ترجمات عبرية

زهافا غلئون / هل جمعت الغسيل الوسخ لوحدك

هآرتس – بقلم  زهافا غلئون  – 2/8/2018

تحقيقات الشباك مع نشطاء اليسار ليست شيئا جديدا. في العام 2007 اعلن يوفال ديسكن، رئيس الشباك في حينه، أن محطة الخدمة تعتبر تقويض يمكنه أن يشمل ايضا السعي لتغيير قيم الدولة الاساسية وأن الشباك يعتبر أن لديه الصلاحية لمتابعة نشاطات سياسية مشروعة واستخدام ادوات لجمع المعلومات الاختراقية من اجل ذلك. ولكن الاشهر الاخيرة تثبت أن ما كان في 2007 سبب للقلق تحول في 2018 الى ممارسة مقبولة، تمنع الخروج من البلاد أو الدخول اليها: “هل جمعت وحدك؟ وهذا الغسيل الوسخ أين تنوي غسله؟”.

هذا الاسبوع تم توقيف موريال روتمان – زخار في مطار بن غوريون من اجل “محادثة تحذيرية” بسبب مشاركتها في “نحطم الصمت” و”كل ما تبقى”، وهما منظمتان قانونيتان كل خطيئتهما هي معارضة سياسة الحكومة في المناطق. في الشهر الماضي حظيت بمحادثة ودية يهوديت ايلان لأنها قامت بتغطية قافلة بحرية متوجهة الى غزة لصالح “التلفزيون الاجتماعي”. قبل شهر من ذلك تم توقيف تاليا روبنشتاين التي شاركت في مؤتمر نظمته وزارة الخارجية السويدية.

تحقيق مشابه مر به ايضا ماير كوفلو، يهودي امريكي تبرع بالملايين لاسرائيل لكن في حقيبته عثر على كراسة مشبوهة من فلسطين. “ماذا تنوي العمل مع الامور التي سمعتها اثناء زيارتك في المناطق بعد عودتك الى الولايات المتحدة؟”، سألت المحققة كوفلو في مطار بن غوريون، بجملة تلخص بالضبط هدف هذه “المحادثات”.

“النضال ضد نزع الشرعية” تحول الى مسخ لا يعرف الشبع. توجد له اذرع في وزارة الخارجية وفي الجيش وفي مكتب رئيس الحكومة وفي وزارة الشؤون الاستراتيجية وبالطبع يوجد له قسم في الشباك. هذه مظلة ضبابية تستظل تحتها ايضا المساءلات الاخيرة في مطار بن غوريون. رجال الشباك يستثمرون موارد في “محادثات ودية” مع نشطاء من اليسار باسم محاربة نزع الشرعية، ايضا معارضة سياسة الحكومة تحولت الى امر غير شرعي. نشطاء اليمين يستخدمون المرة تلو الاخرى العنف ضد الفلسطينيين وضد رجال الامن. ولكن في الشباك راضين كما يبدو عن تعاملهم الوهمي مع “تدفيع الثمن”، هكذا بالامكان الاستثمار بمعالجة التهديد الفظيع لـ “مليشيات الغسيل في الخارج”.

“غسل الغسيل الوسخ في الخارج” تحول في اسرائيل الى تهديد وجودي يبيض كل شيء، من تحقيقات الشباك وحتى قوانين كم الافواه الاخيرة. البيت مليء بالغسيل الملوث، لكن محظور غسله. هذا ليس صدفة، الاسرائيليون يحبون الاحتجاج على الدعاية الاسرائيلية، لكن الحديث يدور عن نجاح كبير. المشروع الاسرائيلي هذا نجح في الدفاع عن 51 سنة من الاستبداد في المناطق، في الوقت الذي كانت فيه اذرع الدولة غارقة في سرقة اراضي الفلسطينيين. ورغم ذلك فان الحد الاعلى الذي تحصل عليه اسرائيل في الساحة الدولية هو بضعة تنديدات ليس لها تأثير. اذا كان الامر هكذا فما العجيب في أن تسمح الجهات الامنية الاسرائيلية لنفسها بالتحقيق مع معارضين سياسيين؟.

بنايت ستارتي، أديب وكاتب صحفي روماني، كان مؤيد متحمس للثورة الشيوعية الى أن رأى في زيارة للاتحاد السوفييتي كيف يبدو عن قرب. عندما طرح تحفظات أجابه شخص ما بأنه لا يمكن تحضير عجة بدون كسر عدة بيضات. “جيد” أجاب ستارتي، “لقد رأيت البيض المكسور، الآن أين عجتك؟”. الكثير من البيض تم كسره من اجل الاستيطان، وكل ما حصلنا عليه هو عجة صغيرة نتنة ومسممة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى