#شؤون إسرائيلية

د. يوسف يونس: انتخابات الكنيست الـ 21: النتائج المتوقعة والاحتمالات المستقبلية

د. يوسف يونس، مركز الناطور للدراسات والابحاث 6-4-2019: انتخابات الكنيست الـ 21: النتائج المتوقعة والاحتمالات المستقبلية

الخلاصة والاستنتاجات

  • مع اقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية سوف تطرأ تغييرات دراماتيكية على الخارطة السياسية الإسرائيلية، والأرجح أن تكون الحكومة المقبلة، نسخة أكثر تطرفاً من الحكومة الحالية، جرياً على مألوف الانتخابات والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في العقدين الاخيرين. وأياً كان رئيس الحكومة المقبل، فإن قاعدة ائتلافه الوزاري ستكون من معسكر اليمين واليمين المتطرف، وفي أحسن سيناريو، ستواصل الحكومة ما بدأته سابقاتها، وفي السيناريو الأسوأ، ستذهب بعيداً في التطرف والعدوان والاستيطان والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، ولذلك لا توجد رهانات كبيرة على نتائج الانتخابات الإسرائيلية القادمة .
  • نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، تكاد تكون واضحة مسبقاً، خاصة وانها باتت محسومة بين اليمين واليمين وفي مطلق الأحوال، فإن «الانزياح المنهجي المنظم» للمجتمع الإسرائيلي طوال العقدين الفائتين صوب اليمين الديني والقومي، ما عاد يسمح سوى بإنتاج حكومات يمينية. فقد استطاع اليمين الإسرائيلي، العلماني والديني، أن يحسم لمصلحته المعركة الثقافية الدائرة في إسرائيل منذ اتفاقية اوسلو ونجح في الاستحواذ على غالبية الجمهور الاسرائيلي ودعم لخيار الدولة اليهودية تمهيدا لاقصاء غير اليهود وهو ما يعني ان دولة اسرائيل تسير بخطى متسارعة على طريق التحول إلى مجتمع فاشيّ .
  • خيارات التفاوض و»عملية السلام» والحلول السياسية، ستكون من أبرز ضحايا الانتخابات الإسرائيلية ، وستكون حلبة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي مفتوحة لموجات متعاقبة من التصعيد والتوتير. وستكون النتائج كارثية لإسرائيل ايضا لأنها تعني أنه لن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين وبالتالي ستواجه إسرائيل خطرا متزايدا لأن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار ويمكن أن يكون متفجرا . والنزاع المستمر يشجع إيران على مواصلة نشاطاتها في المنطقة ، وهو الامر الذي قد تستخدمه اسرائيل في المقابل لدعم علاقاتها مع الدول العربية “المعتدلة” لاعتبارات مواجهة “عدو مشترك”.
  • السياسات الامريكية “المنفلتة” لادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لن تخدم مشاريع التسوية في المنطقة وانما ستعزز من حالة الكراهية وفقدان الامل وستدفع باتجاه العنف في المنطقة ، خاصة وان ترامب قام بعقد صفقة تجارية مع نتنياهو قام بموجبها بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، وانهى قضية اللاجئين واعترف بالجولان ارضا اسرائيلية ، كل ذلك قبل ان يقوم بالزام نتنياهو بأية التزامات ، ويعتقد ترامب ان بامكانه ان ينهي الحلم الفلسطيني بالاعلان عن اقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة او في سيناء وحكم ذاتي للتجمعات السكانية الفلسطينية في الضفة الغربية مع بعض التسهيلات الاقتصادية الانسانية. متوافقا في تلك التوجهات مع طروحات اليمين الاسرائيلي ، محاولا فرض اجندة دولية جديدة ، مستغلا حالة الضعف العربي والفلسطيني.
  • الإطار الاستراتيجي للتعامل مع هذه المرحلة يجب أن يسعى إلى إظهار نتنياهو لأنه يطيح بأمن بلاده ويعمق مشاعر العداء لها بسبب رعونته في التعامل مع هذا الملف الخطير، فهو يؤلب شعوب العالم العربي والإسلامي والشعوب المحبة للسلام ضد إسرائيل، ويظهر إسرائيل دولة دينية متطرفة بات اليمين فيها  وثمة ضرورة ملحة لتعرية ادعاءات نتنياهو أنه استطاع أن يقفز عن التسوية مع الفلسطينيين، وبدأ بالاشتباك مع الدول العربية ضمن أجندات ، فتأثير القضية الفلسطينية، وملف القدس ، سيبقى راسخا في الوجدان العربي والإسلامي.
  • بالرغم من محاولات نتنياهو واحزاب اليمين المتطرف المتحالفة معه الترويج لحسم الحكومة المقبلة لصالحهم الا ان المؤشرات المتوفرة تستبعد ذلك خاصة في ضوء ترجيحات تحقيق قائمة ازرق ابيض برئاسة غانتس المركز الاول في الانتخابات مما سيمنحها الفرصة الاولى لتشكيل الائتلاف الحكومي والدخول في مفاوضات مع التكتلات المختلفة مما سيحقق لها الافضلية التفاوضية على حساب الليكود.
  • لازالت الاحزاب الدينية تتمتع بالقدرة على حسم اية تشكيلة ائتلافية وضمان استقرارها في مشهد تكرر منذ سنوات في اسرائيل، ويبدو انه سيستمر لسنوات طويلة قادمة.
  • التشابه الكبير الذي يميز القوائم الانتخابية الاسرائيلية خاصة من جهة البرامج الانتخابية قد يكون عاملا محبطا للاصوات العائمة مما سيحول دون توجهها الى مراكز الاقتراع في نوع من انواع التصويت الاحتجاجي وهذا الامر سيخدم بصورة كبيرة احزاب اليمين المتطرف والمتدينيين ، الذين تلتزم دائما قواعدهم الانتخابية بتعليمات الحزب المشددة.
  • حالة اللامبالاة التي تسود الوسط العربي قد تضر كثيرا بالموقف الانتخابي للاحزاب والقوائم العربية ، اضافة الى انفراط عقد القائمة المشتركة ، مما يهدد بتراجع عدد المقاعد التي من الممكن ان تحصل عليها تلك القوائم في الانتخابات المقبلة.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى