ترجمات عبرية

روغل ألفر – الصهيونية الدينية ستؤدي الى دمار العلمانيين

هآرتس – بقلم روغل ألفر – 16/12/2018

البروفيسور يديديا شتيرن قال إن “الجمهور الصهيوني الديني يدعو الى رؤيا بعيدة المدى، فوق تاريخية، في مركزها رواية دولة اسرائيل هي تجسيد حلم الأنبياء”. على خلفية ذلك، فانه حسب موقفه “الصعوبات في الطريق: ضربة بسيطة في الجناح. التفسير الايماني – الخلاصي لحياتنا السيادية هو تفاؤل متدرج” – (“مكور ريشون”، 7/12).

حسب اقواله هذا التفسير على الصعيد الديني لـ “التميز المتفائل للمتدينين” الذي تم التعبير عنه في معطيات مقياس الديمقراطية الاسرائيلي في 2018. المعطيات تشير حسب اقواله الى “علاقة قوية بين الدين والتفاؤل”، وكبرهان فان نسبة المتدينين الذين يعتقدون أن وضع الدولة جيد أو جيد جدا هو 88 في المئة، ضعف نسبة من يعتقدون ذلك في اوساط العلمانيين. نسبة العلمانيين المتشائمين الذين يعتقدون أن وضع الدولة سيء أو سيء جدا هي 18 في المئة، تسعة اضعاف المتشائمين في اوساط المتدينين.

“هاتان المجموعتان تعيشان في دولة اخرى”، اشار شتيرن واحضر دلائل على التفاؤل العميق لدى المتدينين: 78 في المئة من مصوتي البيت اليهودي يعتقدون أن وضع الديمقراطية جيد أو ممتاز مقابل 26 في المئة من مصوتي يوجد مستقبل و10 في المئة من مصوتي ميرتس. 15 في المئة من مصوتي البيت اليهودي يعتقدون أن قيادة الدولة فاسدة مقابل 67 في المئة من مصوتي المعسكر الصهيوني. الى جانب الدعوة الى “رؤيا فوق تاريخية” فان شتيرن عثر على جذور “التميز المتفائل” للمتدينين لتقديرهم أن “الدولة تجسد حلم السبط الوطني الديني”، و”المكانة المتطورة للصهيونية الدينية في المجتمع الاسرائيلي”، التي تمنحهم الشعور وكأنهم “اصحاب بيت”.

شتيرن قال إن “العلمانيين والصهيونيين المتدينين لا يعيشون في دولة مختلفة”، وليس صحيحا اعتبار المتدينين “متفائلون”. ليس هناك في تاريخ الانسانية شيء لا يستطيع الوجود خارج التاريخ، في البعد فوق التاريخي. كل الكلمات السامية هذه فقط تستهدف القول بلغة اكاديمية نقية بأنه بالنسبة للصهيونية المتدينة، عندما امرأة حامل وجنينها تطلق عليهما النار في مفترق عوفرا، وعندما شباب يهود يلبسون الزي العسكري ويقتلون في المعركة” فان هذا فقط “ضربة بسيطة في الجناح”. وحسب رأيهم الفلسطينيون لا يستحقون حقوق الانسان الاساسية لأنها غير مشمولة في “تحقيق حلم الانبياء”.

جميع مواطني وسكان اسرائيل يولدون داخل التاريخ، ويعيشون داخله مرة واحدة، ويموتون داخله، ويتم جرهم الى هوة الماضي بلا رجعة ويتم نسيانهم هناك. لا يوجد شخص، حتى ولا صهيوني متدين، تربى على الرؤيا بعيدة المدى، فوق التاريخية، يعيش خارج التاريخ. لا يوجد شيء كهذا، تحت – رواية. عند النظر الى مواطني اسرائيل نرى فقط أناس، افراد، يعيشون الروايات الشخصية لهم. لا يمكن رؤية الخالق أو تحقيق حلم الانبياء. عندما يقتل يهودي في عملية فان موته لا يعتبر ضربة بسيطة في جناحه، هذه نهايته. ليس جزء من شبه الرواية، بل نهاية روايته الشخصية. لا يمكن بعثه الى الحياة من خلال تفسير ايماني – خلاصي متفائل.

حقيقة أن المتدينين يقفون على متن “التايتانيك” ويعتقدون أن جبل الجليد ليس سوى ضربة بسيطة في الجناح، وأنه في النهاية سيأتي الخلاص، لا تحولهم الى متفائلين بل الى انتحاريين. المشكلة هي أن تحويلهم الى “صاحب البيت” يحول رؤيتهم الخاطئة للواقع الى تهديد حياة العلمانيين، وتهديد وجودهم. لا توجد دولتان، بل دولة واحدة. محظور على العلمانيين اتباع مقاربة متسامحة مع الصهاينة المتدينين لأن ذلك سيؤدي الى دمارهم، وهم من حقهم حماية أنفسهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى