زهافا غلئون / ليسوا شركاء، على الأكثر عملاء
هآرتس – بقلم زهافا غلئون – 9/8/2018
“الدروز لم يتجرأوا في أي يوم على رفع رؤوسهم هكذا“، هذا ما كتبهفي هذا الاسبوع في تويتر عكيفا لام، المتحدث بلسان عضو الكنيست موتييوغف ومن مؤسسي القناة 20. عشرات الآلاف وصلوا الى ميدان رابين،ضباط اعلنوا عن الاستقالة، المراسل رياض علي تقريبا بكى اثناء البث، لكنبالتحديد هذه التغريدة القذرة نجحت في كسر قلبي.
رئيس الحكومة تمت اهانته لأنهم “مسوا بشرفه“، نتان ايشل ارسلهمالى سوريا ونفتالي بينيت حذر بأن “الطائفة يمكنها أن تخرج من الاجماعالاسرائيلي“. الدروز تحولوا الى هدف بقدر من النجاعة، الذي من السهلتقريبا نسيان حول ماذا يدور هذا الصراع. الدروز لم يطلبوا حقوق خاصة. ولم يطالبوا باستقالة بنيامين نتنياهو، فقط طلبوا ادخال كلمة واحدة الىقانون القومية وهي “مساواة“.
بعد كل هذه التفسيرات والتظاهر بأنهم على حق، من المهم رؤية حولماذا قررت الحكومة أن تشن حرب ضد مواطنيها. مساواة، كلمة تتكرر، تظهرجيدا في وثيقة الاستقلال، تزين جهود الاعلام، لكن الكلمة التي كتبت فيالقانون يوجد لها معاني قانونية ايضا. وهنا يتوقف التزام الحكومة.
قانون القومية هو التسلل النهائي لاسرائيل الى نظام الطبقات الذيحافظت عليه في السابق. يمكن أن نفهم اهانة الدروز. لقد ارسلوا اولادهمللموت من اجل كيرم نبوت واكتشفوا أنهم بالنسبة لليمين ليسوا شركاء. علىالاكثر هم عملاء. ايضا يمكن فهم لماذا كثير من المواطنين العرب لم يهتمواحتى بأن يشعروا بالاهانة. من اجل أن تشعر بالاهانة يجب أن تتوقع. التفسير الرسمي للقانون هو بالطبع، الصهيونية. وطن قومي للشعباليهودي، شرح نتنياهو. ولكن الصهيونية غير مندهشة من وثيقة استقلالاسرائيل. وأنا أجد صعوبة في أن آخذ علامة في اليهودية ممن نجح في أنيتخاصم مع “يد واسم” مرتين.
بالنسبة لرئيس الحكومة فان القانون هو فقط مجرد مناورة انتخابية. وبالنسبة للبيت اليهودي فان كلمة السر هنا هي “قرار محكمة العدل العليافي قضية قعدان“. في حلم الضم اضيف مئات آلاف الفلسطينيين لسكاناسرائيل، وفي البيت اليهودي لا يريدونهم في مستوطناتهم ومدنهم. هم منشأنهم أن يمسوا ايضا شيء آخر. اسرائيل تلزم مواطنيها اليهود بأنيتطلقوا في الحاخامية، ليست لديها مواصلات عامة في ايام السبت وهيتمول طلاب المدارس الدينية ونظامين للتعليم الديني. اذا لم يكن هذا يهودياكافيا لفتاة، فأنا اخاف أن اسأل ماذا يعني يهودي. ولكن هذا مجرد لفتانتباه بالطبع. قرار محكمة قعدان نص على أن تأجير ارض لليهود فقط هوتمييز ممنوع. هذا حدث في العام 2000، ولم نر منذ ذلك الحين تدفقللمواطنين العرب نحو البلدات اليهودية. اذا لماذا هذا الخوف الكبير؟ الجوابهو أن قانون القومية ليس مجرد نسخة عن منطق النظام العسكري فيالمناطق، بل هو يهدف الى بداية بناء القاعدة الاساسية القانونية لضمها.
من اجل ترسيخ نظام الضم لا يمكن الاكتفاء بقمع الشعبالفلسطيني، يجب ايضا سحق المعارضة الداخلية في اسرائيل لجهاتانتقادية مثل حراس العتبة – المحكمة العليا، الاعلام، منظمات المجتمعالمدني، الاكاديميا وعالم الثقافة – وسن قوانين غير ديمقراطية مثل قانونالجمعيات، قانون النكبة، قانون المقاطعة وقانون القومية.
في هذا الانقلاب ليس هناك مكان للدروز، الروس المسيحيين، العربوالشركس وكل التنوع الذي يحول الدولة الى ما هي عليه. مسموح لهم البقاء،لكن ينقصهم رفع رؤوسهم. لقد طلبنا يهودية وديمقراطية وحصلنا على بلدةيهودية في غابة.