفيني “يانيز جانسا” بعض الجدل بعد أن هنأ “دونالد ترامب” على فوزه في الانتخابات.

ورأى المتحدث باسم رئيس المفوضية الأوروبية “إريك مامير” أن تنتظر حكومات الاتحاد الأوروبي حتى ظهور النتائج الرسمية قبل الإدلاء بأي تصريحات. وينقسم الاتحاد الأوروبي داخليا بشأن النتيجة المرجوة من الانتخابات؛ حيث تميل دول أوروبا الغربية إلى دعم نائب الرئيس الأمريكي السابق “جو بايدن” بينما تميل دول الشرق إلى دعم “ترامب”. 

وتأمل المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء الكبيرة مثل ألمانيا وفرنسا أن يفوز “بايدن” بالرئاسة؛ حيث يتوقعون تهدئة النزاعات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. كما تأمل بروكسل وبرلين وباريس أيضًا أن تتراجع إدارة “بايدن” عن قرار “ترامب” بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ. 

وفي المقابل، فإن دول وسط وشرق أوروبا مثل بولندا والمجر تدعم “ترامب”؛ لأنها طورت علاقات وثيقة مع البيت الأبيض على مدى السنوات الأربع الماضية. كما أن “ترامب” ينتقد خط أنابيب الغاز الطبيعي “نورد ستريم 2” بين روسيا وألمانيا، ووعد بوجود عسكري أمريكي أكبر في بولندا، وهو أمر أعرب القادة البولنديون سابقا عن مواقف إيجابية تجاهه.

ومن المحتمل أن يؤدي فوز “بايدن” إلى تغيير نهج الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا مثل الصين؛ حيث ستسعى إدارة “بايدن” إلى التعاون بشكل أكبر مع القوى الأوروبية ضد النفوذ الصيني بدلا من الأحادية التي كان ينتهجها “ترامب”، في حين ستزداد الضغوط لتعزيز الانفاق على “الناتو”. 

وتعتبر المملكة المتحدة استثناءً من أوروبا الغربية؛ لأنها تعتقد أن حكومة “ترامب” ستكون أكثر احتمالا من إدارة “بايدن” للوصول إلى اتفاقية تجارة حرة مع لندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

آسيا والمحيط الهادئ

يرى القادة الصينيون استمرار التحديات سواء مع فوز “ترامب” أو “بايدن”، بالنظر إلى اتجاه الحزبين نحو مواجهة الصين. وإذا كانت هناك فترة ولاية ثانية لـ”ترامب”، فإن بكين تخشى إعادة تكثيف الحرب التجارية، بينما تتوقع القيادة الصينية مع “بايدن” أن تنظم واشنطن حملة أقوى متعددة الأطراف لمواجهة صعود الصين. وستكون هناك فرصة أمام بكين لمتابعة أجندتها الإقليمية بحرية أكبر في حال كانت هناك فترة طويلة من تركيز الولايات المتحدة علي الداخل بسبب الاضطرابات الاجتماعية حول الانتخابات.

وفي الصين، امتنعت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة إلى حد كبير عن التعليق على نتيجة الانتخابات الأمريكية مع اشتداد حدة السباق. كما امتنعت عن انتقاد أي من المرشحين بدافع الخوف من اتهامهما بمحاولة التأثير على النتيجة. فيما ركزت صحيفة “جلوبال تايمز”، التي تديرها الدولة، انتقاداتها على التحذيرات من اتجاه نحو “التعصب السياسي” ومن احتمالية اندلاع أعمال شغب في الولايات المتحدة، في محاولة للإشارة إلى أن “النظام السياسي الصيني أكثر تحضرا”.

ومع ذلك، يبدو أن القوى الإقليمية المتصارعة مع الصين تفضل فوز “ترامب”؛ حيث يتمنى المعسكر “المؤيد للديمقراطية” في هونج كونج ولاية ثانية لـ”ترامب”. ويبدو أيضا أن تايوان تفضل فوز “ترامب” بالنظر إلى تركيز الإدارة القوي على صفقات الأسلحة والزيارات الرسمية والدعم الدبلوماسي لتايبيه.

ولم تصدر كوريا الجنوبية بعد بيانات تعكس رؤيتها الحالية. لكن سيول كانت حذرة إلى حد ما من فوز “ترامب”، بالنظر إلى تركيزه على إعادة النظر في التوافق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وعلى وجه التحديد، محاولات “ترامب” لزيادة مساهمات سيول بشكل أكبر في الحفاظ على الانتشار الدفاعي الأمريكي في كوريا الجنوبية.

تعهد “بايدن” بالفعل بعدم استخدام مستويات القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية للمساومة مع سيول. ومع ذلك، فإن إدارة “ترامب” الثانية قد تمنح كوريا الجنوبية مزيدا من الأمل في تحقيق اختراق في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، بالنظر إلى نهج “ترامب” الشخصي للتواصل.

وتشير خبرة اليابان الطويلة في التعامل مع تقلبات السياسة الأمريكية إلى أن طوكيو ستنجح في العمل مع “ترامب” أو “بايدن”، وستحاول الاستفادة من ذلك في موازنة العلاقات مع الصين. على سبيل المثال، انتهى الضغط التجاري لإدارة “ترامب” على اليابان باتفاقية تجارية مقبولة للطرفين تتجنب الرسوم الجمركية الباهظة.

وفي كل الأحوال، تواجه اليابان درجة من عدم اليقين في العلاقة المستقبلية مع واشنطن، بالنظر إلى النهاية المفاجئة لفترة رئيس الوزراء “شينزو آبي” في منصبه. وقد دفع هذا رئيس الوزراء الجديد “يوشيهيدي سوجا” إلى إعادة تشكيل العلاقة الشخصية الوثيقة التي تمكن “آبي” من تكوينها مع الولايات المتحدة.

كما هو الحال مع كوريا الجنوبية، ستستفيد اليابان إلى حد ما من إدارة “بايدن” أيض؛ نظرا لتركيزها المحتمل على التحالفات متعددة الأطراف لمواجهة صعود الصين.

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

علق الرئيس الإيراني “حسن روحاني” في 4 نوفمبر/تشرين الثاني بأن سياسات الإدارة المقبلة مهمة لطهران، وليس من يفوز في الانتخابات. وأكد “روحاني” أيضا أن إيران تتخذ قراراتها الاقتصادية بصرف النظر عن من هو الرئيس الأمريكي، وهو ما يتماشى مع دفاع إيران عن سيادتها في مواجهة الضغوط الأمريكية.

ولا يزال مستقبل العلاقات الأمريكية التركية يشكل مسألة كبيرة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط؛ حيث تعرضت الحكومة التركية مؤخرا لانتقادات من الكونجرس الأمريكي بسبب بعض تحركاتها في السياسة الخارجية وخاصة في ملف شرق البحر المتوسط وسوريا وليبيا. وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني، أكد وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” أن بلاده ستعمل عن كثب مع من يفوز في الانتخابات وأن بلاده تتمتع بعلاقة جيدة مع الحكومات الأمريكية السابقة بقيادة كل من الجمهوريين والديمقراطيين. وشدد “جاويش أوغلو” أيضا على مدى انقسام المجتمع الأمريكي حاليا بشأن الانتخابات والقضايا الثقافية والاقتصادية الأخرى.

من جهة أخرى، تمتعت الحكومة المصرية بعلاقة وثيقة مع إدارة “ترامب”، بينما هدد الديمقراطيون في الكونجرس بشكل متزايد بفرض قيود على المساعدات الأمريكية لمصر ما لم تلتزم القاهرة بحماية أقوى لحقوق الإنسان. وتماشيا مع هذا السياق، تكشف التغطية الإخبارية المصرية للانتخابات والتعليقات مجهولة المصدر من مسؤولين بالحكومة المصرية لم تذكر أسمائهم عن تفضيل لانتصار “ترامب”، لكن القاهرة لم تدل بأي تصريحات رسمية بعد.

وتبدو إسرائيل حريصة على الحفاظ على علاقتها الشاملة مع الولايات المتحدة بغض النظر عن رئيسها القادم، ولا تريد الانحياز علانية لأي من المرشحين بشكل يسبب ضررا للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية. وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول، وخلال مكالمة هاتفية للاحتفال بتطبيع إسرائيل مع السودان، تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” طلب “ترامب” الاعتراف بمسؤوليته الشخصية عن القوة الحالية للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

جنوب آسيا

لم تعلق الهند بعد على الانتخابات؛ حيث ربما يقدر رئيس الوزراء “ناريندرا مودي” أن جهود واشنطن لتعزيز العلاقات الأمريكية الهندية ستستمر بغض النظر عن من يجلس في البيت الأبيض. ومع ذلك، اعتبرت وسائل الإعلام الهندية أن البيت الأبيض في عهد “بايدن” لن يؤدي إلى تدهور علاقات الهند والولايات المتحدة.

ويجادل أولئك الذين يفضلون فوز “بايدن” بأنه سيعزز قدرة المواطنين الهنود للحصول على التأشيرات وإزالة القيود التي وضعها “ترامب” في عملية البطاقة الخضراء الأمريكية. علاوة على ذلك، مع احتمال عودة الاتفاق النووي الإيراني إلى الأجندة في ظل إدارة “بايدن”، قد يكون للهند أيضا طرقا اقتصادية جديدة مع إيران وسط التخفيف المحتمل للعقوبات الأمريكية. 

وفي وسائل الإعلام الهندية، جادل مؤيدو “ترامب” بأن فوز الجمهوريين سيكون مفيدا للهند؛ بسبب موقف الحزب المتشدد ضد الصين. كما يشعر بعض مؤيدي “مودي” بالقلق من أن وجهات نظر “بايدن” القوية بشأن قضايا حقوق الإنسان يمكن أن تعرض بعض سياسات “مودي” للخطر، لا سيما في كشمير.

الأمريكتان

لا تزال البرازيل هي أبرز دولة استثنائية عن العالم؛ حيث عزز الرئيس “جايير بولسونارو” سمعته كحليف داعم بلا خجل لـ”ترامب”. ومع ذلك، التزم غالبية نظراء “بولسونارو” الإقليميين الصمت أثناء محاولتهم تقييم كيفية تأثير الانتخابات على السياسات الأمريكية في أمريكا اللاتينية. 

وبعد التزام الصمت ليلة الانتخابات الأمريكية، أكد “بولسونارو”، صباح الأربعاء، أنه يأمل في أن ينتصر “ترامب”. كما انتقد “بايدن”؛ لتدخله مرتين في الشؤون البرازيلية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمخاوف البيئية في منطقة الأمازون.

ويعتبر الرئيس البرازيلي معادٍ للصين نظريا، بالرغم أن الدولة الآسيوية هي أكبر شريك تجاري لها. لكن خسارة “ترامب” ستجبر رئيس البرازيل على موازنة عداوته تجاه كل من الصين و”بايدن”.

ويبدو أن الأمريكيين الكوبيين والفنزويليين في الولايات المتحدة، وخاصة في فلوريدا، تأثروا إلى حد ما بأن إدارة “بايدن” ستكون ضعيفة تجاه الأنظمة في كوبا وفنزويلا.

أوراسيا

اعتبر السياسيون ووسائل الإعلام الروسية أن الولايات المتحدة منقسمة أكثر من أي وقت مضى، لكنهم أكدوا أن موسكو مستعدة للعمل مع أي من الرئيسين المحتملين. وأكدت روسيا، التي احتفلت بيوم “الوحدة الوطنية”، الأربعاء، على وحدة الأمة الروسية في مقابل المجتمعات المنقسمة في الخارج. 

كما كان هناك إجماع على أنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع أي تغييرات للأفضل بغض النظر عن المرشح الفائز. 

وقال أحد المشرعين والشخصيات المؤثرة في السياسة الخارجية الروسية، “كونستانتين كوساتشيف”، إن التدخل الأجنبي لم يستخدم بعد كذريعة من قبل أي المرشحين. ومن المحتمل أن يكون تصريحه سابقا لأوانه نظرا لأن مكتب التحقيقات الفيدرالي قال مرارا وتكرارا إن روسيا تتدخل في انتخابات عام 2020، وأن الولايات المتحدة نفذت عمليات إلكترونية استباقية ضد الجهات الفاعلة الروسية والإيرانية لمنع التدخل في الانتخابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى