ترجمات عبرية

ران ادلست / النتائج الحقيقية

معاريف – بقلم  ران ادلست – 20/7/2018

سواء احتوى الجيش الاسرائيلي ردود فعل حماس أم انقض عليها في الداخل، فان دولة اسرائيل تكبدت هزيمة في غزة. ظاهرا. عمليا هذا نجاح لحكومة اليمين، ولا نتحدث هنا عن الامر ونقيضه بل عن سياسة مغرضة. فشعب اسرائيل والجيش الاسرائيلي غارقان في حرب دائمة في الجنوب، في الشمال وفي الضفة. النتيجة اليوم هي ان الدولة والجيش يعرضان كأداة فارغة، بعد أن بات الاسد في طريقه الى القنيطرة وحماس هي التي بدأت بالهجوم، هي التي تفضلت بالموافقة على وقف النار، والاسوأ من هذا، هي التي ستجر اسرائيل الى الحرب.

في هذه الاثناء تنجح الحكومة في أن تصون في كل الجبهات اوضاع توتر نازفة ومهددة تمنع السير الى تسوية سياسية. واضح أن من لا يريد تسوية سياسية بحاجة لعدو مهدد على الجدران، ووضع متفجر في القطاع، في الضفة وفي الشمال يخدم هدفه. في كل الجبهات، بالمناسبة، في ضوء الشرير الايراني، الذي يطور تهديدا تلقائيا.

أين المعارضة؟ سؤال ممتاز وجواب اشكالي.  تسيبي لفني تقول ان “المشكلة في غزة يجب حلها بطريق عسكري وسياسي”. هذا هراء. الخيار العسكري يتطلب اقتحاما بريا، بدوره يتطلب قصفا جويا وبالمدفعية وبعده قتال تحت ارض في انفاق غزة السفلى. بالتأكيد سننتصر. المشكلة هي اننا سنعود بالضبط الى ذات النقطة التي يهدد فيها العدو والحكومة ترفض التسوية السياسية، وهذه بالضبط سياسة الحكومة. اما الطريق السياسي الذي تتحدثه عنه لفني فهو الوحيد وذو الصلة، غير أنها ترفقه بالطريق العسكري فتعطل نيتها نفسها. اسوأ منها آفي غباي، الذي يتحدى نتنياهو في أنه “لا يظهر زعامة” (اي يهجم على غزة؟). ان الطريق الوحيد الحقيقي لحل المعضلة الغزية هو تخفيف الحصار جدا وفورا، لا جزء مصطنعة ومشاريع بنى تحتية وباقي التسهيلات الوهمية. فقط فتح فوري، احادي الجانب، للبحر والمعابر، اي الاستسلام حسب بينيت.

ان من يحتمل نتائج سياسة حرب دائمة بقوى متدنية هم الغزيون، الاسرائيليون والجيش الاسرائيلي. في هذه الاثناء، فان الحقول المحترقة واعمدة الدخان ليست سوى زينة للحرب السياسية في داخل الائتلاف. بينيت ضد نتنياهو وبالعكس، واسرائيل كاتس يلقي بالملف على ليبرمان وفي ظل ذلك يكشف الحقيقة عن الاحداث في غزة وفي الشمال: “على ليبرمان ان يجلب الى الكابينت اقتراحا لتحديد سياسة واضحة تجاه غزة”، يقول كاتس في الكابينت. ويطلب من ليبرمان “اسقاط حماس وتصفية الارهاب أو الانفصل عن كل مسؤولية مدنية”. انفصال؟ بينيت يقول ان هذا استسلام وهو محق. وهذا بالضبط ما يجب عمله من اجل الخروج من الورطة: الاستسلام والاعلان باننا انتصرنا.

مع اصدقاء كهؤلاء

هذا الاسبوع التقى في هلسنكي دكتاتور يقتل معارضيه من الداخل ورئيس جاهل، صبياني ومجنون بالغرور. لا يهم بوتين احد في العالم غير روسيا، التي هي دميته الخاصة. ولا يهم ترامب احد في العالم غير الولايات المتحدة التي هي من ناحيته ملك مهمته تحسينه وكتابة اسمه باحرف من ذهب عند مدخله. اما العالم فسيبقى بعدهما، وفي هذه الاثناء فان من يأخذ الصندوق هو بوتين. هذا لا يهم ترامب. كل هذه الرئاسة بالنسبة له هي تسلية غرور من نوع برنامج الواقعية التلفزيوني.

اما النتائج فهي موضوع آخر. فقد انسحب من الاتفاق النووي مع ايران وفرض عليها عقوبات. قبل اسبوع من اللقاء مع ترامب زار موسكو علي أكبر ولايتي، المستشار الكبير لخامينئي، ووقع مع بوتين على استثمار روسي بمقدار 50 مليار دولار في منشآت غاز ونفط في ايران. ترامب فتح حربا تجارية مع الصين، التي دخولها الى سوق الاستثمارات في ايران كفيل بان يجعل كل الخطوة الايرانية التي اتخذها ترامب مثالة اطلاق النار على الساق. هو كفيل بان يشتري من نتنياهو كل فكرة غريبة تلوح له، ومن جهة اخرى كفيل بان يلقي بالفكرة وبنتنياهو من الجرف الى الهوة. ايرانيون؟ في قمة هلسنكي لم يسمعوا عن أن هناك ايرانيين في سوريا. صحيح أنهم سمعوا هناك بان فراصنة الكترونيين روس كانوا يتدخلون في الانتخابات في الولايات المتحدة ولكن ترامب يصدق بوتين. باختصار، قمة النكتة برأي امريكيين كثيرين، بينهم رؤساء اجهزة امن واستخبارات يعتقدون بان ترامب كان هناك بصفته خائن.

ليس واضحا لماذا يتأثر الجمع هنا من أن بوتين تفضل بالموافقة على خطوط 74 في سوريا. فقد اغتصب نتنياهو على الموافقة مع شد على الاسنان على تواجد الاسد على الحدود بع سبع سنوات من القتال. كي نفهم وضعنا بعد القمة ونفهم كيف هزمنا في سوريا، يجب مراجعة تسلسل الاحداث في الاشهر الاخيرة. لا حاجة للمرء أن يجلس في مكتب آيزنكوت كي يفهم بان الروسي والسوريين يتوجهون الى درعه في الطريق الى القنيطرة. يكفي أن نقرأ المقالات هنا في السنتين الاخيرتين. المصلحة المشتركة لايزنكوت ونتنياهو في الشهر الاخيرة كانت ابطاء سقوط درعة وانهيار الثوار، ولكن لم يكن للاستخبارات الاسرائيلية سبيل للفهم كم من الوحشية سيستثمر في الهجوم على درعة.

في هذه الاثناء، من أجل تأخير الهجوم الروسي – السوري، خلقوا قبل نحو شهر على الحدود الشمالية توترا مفتعفلا، لم يكن اكثر من عرض غاية عديمة الجدوى في صور امسكونا. فقد ادخل الجيش الاسرائيلي في حالة تأهب فرقة كاملة، وأحد ما فتح هواية اصدرت رياح حرب. وتحدث نتنياهو هراء  عن “انزلاق للنار” سيرد عليه بحزم، وقيل في حينه في الانباء عن ميليشيات ايرانية (متخفية)! في طريقها الى الحدود مع اسرائيل. دبابة عسكرية اسرائيلية قصفت موقعا سوريا، وسلاح الجو، بقوة العادة، نزل على اهداف لا تقدم ولا تؤخر.

في هذه الاثناء نزلت طائرات سلاح الجو الروسي بالقتل على درعه واحدثت دراما انهيار سريع والاف اللاجئين على الجدار. ولانعدام الوسيلة لديه سافر نتنياهو للقاء “صديقه” بوتين قبل اللقاء مع ترامب. قصة سفر نتنياهو هي عقدة شديدة من المصالح المتداخلة والاحداث التي تحت الارض، لدرجة ان المرء يحتاج لان يلتقط انفاسه كي يفهم: نتنياهو يسافر الى بوتين كي يحاول انقاذ سيطرة ما في جنوب هضبة الجولان. اما ابعاد الايرانيين فهو احبولة لاغراض “الانجاز”. والهجمات المنسوبة لسلاح الجو لن تغير استراتيجيا نتائج الحرب (سلاح الجو خارج اللعب، وهو يحرص اساسا على نفسه حين يصفي امكانيات الصواريخ المضادة للطائرات).

هناك حالة في حديث نتنياهو – بوتين يستخدم فيها نتنياهو ترامب، يحتمل حتى ان يكون ترامب قد القى له بشيء ما عن قصد، واذهب لتعرف في الهواء الخفيف حول ترامب من قال ماذا ولماذا.

قبل أن يسافر للقاء بوتين عقد نتنياهو كما هو الحال دوما محادثات مع “اصدقائه” الامريكيين. بينهم ليندزي غرام، سناتور جمهور وافنجيلي ظلامي. من شبه المؤكد انه روى له ما الذي سيقوله لبوتين. كل امريكي يعرف الامور يعرف بان ترامب يريد أن ينصرف من سوريا، الفعل الذي هو بصراحة مناقض لمصلحة حكومة اليمين ونتنياهو. وها هو، مثلما في فيلم توتر، تماما قبل ساعات من لقاء نتنياهو – بوتين، يحذر غرام في حسابه على التويتر علنا حكومة اسرائيل: لا تتوصلوا الى توافقات مع روسيا حول الوضع في سوريا على حساب مواقف الولايات المتحدة في الموضوع”. وهكذا الى هذا الحد او ذاك، انتهت رحلة نتنياهو الى بوتين حتى قبل أن تبدأ. من حظه انه كانت هناك مباراة كرة قدم واستخدام كريه لاطفال مرضى سرطان، جاء ليزحلق تحقيقات الشرطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى