ترجمات عبرية

ران غولدشتاين – استغلال ساخر للطب لاغراض عسكرية

هآرتس – بقلم  ران غولدشتاين  – 4/12/2018

“بواسطة الخدع تحارب”، هذه المقولة المأخوذة من كتاب الامثال، تحولت الى قاعدة حديدية للكثيرين في جهاز الامن. مع ذلك، هذا الجهاز اخذ ايضا النظرية التي تقول بأنه “توجد قواعد للحرب”. إلا أنه دائما اسرائيل ودول ومنظمات عسكرية اخرى، خرقت هذه القواعد والقوانين. يبدو أنه بالذات في السنوات الاخيرة، اكثر من أي وقت مضى، هناك تآكل في رؤية الجهات الامنية في اسرائيل بخصوص اهمية الحفاظ على القواعد. هكذا فان اعمال كانت في السابق تثير نقاش عام صاخب، تمر الآن بهدوء مصطنع، وهذا كما يبدو يدل على ازالة كل الحواجز في الطريق الى تحقيق الهدف.

ما تم نشره مؤخرا بأن الجيش الاسرائيلي استخدم غطاء منظمة انسانية من اجل تنفيذ عملية عسكرية، يعكس بالضبط هذه الروحية. الحديث يدور عن جزء من نفس التكتيك غير المحكم تماما لاستخدام ساخر لحاجة انسانية لاغراض عسكرية. هذا النشر يأتي بعد بضعة ايام من اتهام الشباك لحماس باستغلال المرضى لاغراض ارهابية.

في جمعية “اطباء من اجل حقوق الانسان”، نحن شهود خلال سنوات كثيرة، على محاولة استخدام الضغط على المرضى من اجل تعاونهم. وفي المقابل، يحظون بالخروج لتلقي العلاج الطبي. الجيش الاسرائيلي والشباك يستخدمان الضغط، وفي المقابل يعرضون عليهم انقاذ حياتهم. في حين أن حماس من ناحيتها قالت إن التعاون سيؤدي الى الاعدام. إن استخدام الطرفين لصحة الاشخاص وحاجتهم هو امر مرفوض يجب أن يتوقف.

إن خطورة تلويث النشاط الانساني بواسطة نشاطات عسكرية واضحة وملموسة. الآن، وكنتيجة لكشف القوة الاسرائيلية، تم وضع عشرات الحواجز في غزة، وكل شخص يدخل الى القطاع، سواء كان جهة دولية أو نشطاء حقوق انسان، عملوا في القطاع في نهاية الاسبوع الاخير، يتم فحصهم في هذه الحواجز. على الشعور بعدم الراحة الذاتية للاطباء والشك، يمكن التغلب. ولكن بناء الثقة التي كسرت يمكنه أن يستغرق وقت اطول.

إن تآكل وضعف النقاش العام ازاء خروقات من هذا النوع هي امور مقلقة. كل طبيب يتوقع منه رفع صوته ضد استخدام هويته المسلوبة. الصمت على ما تم نشره من قبل المؤسسة الطبية يعتبر موافقة صامتة على هذه الممارسات المرفوضة. الاطباء والطواقم الطبية لهم دور واضح جدا وهام في حالات كهذه، وهو الاهتمام بأن احداث كهذه لن تتكرر. المجتمع الطبي في اسرائيل اثبت في السابق أنه عندما يدور الحديث عن مواضيع اخلاقية فانه يمكنها التأثير على الرأي العام، هذا ما كان مثلا في موضوع التغذية القسرية في السجون. هذا الامر لم ينجح حقا في اجازة القانون، ولكنه منع حتى الآن تنفيذه فعليا.

مثال آخر هو النقاش العام حول “فقراء مدينتك في المقدمة”، الذي فيه تقرر بصورة قاطعة وواضحة أن الطاقم الطبي وظيفته هي واحدة – تقديم العلاج لمن هو في حالة صعبة، دون صلة بمن هو الشخص وما هي افعاله. إن خوف المجتمع الطبي من اعتباره سياسيا، لا يبرر عدم الرد.

مجتمع سليم ومعافى يجب أن يضم داخله وظائف مختلفة: قاض، شرطي، طبيب. وكل واحد منهم له دور. محظور أن تختلط هذه الادوار. وظيفة الطاقم الطبي ورجال المساعدة واضحة. كل تآكل في مكانتها يشكل تآكل في المسلمات ومعايير المجتمع الذي نعيش فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى