ذي انترسبت: جنرال أمريكي كبير يلتقي مع الجنرال الليبي خليفة حفتر
ناشيونال إنترسبت 8-9-2024، نيك تيرس: جنرال أمريكي كبير يلتقي مع الجنرال الليبي خليفة حفتر
الفريق أول في قوات المارينز مايكل لانغلي وقائد القوات الامريكية في افريقيا “أفريكوم”، قام بزيارة ليبيا في نهاية آب/أغسطس والتقى مع الجنرال خليفة حفتر في بنغازي، ضمن سلسلة لقاءات مع القادة الليبيين، من أجل تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وليبيا، وعبر حفتر عن رغبته بتوسيع التعاون مع أمريكا، حسب البيان الصحافي الصادر عن “أفريكوم”.
ولم يذكر البيان الصحافي أن حفتر هو أمير حرب سيئ السمعة، حسب أعضاء الكونغرس حيث تضع وزارة الخارجية الجيش الوطني الليبي الذي يقوده ضمن الجماعات الفاعلة من غير الدول وتضم المقاتلين الأجانب والمرتزقة التي تتهم بانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
في 2019 قامت قوات حفتر الجزء الجنوبي من العاصمة الليبية، طرابلس بالقنابل محولة الأحياء إلى أرض وبيوت مهدمة وعمارات سكنية ودكاكين محطمة وكانت رائحة الموت حاضرة في الهواء.
وفي نفس العام، وثقت منظمة أمنستي انترناشونال القصف العشوائي الذي تستخدم فيه غالبا أسلحة غير دقيقة، في انتهاك لقوانين الحرب، من قبل الجيش الوطني الليبي التابع لحفتر.
وبعد عام، أفادت هيومان رايتس ووتش أن المقاتلين التابعين لحفتر “عذبوا على ما يبدو وأعدموا بشكل فوري ودنسوا جثث المقاتلين المعارضين”. وأشار تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان في ليبيا، نشر في وقت سابق من هذا العام، إلى أن مزاعم الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الوطني الليبي كانت “واسعة النطاق” في عام 2023 وشملت “القتل والاحتجاز التعسفي والتجنيد غير القانوني أو استخدام الأطفال والتعذيب”.
وفي عام 2015، انتقد الجنرال ستيفن تاونسند، سلف لانغلي في أفريكوم الجيش الوطني الليبي واعتبره “عاملا يزعزع الاستقرار والأمن في ليبيا”، وقال إنه يهدف إلى تعزيز “قوته وأجنداته”.
في ذلك الوقت، قالت أفريكوم إن التعاون بين الجيش الوطني الليبي ومرتزقة من فاغنر المرتبطة بروسيا كان من العوامل التي “أطالت أمد الصراع الليبي وفاقم الخسائر” هناك.
وقال تاونسند في عام 2020: “لقد سمع العالم حفتر يعلن أنه على وشك إطلاق حملة جوية جديدة. سيكون ذلك من خلال طيارين مرتزقة روس يقودون طائرات روسية لقصف الليبيين”.
وبعيدا عن هذا النقد، فقد تبنى لانغلي حفتر وعامله بنفس الطريقة التي عامل فيها قادة الحكومة الشرعية في طرابلس. كما والتقى حفتر في جولة في خريف عام 2023. وعندما سئل عن رد لانغلي على طلب حفتر بتوثيق العلاقات مع الولايات المتحدة، رفض أفريكوم التعليق. وقال كيلي كاهالان المتحدث باسم أفريكوم لموقع “ذي إنترسبت”: “ليست لدينا أي معلومات إضافية لك خارج المعلومات الواردة في البيان الصحافي”.
إن زيارة لانغلي واجتماعه بحفتر هي أحدث فصل في العلاقة المتقطعة مع الولايات المتحدة. فقد انضم حفتر، الذي كان في السابق من زملاء الديكتاتور الليبي معمر القذافي، إلى مجموعة من المنشقين الذين دعمتهم الولايات المتحدة للإطاحة براعيه السابق في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وبعد فشل المؤامرة الانقلابية، رتبت المخابرات الأمريكية (سي أي إيه) عملية إجلاء حفتر و350 من رجاله إلى الولايات المتحدة في عام 1991، حيث حصل على الجنسية وعاش في ضواحي فرجينيا لمدة 20 عاما.
وفي عام 2011 أدى التدخل الأمريكي والناتو للإطاحة بنظام القذافي لدخول ليبيا في حرب أهلية لم تتعاف منها حتى الآن. ففي السنوات التي أعقبت خروج القذافي من الحكم أحيا حفتر حلمه الساكن للسيطرة على السلطة في كل ليبيا.
وفي عام 2014، أعلن عن انقلاب عسكري لم يحدث أبدا حيث اتهم الحكومة في طرابلس بالفشل. ولكن حظوظ أمير الحرب تغيرت بعدما أطلق حملة للسيطرة على شرق ليبيا ومواجهة الجماعات المسلحة مثل أنصار الشريعة، التي نفذت هجوما في عام 2012 في بنغازي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين. وهو ما منح حفتر سمعة جيدة في مهاجمة الجماعات المسلحة مع أن نقاده شككوا في التزامه وفعاليته ووصفوا أنشطته بأنها جهد مدروس لكسب الود، وبخاصة مع الولايات المتحدة.
وحصل الجيش الوطني الليبي على دعم من روسيا والسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة. ونفت وزارة الخارجية الأمريكية عام 2019 أنها قدمت الدعم لحفتر وجيشه، لكن الجنرال المتقاعد دون بولدوك الذي قاد قيادة العمليات الخاصة في أفريقيا في الفترة ما بين 2015- 2017 قال إن برنامج “أوبسيديان لوتس” أو برنامج 127 إي يسمح للولايات المتحدة باستخدام قوات أجنبية في مهمة تديرها أمريكا ضد أعدائها وتحقيق أهداف أمريكية- قام القادة الأمريكيون بتدريب وتسليح أكثر من 100 مرتزق ليبي. وأصبحت هذه القوات حسب ثلاثة مصادر عسكرية ليبية ومسؤول أمريكي قوات نخبة في جيش حفتر.
وقال بولدوك عام 2020 إن حفتر هو “رجل يمكن الثقة به”. وبعد سنوات سيطر حفتر على الشرق فيما سيطرت الحكومة المركزية على الغرب. وفي شهادة له أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في 2 نيسان/أبريل 2019 أخبر الجنرال تاونسند الذي كان على رأس القيادة المركزية لأفريقيا أن الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر والجماعات شبه العسكرية الأخرى تشكل خطرا جسيما على استقرار ليبيا.
وبعد أيام قام حفتر بحملة عسكرية للسيطرة على طرابلس حيث أمر الجنود قائلا: “استخدموا السلاح فقط ضد من يريد قتالكم” ووعد “بالأمان لكل شخص يبقى في بيته”. لكن كلمة “آمن” لا تصف في الحقيقة عدد النازحين الذين أمطرت قوات حفتر العاصمة بالصواريخ والقذائف المدفعية.
وتلقت وزارة الخارجية أسئلة من الموقع حول طبيعة العلاقة مع حفتر لكنها لم ترد قبل موعد النشر. والتقى لانغلي أيضا رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس هيئة الأركان للقوات الليبية المسلحة الجنرال محمد الحداد.