ترجمات عبرية

روغل الفر / في اسرائيل الحرب هي سعادة ونتنياهو يوفر ذلك بسخاء

هآرتس – بقلم  روغل الفر  – 26/8/2018

الاسرائيليون سعداء من حياتهم في اسرائيل. اسرائيل تقع بصورة ثابتة في المكان 11 في سلم السعادة العالمي للامم المتحدة فوق الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا. في ايام الانتفاضة الثانية اعتاد سياسيون هنا الاعلان من حين لآخر “هنا ليس اسكندنافيا”. هذه الحكمة كانت نوع من التفسير الشامل للواقع العنيف الذي يحيط بالمجتمع الاسرائيلي. وكانت مفضلة بشكل خاص على بنيامين بن اليعيزر وشمعون بيرس التي ردداها كلما وضع الميكروفون امامهما.

حقا، الدول الاسكندنافية تقع فوق اسرائيل في امتياز السعادة العالمي. ولكن المكان الـ 11 هو مكان عالي، مدهش. يشار فورا أن هذا المقياس لا يسري على سكان المناطق الخاضعين لسلطة اسرائيل وبالطبع ايضا ليس على سكان قطاع غزة الذين لا تدار شؤونهم اليومية من قبل اسرائيل، لكنها ما زالت تشكل ظروف حياتهم. النتيجة المطلوبة هي أن اليهود في اسرائيل راضين من الفاشية المستمرة، الممنهجة والمتواصلة. يحلو لهم العيش داخل الحاضر الأبدي الذي يقدمه لهم بنيامين نتنياهو. حاضر ليس له أي افق سياسي أو أي مستقبل لحل النزاع – فقط حرب  ابدية مع الفلسطينيين.

نتنياهو لا يقترح أي تطور. هو لا يعرض على سبيل المثال أن يضم المناطق. هو يقترح فقط تجميد الحاضر وتخليده الى الابد. الحفاظ على النظام القائم بما في ذلك كونه في وظيفة رئيس الحكومة. لن يكون هناك أي شيء، كل ما هو موجود الآن هو كل ما سيكون في يوم ما. المستقبل في الاساس غير ممكن، ليس بالامكان التخلص من تطويق الحاضر.

لهذا من المهم ان نناقش انه في اسرائيل الحاضر الابدي هذا والقائم على حرب دائمة ضد الفلسطينيين هو الوصفة السرية للسعادة. المقياس العالمي وجد أنه بين مجمل الاسرائيليين يسود تضامن واضح، تماهي عالي مع الدولة وميل للتكتل – وهي عناصر ضرورية بوجود شعور بالسعادة في اوساط السكان. كما يبدو هذا تكتل مرتبط بوضع الحرب المستمر وهو تكتل غريزي ضد عدو مشترك. هكذا شرح لأمير مندل (14/8) البروفيسور ريتشارد  ليارد من القائمين باستطلاع معيار السعادة. “ما زالت تضخم الشعور العام بالانتماء، وتجربة السعادة، أو الرضى، المرتبطة بالواقع الاسرائيلي”.

بكلمات اخرى، في اسرائيل “وضع الحرب المستمر” هو المفتاح الرئيسي للسعادة البارزة التي يشعر بها الاسرائيليون في دولتهم. الحرب جيدة للسعادة. “تكتل غريزي ضد عدو مشترك” يساهم هنا مساهمة حاسمة في السعادة خلافا لشعار الذي يقول إن الاسرائيليين لا يتوقون للسلام بل للحرب. وضع الازمة الدائمة، الشعور بالتهديد من الخارج، هذا هوالشعور الذي يمنحه نتنياهو للاسرائيليين. لهذا فهم مخلصون له ويحبونه.

نتنياهو الذي منذ 2012 هو التلميذ السياسي لبوتين يفهم كل ذلك. المزيد من السعادة هو يمنح للاسرائيليين. على شكل نزاع ابدي مع ايران – الذي دائما سيحافظ عليه بمنسوب توتر على شفا الحرب بدون تجاوزه وبدون أن يحل التهديد الايراني. ومع الفلسطينيين الذين تحت حكمه سيكونوا رعايا ابديين تحت الاحتلال بدون الحصول على دولة وبدون الانضمام لاسرائيل، وهو وضع يضمن جولات قتالية وانتفاضات الى الابد.

ومقياس السعادة الاسرائيلي بالطبع يتلقى مساعدة من عمليات القتل لحماس وحزب الله والامبريالية الايرانية. الامر الذي يعتبر في نظر الليبراليين المعارضين للاحتلال فاشية وكاسكات للانتقاد وكشرطة على التفكير وكعنصرية وكدمار للديمقراطية، تعتبر في نظر الجمهور كتضامن يهودي جميل وشعور بالانتماء للجماعة. الوضع مدهش هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى