أقلام وأراء

راسم عبيدات يكتب – مسيرة المهزومين

راسم عبيدات 16/6/2021

 في قراءتنا الأولوية لمسيرة ما يسمى بالأعلام التي ابتدعها المتطرف يهودا حيزاني عضو جمعية ” غوش امونيم” الإستيطانية عام 1974،وباني العديد من المستوطنات في الضفة الغربية ،والذي صمم لها العديد من الرقصات والأغاني المترافقة مع رفع الأعلام،،والتي يجري الإحتفال بها في السابع من حزيران من كل عام،تحت ما يسمى بذكرى توحيد القدس،هذه المسيرة التي ألغيت قبل شهر من الان،نتيجة هبات القدس الثلاثة باب العامود والأقصى والشيخ جراح،والتي جرى اسنادها عسكريا من قبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ،معركة “سيف القدس”،حيث هرب زعران المستوطنين كالفئران،مع سقوط صواريخ ا ل م ق ا و م ة في القدس والمنطلقة من قطاع غزة …هذه المسيرة التي جرى تأجيلها اكثر من مرة خوفاً من تدهور الأوضاع الأمنية من بوابة مدينة القدس،وخوفاً من ردة فعل فصائل ا ل م ق ا وم ة التي أرست معادلات وقواعد اشتباك وردع جديدة،قالت بشكل واضح العبث بمصير القدس والأقصى، يعني دخول ا ل م ق ا و م ة الفلسطينية على الخط،وذهب محور ا ل م ق ا و م ة الى ابعد من ذلك عندما ربط سماحة السيد العبث بمصير القدس وهويتها بنشوب حرب اقليمية ..

نعم معركة ” سيف القدس ” انتصرت على ” حارس الأسوار” و”هشمت” هيبة دولة الإحتلال عسكرياً وسياسياً،وخلقت حالة من الفراغ السياسي والعسكري والأمني …وتآكلاً في قوى الردع الصهيونية،وتفكك في بينتها ونسيجها المجتمعي…

مسيرة اليوم بعيداً عن أنها فخاً نصبه نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق لبينت رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد غير المستقرة اوضاعها،والتي هدف من تحديد موعدها بعد يوم واحد من ممارسة بينت لصلاحياته الحكومية الى إذلاله في الميدان وفك علاقته بالمستوطنين،حتي يسهل التحريض عليه وبالتالي اسقاط حكومته،وإظهاره بالضعيف أمام قوى وفصائل ا ل م ق ا و م ة الفلسطينية اذا ما تراجع عن إقامة هذه المسيرة،وكذلك نتنياهو يريد بهذه المسيرة أن يحرج بايدن الذي اعطى الضوء الأخضر لقيام هذه الحكومة،نتنياهو يريد لهذه المسيرة ان تأخذ شكلاً تصعيدياً يمكنه من خلط الأوراق ، وبينت يريد من خلال السير في تنفيذ هذه المسيرة أن ينقذ حكومته ويرمم قوة الردع الإسرائيلية المتآكلة ،وأن يؤكد على عدم الربط ما بين القدس وقطاع غزة،وبأن دولة الإحتلال هي صاحبة القرار فيما يتعلق بالقدس،وهي من تمتلك السيطرة والسيادة،ولكن هذه المسيرة المصطنعة والمرتجفة والتي لم تحظ بالزخم المطلوب،بحيث لم يتجاوز عدد المشاركين فيها عن 5000 من غلاة المستوطنين المتطرفين الخائفين والمرتجفين،والذين يحرصهم أكثر من 2500 شرطي وجندي حرس حدود وفرق الخيالة والمستعربين والمخبرين،بعد ان حولوا القدس الى ثكنة عسكرية وأفرغوا كل المنطقة المحيطة بساحة باب العامود من المواطنين المقدسيين وأغلقوا المحال التجارية،ومنعوا أي شخص من الوصول لتلك الساحة،واعتدوا على المواطنين والطواقم الصحفية…ولكن رغم كل هذه الحشد العسكري والشرطي والمتاريس والحواجز الحديدية،إلا أن مئات الشبان والمواطنينالمقدسيين كانوا يشتبكون مباشرة مع جنود وشرطة الإحتلال،ويتصدون لزعران المستوطنين المحميين القادمين لساحة باب العامود،والمطلقين للشعارات العنصرية والإستفزازية من شتم للرسول و” الموت للعرب” ومضايقة الصحفيين والقاء الزجاجات عليهم من مياه وعصير وغيرها ….وعندما يحرس اكثر من 2500 شرطي وجندي حرس حدود خمسة ألآلآف مستوطن،فهذا يعني بأن السيادة على المدينة هي للشبان المقدسيين،هؤلاء الشبان الذين إمتلكوا إرادة الصمود وا ل م ق ا و م ة والتحدي،ولأنهم اصحاب ارض وحق…في حين من كان يرتجف ويرتعد خوفاً،كان يتصرف كاللص لأنه دخيل وغريب على هذه الأرض .. نعم نحن نستطيع القول بانه من خلال هذه المسيرة ،ان المستوطنين هم من يمتلكون القرار في الميدان في دولة الإحتلال ويسيطرون على المستوى السياسي الصهيوني ويدفعونه نحو التصعيد وسياسة التطهير العرقي والتهويد في القدس والداخل الفلسطيني – 48 -،من أجل إقامة دولة يهودية نقية،ولكن نحن على ثقة بأن هذه الحكومة غير قادرة على صنع سياسات،وهي ستكون اولوياتها معالجة القضايا الإقتصادية وتبريد الصراعات في داخل المجتمع الصهيوني الأخذة في التفاقم على الخلفيات الأثنية والعرقية والدينية…..

البعض يعتقد بأنه مع انطلاق هذه المسيرة الإستفزازية ،فإن صواريخ ا ل م ق ا و مة ستنطلق من قطاع غزة،والسياسة جبر وليست حساب،وفصائل ا ل م ق ا و مة تراقب ما يحدث بشكل دقيق ومتواصل في مدينة القدس،ولها حساباتها الإستراتيجية …وهي قادرة على الرد والتدخل بأشكال أخرى،والرد العسكري واحد من خياراتها في اللحظة المناسبة .. هي مسيرة المرتجفين…هي مسيرة المهزومين …هي مسيرة من لا يمتلكون السيادة والسيطرة على المدينة ..

نحن نقول بعد تأجيل متكرر لهذه المسيرة وإقرار واستنفار وحراسة بأكثر من 2500 شرطي وجندي من حرس الحدود والخيالة والمستعربين والمخبرين لمسيرة من الصبية والمراهقين لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 5000 ألآلاف ..ونصب القبب الحديدية وتغيير مسار الطائرات ومسار المسيرة وتقصير مسافتها ومسارها …وقيام هؤلاء الصبية بشتم الرسول والصحفيين والقاء قناني المياه والعصير والقاذروت عليهم تحت سمع وبصر جيش احتلال يحرس هؤلاء الزعران ….وقيام ماجدة فلسطينية برفع العلم الفلسطيني في وسط جموع هؤلاء الزعران تأكيداً على هوية المكان ….وكذلك بلوغ حالة الإحتقان والإفلاس عند جند وشرطة الإحتلال حد اعتقال مكانس الشطف والغسل التي استخدمها الشبان المقدسيون لتطهير المكان من دنس هؤلاء الغرباء ….ويسأل البعض في إطار التشفي وهو جالس ومتسمر في مكانه ومرتدياً بدلته تحت المكيف …أين هو النصر المتحقق وأين هي صواريخ ا ل م ق ا و مة ..؟؟…نعم ما حصل من مجابهة واشتباك شعبي من قبل المقدسيين مع جنود وشرطة الإحتلال من نقطة الصفر،في ظل ما تم ذكره فهو بحد ذاته الإنتصار …. والقدس لا تحتاج المزايدين الذين يخذلونها كل يوم ….القدس ستسقط كل هؤلاء فهم لا ينتمون للقدس وليسوا بالجدرين لكي يكونوا ممثلين لها وعنها ….من يمثل القدس هم أسود ميدانها …أما انتم فواصلوا “جعيركم” وصراخكم …فالمقدسيون ملوا هذا ” الجعير” والصراخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى