ترجمات عبرية

زهافا غلئون / علينا ايقاف الجرافات بأجسادنا

بقلم  زهافا غلئون (رئيسة حزب ميريتس)، هآرتس 7/6/2018

حكومة مخلة بالقانون، ثملة بالقوة، ليس لها قلب أو كوابح اخلاقية، تنوي هدم البيوت البسيطة للتجمع البدوي في الخان الاحمر وابقاء 173 شخص بدون مأوى، و150 طالب بدون مدرسة. البدو من الجهالين جاءوا الى هذا المكان بعد أن طردتهم اسرائيل من النقب في الخمسينيات، وطردوا مرة اخرى من الارض التي اقيمت عليها مستوطنة كفار ادوميم. وهكذا وصلوا الى مكانهم الحالي.

بعد 51 سنة اصبحنا غير مبالين بشأن امور مخيفة، ومن يهمه مصير عدد من البدو الذي يعيشون على شارع رقم 1، لكن ليس هناك مفر من تسمية الولد باسمه: هدم بيوت مجتمع كامل هو نقل قسري، ترانسفير، خرق خطير، أي جريمة حرب. وجريمة الحرب يجب ايقافها بأجسادنا.

ابطال القصة يمثلون، كل واحد بدوره، صفة انسانية مرفوضة مختلفة. بدء بالمستوطنين الجشعين الذين قدموا التماس من اجل طرد الجيران البدو ومرورا بوزير الدفاع العنصري ورجال الادارة المدنية والبيروقراطية المنغلقة لهم وضباط الجيش المتوحشين، حتى قضاة محكمة العدل العليا قساة القلوب الذين اساءوا لسمعة المؤسسة التي يعملون فيها. أي حظ جميل للمستوطنين الذين عضو الكنيست من قبلهم موتي يوغف لم يكد يصعد بالجرافة على المحكمة العليا، قبل أن يقضي أنه يمكن ارسال الجرافة الى الفلسطينيين. وفوق الجميع تحلق روح دونالد ترامب الشريرة، التي تدفع الحكومة الى تطبيق احلامها المسيحانية المثيرة للاشمئزاز.

اليمين الاستيطاني بزعامة بنيامين نتنياهو يحاول أن يطرد من غور الاردن ومن جنوب جبل الخليل ومن ميشور ادوميم الفلسطينيين الذين يعيشون هناك. حتى الآن امتنعت اسرائيل عن تنفيذ ترانسفير دفعة واحدة. وأن تصدر اوامر للجيش بالقيام بتحميل عشرات آلاف الفلسطينيين في الشاحنات. صور كهذه كانت ستثير انتقاد اكثر من اللازم. وهكذا ينفذون ذلك قطرة قطرة، عن طريق التنكيل المحسوب. اسرائيل خلقت في المجتمعات الواقعة تحت سيطرتها شروط حياة غير محتملة للسكان للفقراء والمحتاجين، هدمت بيوتهم وصادرت معداتهم الزراعية وارسلت الجنود لتدمير الحقول بتدريبات عسكرية ومنعت ربطهم بشبكات الكهرباء والمياه وكل ذلك من اجل أن يغادروا ويذهبوا الى مكان آخر.

ولكن مع الأكل جاءت الشهية. في واشنطن يعطون الموافقة بالغمز. ويمكن زيادة الوتيرة. افيغدور ليبرمان يضغط على دواسة الترانسفير وهو ينوي تدمير بلدات كاملة بمرة واحدة، في سوسيا في جنوب جبل الخليل وفي الخان الاحمر. يجب التوضيح أنه اذا دمروا بيوت هذين التجمعين الكبيرين فسينفجر السد واسرائيل ستنفذ الترانسفير بسهولة لعشرات التجمعات الصغيرة، التي تضم عائلة أو عائلتين.

إن ذريعة الهدم هي “بناء غير قانوني”، كما يبدو بناء بدون ترخيص. لكن هذه ذريعة كاذبة وتبرير مرفوض لأن الادارة المدنية لا تعطي للفلسطينيين رخص للبناء، وهكذا يتم شق الطريق لتدمير بيوت عشرات آلاف الفلسطينيين من اجل “سلطة القانون” وبتوقيع الصلاحية المشكوك فيها للمحكمة العليا.لقد حان وقت صعب يجب فيه الدعوة لعدم الخضوع ومعارضة مصممة. إن التفكير كيف كنا سنواجه اختبارات ظلم عنصري، التي تاريخ الشعب اليهودي مملوء بها، مر بالتأكيد في ذهن كل واحد وواحدة من الجمهور، ولخجلنا، حكومة اسرائيل تحتقر الشعب اليهودي وتستدعي للجمهور اختبار كهذا.

يجب استخدام في هذا الاختبار كل ادوات النضال غير العنيفة بما فيها العصيان المدني ووقف الجرافات. الحكومة انتخبت بصورة قانونية، لكن ليس لديها تفويض لتطبيق جريمة حرب. ليس باسمنا وليس بحمايتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى