أقلام وأراء

راسم عبيدات يكتب –  محورية الملف الإيراني في لقاء بينت – بايدن

راسم عبيدات *- 27/8/2021

بينت سيطلب من بايدن في لقائه معه اليوم الجمعة عدم سحب قواته من العراق وسوريا، لكي لا تملأ ايران الفراغ،كما سيدعو واشنطن الى اقامة حلف اقليمي من أجل منع  وصد التمدد والتوسع الإيراني في المنقطة،وخاصة على ضوء التطورات الحاصلة في افغانستان،والإنسحاب المذل للقوات الأمريكية من هناك،وفشل المشروع الأمريكي باهدافه المعلنة غير الحقيقية بالقضاء على الإرهاب وبناء دولة أفغانية قوية،حلف تشترك فيه الى جانب دولة الإحتلال وأمريكا،مصر والأردن والسلطة الفلسطينية،يضاف لهم حلف “ابراهام” التطبيعي،وبينت سيدعو كذلك الى شراكة استراتيجية بين دولته وأمريكا،والى توسيع دائرة حلف التطبيع العربي، في مواجهة المد لمحور ا لمقا ومة …

بينت يعرف حدود قدراته في التأثير على بايدن في قضية الملف النووي الإيراني، فأمريكا ليس بواردها خيار المواجهة العسكرية،بل هي ترغب في العودة لإحياء الإتفاق النووي مع طهران،ولا تريد مناكفات في هذا الجانب،فهذه الحكومة الإسرائيلية جاءت بضوء اخضر منها،لكي لا تعود الى المناكفة مع نتنياهو..وما يجب ان نلحظه من انفجاري مطار كابول، أنهما قالا بشكل واضح ان المكانة لدولة الإحتلال في الإستراتيجية الأمريكية في تراجع مستمر،فلقاء بايدن- بينت تأجل من الخميس للجمعة،فأمريكا لها مصالح وأهداف على المستوى الكوني،تتعدى الأهداف والمصالح الإسرائيلية …

اسرائيل هاجسها الأول ايران ومحورها الممتد من طهران وحتى اليمن ..فالسيد من بعد جلب النفط الإيراني لكسر الحصار الإقتصادي على لبنان،وسع من معادلات الردع لكي تشمل البحر بعد البر والجو .. واسرائيل بين نارين،نار قصف ناقلات النفط الإيرانية،وما يستتبع ذلك من رد لحزب ا لله، لا تحتمله جبهة الإحتلال الداخلية،وقد تتدحرج الأمور نحو حرب اقليمية، لا تريدها ولا تريدها واشنطن أيضاً،وبالمقابل السماح لناقلات النفط الإيرانية بالوصول وافراغ حمولتها في موانىء لبنان صيدا او بيروت،أو عبر ميناء بانياس السوري، ومن ثم نقل النفط براً، يعني كسر للحصار الإقتصادي على لبنان وسوريا،وسقوط مدوٍ لقانون”قيصر” ومشروع بومبيو لإسقاط لبنان في فلك الدول العربية المطبعة مع دولة الإحتلال،و العمل على اضعاف كبير ل ح ز ب ا ل له وقوى ا لمقا ومة،بعد كل حملات التحريض على الحزب وشيطنته وشيطنة قيادته، واعتبار كل ما حل ويحل بلبنان من مصائب من صنع حزب الله وبسببه.

صحيح بان بينت سيطلب مساعده خاصة بمليار دولار من اجل تعويض الخسائر في القبة الحديدية،وله خلافات في جوانب تفصيلية مع ادارة بايدن في الملف الفلسطيني،ولكن هناك اتفاق في الجوهر،بأنه في المدى المنظر لا أفق لحل سياسي،والمطلوب هو العمل على إدارة الصراع وليس حله،ومفاوضات من أجل المفاوضات،فبينت يدرك تماماً بأن أي موافقة على حل الدولتين،من شأنه أن يطيح بحكومته الأيله للسقوط ،ولذلك قال بشكل واضح أنه لا دولة فلسطينية في عهد حكومته ولا مفاوضات سياسية ولا ضم ولكن مواصلة الإستيطان من اجل تحقيق الضم بشكل فعلي،وهناك مقترح بديل،من أجل منع تصاعد وإنفجار الأوضاع، ما اصطلح على تسميته ب” تقليص الصراع”،عبر تقليل الإحتكاك مع الفلسطينيين وتسهيل التنقل والحركة وحركة البضائع والأفراد،وزيادة تصاريح العمل للعمال والتجار،وتحسين شروط وظروف حياة المقدسيين تحت الإحتلال،مشروع ما يسمى بالسلام الإقتصادي،يرافقه بعض الرشى السياسية للسلطة من أجل منع انهيارها  واعادة جزء من الثقة بها،فهي باتت مأزومة وعاجزة وأقرب الى الإنهيار،ولذلك لا بد من تقويتها كما قال غانتس،ولا بد من دعمها كما قال وزير خارجية أمريكا بلينكن،فإنهيار السلطة،يعني وجود قوة أكثر راديكالية  تحل محلها،وهذا من شأنه خلق متاعب لدولة الإحتلال ومحور التطبيع والإعتدال العربي الرسمي.

رشى من طراز العمل على إعادة افتتاح القنصلية الأمريكية في القسم الشرقي من المدينة،واعادة فتح مكتب المنظمة في واشنطن،والسماح بالبناء بشكل محدود جداً في المنطقة (جيم)،وفي مناطق معزولة، لا تؤثر على التمدد والتوسع والتواصل الإستيطاني،والعمل كذلك على تقوية أجهزة الأمن الفلسطينية ودعمها مالياً،وتوثيق علاقاتها وتنسيقها وتعاونها مع اجهزة الأمن الإسرائيلية والأمريكية،وعودة وكالة التنمية الأمريكية للعمل في الضفة الغربية،والمساهمة في العديد من المشاريع الإقتصادية ومشاريع البنى التحتية.

بينت يدرك تماماً بأن ايران و ح زب ا ل ل ه أطراف أساسية في جبهة قطاع غزة،ولذلك هو في القريب العاجل اذا لم يلمس سكان قطاع غزة،بأن هناك تغير جذري في الأوضاع لجهة رفع الحصار واعادة الإعمار وتوسيع مساحة الصيد وادخال البضائع وفتح المعابر،فإن الأمور ذاهبة نحو جولة جديدة من التصعيد،جولة قد تكون أكثر مدى وأشد خسائر لدولة الإحتلال،من معركة” سيف القدس” التي هشمت دولة الإحتلال عسكرياً وسياسيا،والمعركة قد تخرج تداعياتها عن السيطرة لتشمل أوسع جغرافيا اقليمية،ناهيك عن خطر تصاعد حالة الإشتباك الشعبي على طول وعرض جغرافيا فلسطين التاريخية،وبما يربك الجبهة الداخلية لدولة الإحتلال،وبينت رغم كل التهديدات والعنتريات الفارغة والفاضية،كما ادرك سلفه نتنياهو،بأنه لا حل عسكري لقطاع غزة،والحل فقط يكمن عبر التوصل الى هدنة طويلة الآجل،لن توافق فصائل المقاومة عليها بشروط بينت،عودة جنوده ومواطنيه المأسورين عند حماس بشروط ابتزازية،ربط القضايا الإنسانية والحياتية والإقتصادية والحصار بقضية الجنود.

بينت يدرك بأن الملف النووي الإيراني وصواريخ ايران الباليستية بعيدة المدى  ودورها الإقليمي وتموضعها في سوريا ولبنان والعراق  ودمها العسكري  والمادي لجماعة انصار الله ” الحوثيين” في اليمن وقوى وفصائل ا لمقاومة في قطاع غزة،سيبقى هاجسه المستمر،وسيواصل العمل بالتحريض على ايران،عبر  لمنعها من إمتلاك القنبلة النووية،او الوقوف على أبواب إمتلاكها،رغم قناعتي بان الحرب الإعلامية  والسياسية التي تشنها اسرائيل وأمريكا  وتوابعهما من قوى غربية اوروبية ومشيخات خليجية، تستهدف عدم السماح لطهران بالقيام بعمليات التطور العلمي والبحثي والتكنولوجي والصناعي، الذي من شأنه ان يشكل منافس قوي لدولة الإحتلال على صعيد المنطقة،وبما يمنع من تفوقها وتفردها في المنطقة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى