ترجمات عبرية

زهافا غلئون / المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي : تم ضبطه وهو يكذب مرتين

هآرتس – بقلم  زهافا غلئون  – 13/12/2018

في الاسبوعين الاخيرين تم ضبط المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي متلبسا بالكذب مرتين. أي كذبة من هاتين الكذبتين لم تذكر في بداية نشرة الاخبار، ربما هذا لأننا لم نتوقع أكثر من ذلك من المتحدث بلسان الجيش، وربما لأنهما تتعلقان بحياة وكرامة فلسطينيين. لا أعرف شيء سيء اكثر من ذلك.

في هذا الاسبوع تم اطلاق النار وقتل محمد حسام حبالي. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي قال إن الجنود استخدموا وسائل تفريق المظاهرات والنار الحية من اجل تفريق اخلال بالنظام. إلا أن توثيق وجده باحثو “بتسيلم” يظهر أن حبالي اطلقت النار على رأسه من الخلف في شارع هاديء لم يكن فيه اخلال بالنظام.

حبالي عمره 23 سنة، وهو مريض نفسي ولديه اعاقة جسدية. في الاسبوع الماضي نفى المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي التقارير عن القاء قنابل غاز وقنابل صوتية على مدرسة في الخليل، فقط من اجل قول شيء ما عندما تبين أن الحادثة تم توثيقها في الفيديو. في المدرسة تم عرض صندوق فيه عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع الفارغة. في مدرسة اساسية يتعلم كما نعرف اولاد في جيل 6 – 12.

نفتالي بينيت المرشح لمنصب وزير الدفاع لم يرد بعد على هذه الاحداث، ضمن امور اخرى، بسبب أنها تثير الضحك من ادعائه الغريب الذي يقول إن الجنود يخافون من المدعي العسكري اكثر مما يخافون من يحيى السنوار. بينيت لم يكتشف أي شيء. هذا الادعاء يتدحرج منذ سنوات في النظام السياسي، وهو يحظى بالتأييد فقط لأنه يبدو أن المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي لا يعرف دوره.

وظيفة المتحدث هي تقديم معلومات موثوقة للجمهور عن نشاطات الجيش. نحن نرسل اولادنا الى الجيش، الذين يعرضون حياتهم للخطر، وبعد ذلك يطلب منهم الذهاب لخدمة الاحتياط، وانفاق اموالهم (الضرائب) على ميزانية الدفاع التي تزداد، رغم أن راتب الجنود في الخدمة الاجبارية أقل من أجر الحد الادنى، هذا الجيش لنا، ليس لديه التفويض من اجل أن يكذب علينا، وبالتأكيد ليس في مجال الحياة أو الموت.

ربما أنهم في مكتب المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي يعتقدون أنهم بذلك يدافعون عن الجنود، إلا انهم لا يفعلون ذلك، إنهم يدافعون عن الجريمة. نحن نرسل الجنود كي يقفوا امام السكان الفلسطينيين وهم يعرضون حياتهم للخطر. يطلب منهم تنفيذ مهمات معقدة أمام مواطنين، الذين القليل من حقوقهم هي جزرة يمكن أخذها من يديهم. وحتى الحق في محاكمة عادلة لا يملكونه. هذا وضع وحشي وليس بالامكان توقع أن لا يولد وحشية، عنف ونهب. هذا مفهوم من تلقاء ذاته. السؤال الوحيد هو لماذا يعتقدون في مكتب المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي أن دورهم هو اخفاء ذلك.

في رد على اقوال بينيت اوضح رئيس الاركان مؤخرا أن “الجيش الاسرائيلي استخدم في السنوات الثلاث الاخيرة في عشرات آلاف الاحداث النار، وتم تقديم جندي واحد للمحاكمة. هناك عشرات التحقيقات، وهذا جيد”. ثلاث سنوات، عشرات آلاف الاحداث، وفقط جندي واحد لم يتصرف كما يجب. امر غريب كهذا يمكن أن يحدث فقط في الجيش الاكثر اخلاقية في العالم.

هكذا يدافعون عن الجريمة، وليس عن الجنود. اذا كان الجنود حقا يطلقون قنابل الغاز على المدارس الفلسطينية فهم لا يفعلون ذلك لأنهم ساديون، بل لأن هذه معايير سيطرتنا العسكرية في المناطق. عندما يخفي الجيش هذا عن الجمهور فان يقول للجنود شيء بسيط: نحن نرسلكم الى مهمات شرطية في اوساط سكان معادين، التي تحتاج الى استخدام العنف اليومي، ونحن من خلفكم. فقط احذروا من أن لا يتم ضبطكم”.

هذه الاكاذيب هي تخلٍ عن الجمهور من اجل ان يكون بالامكان مواصلة ارسال الجنود للخدمة في دولة الظلال في المناطق. وفي نفس الوقت عدم المعرفة، عدم الرؤية، عدم السماع عما يفعلونه هناك. وبالتأكيد عدم معرفة الثمن الذي ندفعه نحن والفلسطينيون بسبب ذلك.

“هدوء، إنهم يطلقون النار”، هذا منذ 51 سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى