ترجمات عبرية

ران ادليست – طلاق متأخر معاريف

معاريف – بقلم  ران ادليست  – 2/1/2019

“اكلت منها الوحل”، هذه خلاصة الخطوة السياسية التي اتخذها آفي غباي، رئيس المعسكر الصهيوني حين اطاح بتسيبي لفني. انتم تتوقعون بانه عندما ينفذ زعيم حزب خطوة دراماتيكية (حزبية داخلية – هذا لا يؤثر  على نتائج الانتخابات) ستكون له اسباب وجيهة اكثر قليلا، او على الاقل مبررة اكثر، من الوجبة التي اعادها للفني في ذاك المؤتمر الصحفي. قد تكون هي مست بفرص الحزب للانتصار في الانتخابات، ولعلها هي التي تسببت بالتردي في عدد المقاعد، لعلها منعت الارتباط في صالح كتلة كبيرة، لعلها تآمرت لتنحيته. لا شيء. هذا كله بسبب “الوحل”. لا توجد اي صلة بالواقع السياسي الا بطبخات السيدة لفني التي لم تعجبه، وسبق أن قيل بان من لا يمكنه أن يحتمل الحرارة – فليخرج من المطبخ. التنزيلات  الوحيدة التي يمكن منحها لغباي هي امكانية ان يكون يحيك سرا مع بيني غانتس انضماما له بلا لفني، وعندها فان الحديث يدور عن غانتس اكثر مما يدور عن غباي ولفني. الحقيقة الابسط هي ان الحديث يدور عن نوازع داخلية وغرور الأنا. فرئيسة المعارضة لفني تغطي على غباي، والاحباط من انهيار المعسكر اخرجه من تبطله. ليس لانه سيء، بل لان لفني تعيش في هذا العمل منذ جيل في ظل الحروب السياسية الداخلية. فقد قطعت مسافات طويلة سياسية وامنية وهي تلتف حول الكرة الارضية وهذا واضح في سلوكها وفي موقف الجمهور ووسائل الاعلام منها. لم يكن صعبا ان نلاحظ في المؤتمر الصحفي انضباطها الغاضب وعصف روحها، او بلغة الحارة “خرجت رجلا”؛ مما جعل غباي غِرا دفع به لان يكون قائد سرية فوجد امامه قائد حظيرة قديم ينظر اليه وجنود يخططون له خازوقا.

وهذه مادة ممتازة للادبيات العسكرية، ولكنها سيئة في ادارة الحروب. وبشكل عام فان هذا ليس حدثا تأسيسيا. لا تأثير له. هذه دراما صحفية تنعش الاحابيل الاعتيادية. صحيح أن هذا يغطي على خطوة بينيت وشكيد في مشهد الانقسام الذي ادياه، ولكن ليس لهذين الانقسامين في هذه المراحل في حرب الانتخابات معنى في الصراع الذي بين الكتلتين الذي هو المفتاح للتحول او لمواصلة ولاية الائتلاف الحالي.

استطلاعات يوم الجمعة ستنبش في اثر الاقصاء، ولكن كم يمكن المس بالمعسكر الصهيوني او نفعه عندما يدور الحديث اصلا عن نتائج من منزلة واحدة؟ آه… المهم ان ننسى: غباي اعلن قبل اسبوع بانه يتنافس على رئاسة الوزراء.

*     *    *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى