سامي بيرتس يكتب – قائمة الفقر في اسرائيل
هآرتس/ ذي ماركر 16/10/2018، بقلم : سامي بيرتس
ما هو معدل الفقراء في اسرائيل؟ سؤال جيد. ولكن سؤال أكثر جودة منه هو: “كم فقرا تريدون اليوم؟”. حسب التقرير الذي نشره أول أمس قسم الاقتصادي الرئيس في وزارة المالية، فانه عندما يأتي هذا الى الفقر في اسرائيل، فان هناك معطيات تتناسب مع كل واحد. من يرغب في أن يثبت أن معدلات الفقر هنا معقولة أو محتملة أقل، سيجد ما يطلبه؛ ومن يسعى الى أن يصرخ بمعدلات الفقر المخيفة والادعاء بأن كل اسرائيلي ثالث هو فقير – سيجد هو ايضا ما يطلبه في القائمة.
ترتبط هذه المشكلة بالطبع بروائع الاحصاءات وبسؤال من هو الفقير. فتحليلات المالية تدخل الى البحث عن الفقر مسألة القياس: هل جدول الفقر يجب أن يقوم على اساس الدخل أم على اساس الانفاق.
في تقرير الفقر لمؤسسة التأمين الوطني – يتم القياس وفقا للدخل. هكذا بحيث أن الشخص في اسرائيل هو فقير حين يكون دخله يصل حتى 50 في المئة من الدخل الاوسط. وحسب هذا الجدول، فان الفقر في 2016 يتمثل بدخل شهري بمعدل 2.612 شيكل للفرد، في العائلة من شخصين – ما أدى الى معدل فقراء 21.9 في المئة من النفوس في اسرائيل.
تركز فحص الاقتصادي الرئيس في 2002 – 2016، على مقياسين اثنين: الدخل والانفاق. القياس وفقا للانفاق جاء لاعطاء جواب للانحرافات التي في الفحص حسب الدخل. فمستوى دخل الانسان يتغير في فترات معينة، وبالتالي فان فحص معدل الفقر حسب مستوى الانفاق يصف بشكل افضل فقر الانسان.
محاولة التقليص تخلق أثرا معاكسا
تفيد النتائج بفجوة كبيرة بين طريقتي القياس. في الفترة التي فحصت، كانت معدلات الفقر حسب الدخل في اسرائيل تتراوح بين 18.1 و20.6 في المئة، أما معدلات الفقر حسب النفقات فتتراوح بين 13.1 و14.7 في المئة. بالحدس يمكن أن نشرح الفجوة من خلال المداخيل غير المبلغ عنها، أو ما يسمى “المال الاسود”. ويتناول تحليل المالية ذلك بتلميح طفيف، في تحليل الفجوة بين جداول الفقر في اوساط السكان العرب.
وبشكل غريب تماما، في التقرير الذي يحلل ويميز بين الجماعات المختلفة لم يجر فحص محدد للوسط الاصولي، حيث معدلات الفقر عالية على نحو خاص. في المالية يدعون أن سبب ذلك هو مشكلة فنية، ترتبط بالتحليلات التي لديهم في المقارنة مع معطيات التامين الوطني.
ولكن التقرير يحلل بالفعل معدلات الفقر في المجتمع العربي: ففي الحساب حسب الدخل، فان معدل الفقر في اوساط السكان العرب هو 49.2 في المئة. ولكن في الحساب وفقا للنفقات فان معدل الفقراء العرب هو 25.3 في المئة فقط. وفي المالية يعللون الفجوة الكبيرة بمسألة التبليغ عن الدخل الحقيقي، وبالتوقعات لكسب أجر أكبر في المستقبل. مهما يكن من أمر، في كل حالة من معدلات الفقر العالية هذه مطلوب جواب على سؤال كيف ينجح الناس في انهاء الشهر. عندما يأتي هذا للعرب، فان الجواب الذي ينشأ عن المعطيات هو: “نتدبر”، أو على الاقل جزء من الفقراء حسب معطيات الدخل ينجحون في ابقاء الرأس فوق خط الفقر عندما يأتي هذا للنفقات والاستهلاك.
كما أسلفنا، فان الوسط الاصولي لم يفحص. ولكن في التقرير وجد تحليل للعائلات التي لديها اربعة اطفال فأكثر. في هذا التحليل ايضا تتبين فجوة هامة، مع معدل فقر 49.8 في المئة، وفقا لمستوى الدخل، مقابل 35.4 في المئة وفقا لمستوى الانفاق. هنا ايضا، مطلوب تفسير للفجوة بين الجداول وللسؤال كيف ينهون الشهر. مال اسود؟ تلقي دعم خارجي؟ كل الاجوبة يمكن أن تكون صحيحة.
يحاول قسم الاقتصادي الرئيس أن يعرض زاوية مختلفة، قد تكون بالحد الادنى، لمعدلات الفقر الحقيقية في اسرائيل. ويمكن لتقريره أن يكون تحت عنوان “قد لا يكون لدى الناس مال – ولكن لديهم ما يأكلونه”.
ولكن في هامش التقرير يظهر معطى مشوق من شأنه أن يخلق بالذات الانطباع المعاكس لذاك الذي حاولوا عرضه في المالية، والاشارة الى أن معدلات الفقر الحقيقية في اسرائيل أعلى حتى مما اعتقدنا.
السبب في ذلك هو طريقة الحساب. في اسرائيل، الفقير هو من دخله هو نصف الأجر الاوسط؛ ولكن في اوروبا دارج استخدام جدول آخر، بموجبه الفقير هو من دخله هو 60 في المئة من الاجر الاوسط. والامر يغير معدلات الفقر دراماتيكيا.
هكذا مثلا، في 2010 كان معدل الفقر بتعابير الدخل وفقا للطريقة الاسرائيلية 19.8 في المئة، ووفقا للطريقة الاوروبية – 30.2 في المئة؛ أما بتعابير النفقات، فمعدل الفقر حسب الطريقة الاسرائيلية فقد كان في حينه 14.7 في المئة فقط، مقابل 22.9 في المئة حسب الطريقة الاوروبية.
في التامين الوطني يشرحون بأن “ايقاف خط الفقر عند 50 في المئة من الاجر الاوسط مقبول في كل المقارنات التي تجريها الـ OECD، ولكن في دول معينة يستخدمون احيانا 60 في المئة”. في الطريقتين فان اسرائيل توجد في قمة الدول مع معدل الفقر الأعلى