ترجمات أجنبية

رئيس الأركان الإسرائيلي لصحيفة نيويوؤك تايمز الأمريكية يتحدث – لأول مرة، عن الحملة العسكرية ضد إيران في سوريا

نيويورك تايمز –11/1/2019

كشف الجنرال غادي آيزنكوت في آخر مقابلة له رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، في حديثه عن الحرب التي تشنها إسرائيل ضد الحرس الثوري الإيراني في سوريا، قائلا: “لقد وجهنا ضربات لآلاف الأهداف (الإيرانية) دون أن نتبناها”، وذلك منذ يناير 2017، حين صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي على سلسلة الهجمات. هكذا يقول “غادي آيزنكوت” عن الحملة العسكرية غير المعلنة وغير المكتملة التي شنتها إسرائيل ضد إيران ووكلائها في سوريا ولبنان في مقابلته النهائية رئيسا للأركان.

و “آيزنكوت” هو أول جنرال إسرائيلي يقود جبهة إيران، بالإضافة إلى محاربة وكلائها في لبنان وأماكن أخرى، وتحدث عن تحول في الحرب ضد إيران في سوريا، قائلا: “لقد كنا نعمل بما لا نتجاوز عتبة معينة حتى قبل سنوات ونصف اثنين”، في إشارة إلى سياسة إسرائيل الأولية لاستهداف شحنات أسلحة المتجهة بشكل رئيس إلى حزب الله في لبنان متجهة. وأضاف: “ثم لاحظنا تغييرا كبيرا في إستراتيجية إيران. كانت رؤية المقاتلين الشيعة من باكستان وأفغانستان والعراق أن يكون لهم تأثير كبير في سوريا من خلال تشكيل قوة تعدادها 100 ألف مقاتل من باكستان وأفغانستان والعراق، وبناء قواعد استخبارية وقاعدة جوية سورية. وجلبوا المدنيين من أجل تلقينهم”.

بحلول عام 2016، حسب تقديرات الجنرال الإسرائيلي “آيزنكوت”، قام سليماني بنشر 3000 من رجاله في سوريا، إلى جانب 8000 من مقاتلي حزب الله و11000 من القوات الشيعية الأجنبية. بلغت الأموال الإيرانية المتدفقة للإنفاق على هذا الجهد الحربي 16 مليار دولار على مدى سبع سنوات.

في يناير عام 2017، حصل “آيزنكوت” على موافقة الحكومة بالإجماع على تغيير قواعد اللعبة، لتصبح الهجمات الإسرائيلية أحداثا شبه يومية. ففي عام 2018 وحده، أسقط سلاح الجو الإسرائيلي 2000 قنبلة هائلة. وحاول الجنرال سليماني الانتقام من خلال إطلاق “أكثر من 30 صاروخاً على إسرائيل” (ما لا يقل عن 10 صواريخ أكثر مما تم الإبلاغ عنه سابقاً). لا شيء حقق هدفه، وفقا لما نقلته الصحيفة الأمريكية، وردَت إسرائيل بهجوم غاضب على 80 هدفا للجيش الإيراني ونظام الأسد في سوريا.

لماذا أخطأ سليماني، مهندس عمليات إيران الناجحة في العراق واليمن وغزة ولبنان، في التقدير؟ أرجع الجنرال “آيزنكوت” هذا إلى مزيج من العوامل، منها الثقة المفرطة، استنادا إلى نجاح إيران في إنقاذ نظام الأسد من الانهيار، والتقليل من تصميم إسرائيل على وقف تدفقهم، استنادا إلى تاريخ الغرب المتردد في مواجهة استفزازات طهران.

ورأى “آيزنكوت” أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني ارتكب خطأ إستراتيجيا باختيار سوريا قاعدة لعمليات ضد إسرائيل. وأضاف: “كان خطأه في اختيار ملعب هو ضعيف فيه نسبيا. لدينا تفوق استخباراتي كامل في هذا المجال. نحن نتمتع بالتفوق الجوي الكامل. ولدينا ردع قوي ولدينا مبرر للتصرف”. وأوضح أن “القوة التي واجهناها على مدى العامين الماضيين كانت قوة عازمة”، ويضيف قليلا من الازدراء: “لكن قدراته ليست مثيرة جدا”.

وقال الجنرال الإسرائيلي إن سليماني سحب قواته من الحدود مع إسرائيل ونقل بعضها. كما أدى استئناف العقوبات الأمريكية إلى تقليص قدرة إيران على تمويل مغامراتها الإقليمية. يمكن لإيران الآن أن تتحول إلى مكان آخر، كما نقل الجنرال “آيزنكوت”: “بينما ندفعهم من سوريا، فإنهم ينقلون جهودهم إلى العراق”، حيث لا يزال لدى الولايات المتحدة آلاف الجنود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى