ترجمات عبرية

رون بن يشاي / ورقة اللعب بيد نتنياهو وايزنكوت: تماستيعاب التهديد الإسرائيلي في موسكو

يديعوت احرونوت – بقلم رون بن يشاي 24/7/201

وصول وفد روسي من أعلى مستوى تقريبًا للاجتماع برئيس الحكومة بنياميننتيناهو، وزير الجيش أفيغدور ليبرمان ورئيس الأركان غادي ايزنكوت؛ يشيرإلى أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها من قبل نتنياهو وبوتينوكذلكترامب وبوتينكانت فقط مبدئية وبعيدة عن تسوية معظم التفاصيل فيمايتعلق بمستقبل سوريا وهضبة الجولان، التي ما زالت مثيرة للجدل. الأمرالذي ما زال مفتوحًا على المستوى الاستراتيجي هو طلب إسرائيل منعالتواجد والتمركز الإيراني في سوريا على المدى الطويل، أمر آخر هوالترتيبات الأمنية الملحة، حيث ان جيش الأسد بدأ أمس المرحلة الأخيرة منالسيطرة على هضبة الجولان السورية، والمنطقة المحاذية للقنيطرة، التي تقععلى حدود المنطقة منزوعة السلاح مع إسرائيل.

حقيقة أنه لا اتفاقات مفصلة بالنسبة للجولان مزعجة بالنسبة لإسرائيل؛ ولذلكعزز الجيش مؤخرًا من نشاطاته، سواء في منطقة الهضبة أو في عمقسوريا، والهدف: التوضيح للروس والأسد أنه طالما لم يتم التوصل لاتفاقمفصل بشأن الجولان، واتفاق مبدئي لروسيا وسوريا على إبعاد الإيرانيينفي المستقبل البعيد؛ ستواصل إسرائيل تدخلها في سيطرة الأسد علىالهضبة وترد بقوة على أي خرق لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974.

الأخطر من ذلك من ناحية إسرائيل هي حقيقة أن وحدات الجيش السوريتتقدم الآن نحو القنيطرة ونحو مناطق أخرى شمال الجولان السوري، بمافيهم ميليشيات شيعية موالية لإيران، من بينها حزب الله وعدد محدود منرجال الحرس الثوري الإيراني، وهذا يتناقض بشكل مباشر مع الوعود التيقدمها بوتين لنتنياهوويبدو أيضًا للرئيس ترامبفي لقائهما فيهلسنكي.

الفرقة (4) السورية تضم داخل صفوفها أفراد ميليشيات شيعية من العراقوأفغانستان، وكذلك حزب الله، يرتدون زي جيش الأسد، ويندمجون فيصفوفه؛ هذه الحقيقة ليست خفية عن عيون الاستخبارات الإسرائيلية، ويبدوأن هذا كان السبب وراء المكالمة الهاتفية بين نتنياهو وبوتين قبل عدة أيام،وربما حتى لإطلاق صواريخمقلاع داوودنحو صواريخ سورية أطلقت منالغرب للشرق.

الصواريخ السورية من نوعاس. اس 21″ ذات رأس حربي بوزن يصللنصف طن ودقيقة نسبيًا، كانت موجهة كما يبدو لمعقلداعشفي المثلثالحدودي بين إسرائيل، الأردن وسوريا، لكن حسب اتجاه وزاوية إطلاق النارخُيل أنه على وشك أن تسقط في إسرائيل، فقرر قائد وحدةمقلاع داوودأن يعترضها، هو لم يكن يريد أن يخاطر بتفجير صاروخ ثقيل كهذابإسرائيل، لكن يمكن الافتراض بالطبع بأنه تلقى موافقة اعتراض بلا أيّمشاكل، إذ أنه كانت هناك تقديرات في إسرائيل بأن السوريون قد يحاولونالانتقام بعد الهجوم في منطقة حماة قبل يومين، والذي نسب لإسرائيل منقبل الإعلام والسوريين.

وقد يكون هناك سبب آخر، وهو أنه كان مهمًا لإسرائيل التوضيح مرة أخرىبأنها لن تسمح للسوريين بتجاوز اتفاقيات فك الاشتباك لعام 1974، وأيضًاالوعود الروسية الأخيرة بعدم دخول قوات إيرانية أو ميليشيات تعمل بدعمإيراني لهضبة الجولان. الوعد الروسي هدفه ضمان ألا تتدخل إسرائيلبالأسد حين يسيطر على هضبة الجولان وجنوب سوريا على الحدود معالاردن، لكنكما رأوا في إسرائيلالسوريون يحتالون، وإسرائيل لا تنويأن تتجاوز ذلك بالصمت.

كما طلبت إسرائيل السماح للمتمردين السوريين من منظمةفرسان الجولانبالبقاء بالمنطقة منزوعة السلاح بين الحدود الإسرائيلية والسورية في هضبةالجولان، لكن فقط كمنظمة مدنية. أي أنه اتضح في إسرائيل وفي الأركانالعامة بـتل أبيب ان الإيرانيين على ما يبدو يتجاهلون الوعود الروسية،والأسد يسمح لهم بالاندماج داخل جيشه. وفقًا لذلك، يمكن التقدير بأنإسرائيل أعلنت أنها لن تسمح للأسد بالاستمرار بالسيطرة على هضبةالجولان، وهذا ما أتى بوزير الخارجية الروسي لافروف ورئيس الاركانالروسي إلى تل أبيب أمس.

إسرائيل تطلب، فعليًا، ليس فقط استئناف تطبيق اتفاق فك الاشتباك للقواتمن 1974؛ بل أيضًا إعادة قوات الأمم المتحدة التي فرت من المنطقة حينبدأت الثورة ضد الأسد في هضبة الجولان، والأهم من ذلك أنها تصر علىضمانات وأدلة في المنطقة أن يتم تحديدها في اتفاق مفصل وتمنع اقترابميليشيات شيعية تعمل برعاية إيرانية ورجال الحرس السوري من الحدودالإسرائيلية لما بعد 80 أو 100 كيلو متر.

كما طلبت إسرائيل مبدئيًا وفعليًا ألا يكون هناك صواريخ إيرانية في سوريا،ولا منظومات مضادة للطائرات، خصوصًا صواريخ ضد الطائرات، قد تشكلخطرًا على حرية العمل الجوي لإسرائيل في سماء سوريا، لبنان وبالطبع فيسماء إسرائيل. وبالتالي، إسرائيل تطلب إخراج كل التواجد العسكريالإيراني من كل مناطق سوريا، وليس فقط على بعد عشرات كيلومترات منالحدود مع إسرائيل.

بوتين غير مستعد للتعهد

لكن هذا ليس كل شيء، إسرائيل الآن لديها ورقة لعب بيدها: استعدادهاللموافقة على أن يعيد الأسد من جديد حكمه في كل مناطق سوريا، هضبةالجولان وبعد ذلك في جميع مناطق الدولة؛ هذا بشرط ألا يبقى الإيرانيونفي سوريا ويتمركزوا بها عسكريًا لفترة طويلة.

إسرائيل أيضًا لديها طلب بألا يسمح للإيرانيين بأن يسيطروا من خلالالميليشيات العراقية الموالية لهم على المعابر الحدودية بين العراق وسوريا، ممّاسيسمح لهم بالاحتفاظ بممر بري من طهران، مرورًا بالعراق، لسوريا، ومنهناك إلى لبنان. مهم بالنسبة لإسرائيل بشكل خاص أن الإيرانيين ووكلاءهملا يسيطروا على المدينة الاستراتيجيةالبوكمالالتي تقع على نهر الفرات،والتي بالطبع تسيطر على المعبر الحدودي الاساسي بين العراق لسورياوعلى الطريق الرئيسي المؤدي لدمشق.

بوتين لم يكن مستعدًا للتعهد بذلك لنتنياهو باجتماعهما الأخير في موسكو،وكذلك لم يكن مستعدًا لتقديم وعود بذلك لترامب. يبدو أن الرئيس الامريكيلم يدرك جيدًا الخدعة الروسية حين قيل له بأنه حتى روسيا تتطلع لإبعادإيران من سوريا، لكن الأمر في الوقت الحالي غير عملي.

إسرائيل تريد أن تحصل الآنقبل أن تخسر ورقة اللعب أمام الأسد فيهضبة الجولانعلى ضمان مبدئي من سوريا ومن الروس بأنه لن يُسمحللإيرانيين بالتمركز في سوريا، وأن يخرجوا أيضًا من معقلهم فيالبوكمالولا يجرون ترتيبات برية تسمح لهم ليس فقط بتزويد حزب الله؛ بل بإقامةجبهة مستقلة ضد إسرائيل جنبًا إلى جنب مع الميليشيات الموالية لهم ومعحزب الله على أرض سوريا.

وصول وزير الخارجية الروسي ورئيس الأركان الغريب بعض الشيء يعكسأن التهديد الإسرائيلي تم استيعابه جيدًا في موسكو، وذلك لأنه مهم بالنسبةلبوتين أن يسمح للأسد أن ينشر حكمه في كل سوريا كي يكون ممكنًاالتوصل لتسوية سياسية تنهي الحرب الأهلية، ولأن الأسد والنظام السورينفسه معنيون بالسيطرة على الجولان وعلى جنوبي غرب سوريا حتى الحدودمع الأردن، وحتى الحدود مع إسرائيل كدليل يشهد على انتصارهم فيالحرب الأهلية.

إسرائيل (أي نتنياهو ورئيس الأركان ايزنكوت) ستحاول استغلال هذه الورقةعلى أكمل وجه من أجل التوصل لاتفاقات مفصلة مكتوبة، بحيث تكون ملزمةلكل الأطراف وتمنع وضعًا مشابهًا لما هو في جنوب لبنان بعد حرب لبنانالثانية، إذ أن حزب الله خرق الاتفاقات التي وقعت حكومة لبنان عليها وتمركزمسلحًا في القرى المحاذية للحدود. هذا ما تريد إسرائيل أن تمنعه وبناء علىذلك، على ما يبدو، تدار المحادثات مع الروس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى