ترجمات عبرية

رونين بيرغمان – وثائق نووي سرية من طهران

رونين بيرغمان، مقال افتتاحي – 5/9/2018

حصل هذا في منتصف الليلة الاخيرة من شهر كانون الثاني من هذا العام. فقد مكث عملاء الموساد في داخل غرفة الخزنة السرية في ضواحي طهران بينما في قيادة الجهاز يشاهدون العملية بالبث الحي والمباشر. وعندها، اصطدم المقتحمون بمشكلة غير متوقعة.

فلتوهم انهوا من التغلب على البوابات الحديدية الثقيلة، عطلوا جهاز الانذار وفتحوا الخزنات. كانوا يعرفون بانهم يبحثون عن ملفات. ولكن عندها تبين أنه اضافة الى الملفات يوجد شيء آخر: اقراص، الكثير جدا منها . ما العمل؟ هاتوا كل شيء، جاء الامر الذي لا لبس فيه، بما في ذلك الاقراص. في البلاد، عندما بدأ الخبراء يغوصون في تلال المادة، تبين كم هام كان القرار الذي اتخذ في تلك اللحظات المصيرية.

بعد ثمانية اشهر من العملية الجريئة، تنشر “يديعوت احرونوت” قسما من المواد التي جيء بها من طهران، وهكذا تنقسم تفاصيل جديدة عن العملية في داخل طهران، عن الكنز الاستخباري الذي اكتشف فيها وعن الطريقة التي خدعت فيها ايران العالم في ظل نفيها المتواصل من أنها تطور سلاحا نوويا. والعالم صدق.

لقد وثق الايرانيون كل شيء: العتاد، انشاء المصانع والمواقع السرية بل ووثقوا حتى انفسم في اثناء التجارب لصور سلفي مرحة.

حسب مواد الارشيف، بدأ المشروع النووي الايراني العسكري السكري يتبلور في محيط 1992 – 1993. ويثبت الارشيف بالقطع لان الامر لاقامة “مشروع اماد” اصدرته القيادة الايرانية. كما كتب، اسود على ابيض، ان هدف البرنامج هو تطوير خمسة رؤوس متفجرة، قنابل نووية بقوة 10 كيلو طن لكل منها. وتطوير قدرة لتركيب الرأس المتفجر على صواريخ شهاب.

لقد انكشف في الارشيف المرة تل الاخرى في وثائق مفصلة بخط يد  أحد النجوم الكبرى للمشروع النووي، والذي كان عمليا مديره وعقله المدبر: البروفيسور محسن فخي زادا. وحسب منشورات في الصحافة الاجنبية، كان زادا هدفا مفضلا لجمع المعلومات الاستخبارية الاسرائيلية، بل ونظر بعناية في امكانية المس به. هذا لم يحصل والان يحتمل أن يكون هناك من يأسف على قرار ابقائه على قيد الحياة. احيانا تأخذ وثائق النووي طبقا شخصيا: فمثلا في الصور التي عثر عليها في احد الاقراص وتضم واحدا من خبراء النووي الايرانيين، د. مهدي ترنجي ثقيل الوزن فانه يوثق نفسه في موقع التجارب “تلكان 1” وهو بنظارات وقائية للاشعاع في وقفات مختلفة. زملاؤه هم ايضا وثقوا انفسهم في صور سلفي مليئة بالعزة في مواقع تجارب مختلفة، لم يعرف عنها الا بعد حل الغاز الوثائق. ملفات اخرى تتضمن عروضا كثيرة الجهود بتصميمات والوان متعددة، تبرز فيها ايضا لمسة شخصية لرجال النووي الايرانية.

يد خفية، وهناك من يعزونهها للموساد، وصلت الى بعض العلماء التي تذكر اسماؤهم في وثائق الارشيف. بخط يده، يضع د. فريدون عباسي – رفاني، من كبار رجالات البرنامج النووي، وثيقة فنية طويلة لفخري زادا. وهذا يجيب عليه برد مفصل بقدر لا يقل. د. عباسي رفاني هو رئيس كلية الفيزياء في جامعة الامام الحسين في طهران ومحور مركز في البرنامج النووي الايراني. في تشرين الثاني 2010 قتل مغتالون زميله، مجيد شهرياري. مغتال على دراجه قال قتله هو ايضا، حين الصق عبوة صغيرة لنافذته وهو مسافر، وزلكن عباسي نجح في الافلات في اللحظة الاخيرة ونجا.

لاحقة الاستخبارات الاسرائيلية عن كثب “ارشيف أماد”، ومنذ بداية 2017 خططت بعناية للعملية التي وصفها احد المخططين لها بانها كانت على نمط “اوشن 11” على اسم الفيلم الشهير. في معظم عمليات الموساد من هذا النووي، يعمد مقاتلو الجهاز الى الدخول الى المبنى، وتصوير ما فيه من مواد، والخروج دون أن يشعر بهم احد. اما هذه المرة فقد قرر رئيس الموساد يوسي كوهن بانه يجب ان تسرق المادة بذاتها. والسبب هنا مزدوج: تقليص الوقت الذي يتواجد فيه العملاء داخل المبنى، والرغبة في اسرائيل في أن يمنعوا عن الايرانيين امكانية الادعاء بان هذا تزوير ان معلومات مشوهة. وهكذا كان بوسع اسرائيل أن تعرض   الوثائق على الاسرة الدولةة للاطلاع عليها.

في الحملة نفسها شارك على مدى سنتين مئات الاشخاص من كل أقسام الموساد. أما في الاقتحام نفسه فقد تواجد داخل المنشأة اقل من 10 اشخاص.  ولم ينم المشاركون في العملية من الجانب الاسرائيلي على مدى بضع ليال متواصلة، اجتمع فيها الفريق في داخل ايران وأعد العتاد، ونفذ اعمال رقابة ومتابعة في المنطقة، وفي نهاية المطاف، في ساعات المساء من يوم 31 كانون الثاني، وصل الفريق الى منطقة الخزنة. ومع نهاية العملية وخروج كل المشاركين من مدى الخطر اتصل كوهين برئيس الوزراء نتنياهو وبشره: نجحنا.

في الاشهر التي انقضت، طرحت ادعاءات مختلفة في البلاد وفي العالم عن طبيعة عرض المواد التي جمعت في العملية. على هذه  الخلفية، يدوي قول رئيس الموساد كوهين في محفل مغلق: “اسرائيل لم توقع على الاتفاق النووي. الموساد لم يوقع على الاتفاق النووي. انا عندي اتفاق واحد، مع شعب اسرائيل، أتعهد فيه الا يكون للايرانيين قنبلة ذرية. هذا كل شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى