ترجمات عبرية

رام كوهن يكتب – نعم، يوجد لنا شريك في غزة

اسرائيل اليوم – بقلم  رام كوهن – 19/11/2018

منذ قرار حكومة اسرائيل عدم الخروج الى حرب في غزة، اشتدت خيبة الامل على طول الطيف السياسي من اليسار وحتى اليمين. قلة يتجرأون على الاعتراف بانه في الحرب مع حماس لا يوجد أي أمل. يحتمل أن يقتل المئات وربما الالاف من المقاتلين والمدنيين الغزيين. واستنادا الى حروب الماضي، معقول ان يقتل بضع عشرات من الجنود والمواطنين الاسرائيليين. اذا لم يكن عدد القتلى هو المقياس، فما الذي سيعتبر انتصارا؟ 

احد لا يفكر بجدية بانه يمكن احتلال القطاع، طرد حماس، اقامة نظام عسكري أو تتويج أبو مازن كدمية اسرائيلية.فليتفضل وزير التعليم، الذي يطالب بان يعين وزيرا للدفاع، ويشرح ما هو الحل، ناهيك عن الشعارات الفارغة المتمثلة بـ “دعوني ودعوا الجيش الاسرائيلي ينتصر”.

في الحرب مع غزة سيخسر من له ما يخسره. هذا تفهمه القيادة العسكرية والمدنية عندنا أكثر من أي وقت مضى، وعليه فانها لا تدفع نحو مواجهة عسكرية. اما الغزيون، بالمقابل، فليس لهم ما يخسروه. المجاري تتدفق في الشوارع، لا توجد مياه للشرب؛ لا يوجد مصدر رزق وعيش بكرامة؛ كل ما تبقى هو القتال حتى قطرة الدم الاخيرة من اجل مستقبلهم. ومثلما قال في نهاية الاسبوع، في تصريحات التبجح والنصر، زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار: “نحن تواقون لكسر الحصار ومنح حياة كريمة لشعبنا”.

في المقابلة مع الصحيفة الايطالية “لا ريبوبليكا” في شهر تشرين الاول قال: “من لديه الارادة للصدام مع أربعة مقاليع قبالة قوة عظمى نووية؟ واذا كنا لا نستطيع ان ننتصر، فبالنسبة لنتنياهو هذا اسوأ من الخسارة. لان هذه ستكون الحرب الرابعة. وهي لا يمكنها أن تنتهي مثل الثالثة، التي سبق أن انتهت مثل الثانية، التي انتهت مثل الاولى. سيتعين عليهم ان يحتلوا غزة من جديد. وأنا لا اعتقد أن نتنياهو كان يريد مليوني عربي آخر. لا، في الحرب لا يحققون أي شيء”. يحيى السنوار صرح في تلك المقابلة بانه جاهز للمفاوضات مع اسرائيل.

اسرائيل تفهم بانه لا يوجد حل عسكري للواقع البشع في غزة: فلا يمكن الانتصار على مدينة معظم سكانها مدنيون. نحن نحاول منذ اكثر من عقد ان نكسر روح زعماء غزة ولا ننجح، لانهم مدعومون من سكان حياتهم مريرة وقاسية. وبالتالي يجب أن نرحب بقرار الكابنت الا ينجر هذه المرة الى مغامرة عسكرية اخرى.

الحل السياسي وحده يؤدي الى انهاء مصيبتنا ومصيبتهم. مع كل الصعوبة العاطفية، يحيى  السنوار، زعيم حماس، هو شريك للمفاوضات. يقال انه له دم على الايدي؛ في نظر الفلسطينيين لبيني غانتس ايضا يوجد دم على اليدين. هذا واقع حياتنا.

ينبغي ان يعين في الحكومة التالية وزير لشؤون السلام مع غزة والشرق الاوسط، وعدم السير أسرى خلف وعود عابثة للتواقين لان يعينوا وزراء حرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى